تعتبر البلابيصا واحدة من أبرز العادات القبطية المرتبطة بعيد الغطاس في مصر، حيث تمثل تقليدًا قديمًا يتجدد عبر الأجيال ليعكس روح الوحدة والترابط بين أفراد المجتمع،إنها ليست مجرد طقوس دينية، بل تمثل أيضًا رابطًا عاطفيًا يجمع بين الأسر،سنتناول في هذا البحث تفاصيل عميقة حول هذه العادة، مكونتها، تاريخها، وأهمية دورها في تعزيز الهوية الثقافية المصرية، مما يسهم في فهم أعمق لهذا التقليد الفريد في المجتمع القبطي.
ما هي “البلابيصا”
البلابيصا تمثل مصابيح صغيرة مصنوعة من البرتقال، حيث يتم بعناية تقشير البرتقال دون إلحاق الضرر بالقشرة الخارجية،بعد تفريغ الفاكهة، تُرسم صلبان أو أشكال دينية متنوعة على قشرتها، ثم تُدخل شمعة صغيرة بداخلها،بعد إضاءة الشمعة، تتحول البرتقالة إلى رمز للضوء، مما يعكس فكرة نور المسيح،تمثل هذه المصابيح جزءًا أساسيًا ومرموقًا من احتفالات عيد الغطاس والعادات المصاحبة لها.
البلابيصا من الأجداد إلى الأحفاد
تتوارث عادة البلابيصا عبر الأجيال، حيث يقوم الأجداد بتعليم أبناءهم والأحفاد كيفية صنعها قبل ليلة عيد الغطاس،ويتحول الاحتفال بصنع البلابيصا وتزيينها إلى مناسبة اجتماعية مميزة تجتمع فيها العائلة والأصدقاء،تُصبح هذه الفعالية فرصة لتقوية الروابط الأسرية، حيث يقوم كل فرد بلعب دور خاص في صنع المصابيح، ما يجعل المناسبة غنية بالمعاني الروحية والعاطفية.
أهمية البلابيصا في عيد الغطاس
تلعب البلابيصا دورًا بارزًا في طقوس عيد الغطاس، الذي يُحتفل به في الكنيسة القبطية لتخليد ذكرى تعميد السيد المسيح،تحمل البلابيصا رمزية الوحدة الوطنية، حيث كان الأقباط والمسلمون يتشاركون في الاحتفاء بها،تُعتبر البلابيصا رمزًا للأمل والنور تعكس روح العيد، إذ يُضاء المصباح ليظهر النور في الظلام، متذكّرين روح عيد الغطاس وأجواءه الفريدة.
البلابيصا والتواصل الاجتماعي
تجاوزت البلابيصا كونها تقليدًا دينيًا لتصبح وسيلة لتواصل اجتماعي فعال،تجمع المناسبات الأسرية حول صنع البلابيصا، حيث يُساهم الأطفال في عملية التصنيع، مما يعزز من إبداعهم وارتباطهم بالعادات والتقاليد،تُشكل هذه العادة فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والتمسك بالتراث الثقافي، وخلق أجواء من التعاون والمشاركة بين الأفراد.
كيفية صنع البلابيصا
تبدأ عملية صنع البلابيصا باختيار برتقالة كبيرة بقشرة سميكة،يتم تقشيرها بعناية، مع الحرص على تشكيلها بشكل جيد،يُرسم على القشرة أشكال دينية كالصليب، وتُدخل شمعة صغيرة بداخلها،بعد ذلك، يتم ربط الجزء العلوي بحبل أو سلك لتثبيت الشمعة، ثم تُضاء الشمعة قبل الذهاب إلى الكنيسة حيث تُعتبر جزءًا من قداس عيد الغطاس،يتم تقسيم المهام بين أفراد العائلة، مما يخلق جوًا من الفرح والمشاركة.
خاتمة القول
تعتبر البلابيصا أحد أجمل تقاليد عيد الغطاس، حيث تُجسد مزيجًا من الروحانية والتاريخ والثقافة الغنية في مصر،هي ليست مجرد عادة تُمارس سنويًا، بل تمثل جزءًا من الهوية الثقافية المصرية التي تنتقل عبر الأجيال،من خلال الحفاظ على هذه العادة، تُعزز الروابط الأسرية والمجتمعية، مما يجعل عيد الغطاس حدثًا مميزًا في الحياة القبطية، ويعكس أهمية التراث الثقافي في العصر الحديث.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة جريده فكره فن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريده فكره فن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق