في حلقة “الخط الساخن” من إعداد ديما جمعة، بعنوان “صيدليات ومستودعات مستلزمات طبية متضررة.. من يعوّض على العاملين في القطاع؟”، التقت معدّة البرنامج عددًا من أصحاب الصيدليات المدمّرة، وجالت على مستودعات المستلزمات الطبية المتضررة، لنقل واقع القطاعين والأضرار التي تعرض لها العاملون فيهما. وفي ختام الحلقة، أُجري لقاء مع وزير الصحة للاطلاع على أبرز الخطوات الرسمية للتعويض على المتضررين.

انطلقت الجولة من منطقة السان تيريز، حيث عبّرت الصيدلانية ليلى أحمد زين، مديرة صيدلية زين المدمّرة، عن موقفها من المقاومة، مؤكدةً وضوح المعركة بين الحق والباطل بالنسبة لأهالي الضاحية. وأشارت إلى أن الصيدلية التي افتتحتها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكل الخسائر المادية التي تكبّدتها، تصغر أمام تضحيات المجاهدين وأهالي الشهداء.

وعن خططها المستقبلية وإمكانية إعادة افتتاح مؤسستها، أعربت الصيدلانية ليلى زين عن أسفها لعدم تمكن صندوق تعاضد الصيادلة من مساعدتها ماديًا، بحجة عدم وجود أموال في الصندوق. وأكدت تواصلها مع المعنيين لمحاولة تأمين مساعدات أو إمكانية التعويض ولو جزئيًا، معربةً عن أملها في أن يلحظ المعنيون حجم الأضرار ويبادروا إلى المساعدة.

انتقلت كاميرا البرنامج إلى منطقة كاليري سمعان، حيث التقت بالصيدلي محمد فنيش، المسؤول الفني في صيدلية فارمادول المدمّرة. وتحدث فنيش عن حجم الأضرار التي لحقت بالصيدلية، مشيرًا إلى عدم تمكن أصحابها من إخراج مخزون الأدوية والبضائع قبل استهدافها، مما تسبب بخسائر مادية كبيرة.

من جانبه، شرح حسن حجازي، رئيس الجمعية الإسلامية للصيادلة، واقع الضرر الذي لحق بالقطاع نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. وأكد، استنادًا إلى الأرقام، أن 383 صيدلية تضررت كليًا أو جزئيًا، بينما تدمرت 43 صيدلية بشكل كامل، وأضحى حوالي 10,000 صيدلي بلا عمل، أي أن هناك ما يقارب 1,500 عائلة فقدت مصدر رزقها. وقد أجبر ذلك عددًا من العاملين في القطاع على الهجرة المؤقتة أو الدائمة.

وطالب حجازي بإعادة النظر في بعض القرارات، لا سيما القرار القاضي بفصل كل صيدلية عن الأخرى بمسافة 300 متر، خصوصًا في ظل وجود مناطق محاها القصف الهمجي عن الخريطة.

في مقابلة مع الدكتور غسان الأمين، نقيب الصيادلة السابق، تحدث عن فئات الصيادلة المتضررين كليًا أو جزئيًا. وأشار إلى اللقاء الذي جمعهم بوزير الصحة، حيث نُقلت هواجس الصيادلة المتضررين بشكل كامل، مؤكدًا التعاون الذي أبداه الوزير في محاولة تذليل العقبات بما يخدم المصلحة العامة.

واصلت الجولة الحديث عن أضرار العاملين في مستودعات المستلزمات الطبية، حيث أجرت معدّة البرنامج لقاءً مع علي ترحيني وفاديا ديب، وهما من أصحاب مؤسسات المستلزمات الطبية المتضررة والمدمرة. وأكد الطرفان حجم الأضرار التي لحقت بمؤسساتهما، مشيرين إلى عدم وجود أي تعويض حتى الآن.

أكدت رندا الرز، نقيبة تجار ومستوردي المستلزمات الطبية والمخبرية في لبنان، أن ما عُرض من مشاهد المستودعات الطبية المدمّرة يمثل مجرد عيّنة من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع. وأشارت إلى الجهود الفردية المبذولة من قبل النقابة وأصحاب المستودعات للنهوض بالمؤسسات المتضررة، مؤكدةً حيوية القطاع وأهميته رغم الظروف الصعبة.

اختتمت الحلقة بلقاء مع الدكتور فراس الأبيض، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، الذي قدّم اقتراحات لمساعدة المتضررين. وأكد أن تعديل قانون الـ300 متر يتطلب تدخل اللجان النيابية المخوّلة باقتراح القوانين التشريعية. كما أشار إلى التعاون مع الجهات المانحة لدعم قطاعي الصيادلة وأصحاب مستودعات المستلزمات الطبية، معربًا عن أمله في إعادة الإعمار قريبًا، بالإضافة إلى تضامن الدول الصديقة لمساعدة القطاع الطبي المتضرر بشكل واضح نتيجة الاستهدافات الصهيونية.

المصدر: قناة المنار