مع اقتراب حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب غدًا (الاثنين)، تتصاعد الاستعدادات الأمنية في واشنطن العاصمة إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تحذيرات من هجمات "الذئاب المنفردة" التي قد تستهدف الحدث، تعمل أجهزة إنفاذ القانون على تعزيز الإجراءات الوقائية، فكيف تستعد السلطات لمواجهة هذه التهديدات؟ وما هي العلامات التي تكشف عن الشخصيات المشبوهة؟

ومع تجمع الآلاف من المسؤولين والمواطنين في العاصمة الأمريكية لحضور حفل التنصيب، تظل أجهزة الأمن في حالة تأهب قصوى. وفقًا للرقيب المتقاعد ماثيو فاجيانا، الذي أمضى أكثر من 25 عامًا في العمل الأمني، فإن "الذئاب المنفردة" تشكل تحديًا كبيرًا بسبب طبيعتها غير المتوقعة ودوافعها الأيديولوجية المتطرفة. وقد زادت هذه المخاوف بعد حادثة مؤخرًا حاول فيها مشتبه به يحمل منجلاً اختراق نقاط التفتيش الأمنية بالقرب من موقع الحدث.

وتعتمد أجهزة الأمن على تعاون وثيق بين الوكالات الفيدرالية والمحلية، بما في ذلك الخدمة السرية وشرطة العاصمة وشرطة الولايات المجاورة. وأكد فاجيانا أن جميع الأفراد الذين يشكلون تهديدات موثوقة يتم مراقبتهم عن كثب، مشيرًا إلى أن "الذئاب المنفردة" لا يمكن أن تفلت من الرقابة الأمنية، كما تم تعزيز نقاط التفتيش وزيادة الدوريات في المناطق الحيوية. وأضاف أن نقل بعض الفعاليات إلى الداخل، مثل حفل اليمين الدستورية، سيسهل السيطرة على البيئة الأمنية، ويقلل من فرص حدوث أي اختراقات، وفقاً لـ"سكاي نيوز" الأميركية.

وحدد الخبراء عدة علامات قد تكشف عن شخصيات مشبوهة، منها لغة الجسد غير المعتادة مثل التوتر أو التحرك العصبي. كما يتم مراقبة ردود الفعل اللاإرادية، مثل التعرق الشديد في الطقس البارد، وملاحظة الملابس غير المناسبة للموسم. وأشار فاجيانا إلى أن نقل بعض فعاليات الحفل إلى الداخل سيسهل السيطرة على البيئة الأمنية. وأضاف أن المواطنين يمكنهم المساعدة من خلال الإبلاغ عن أي سلوك غريب، مثل شخص يرتدي ملابس ثقيلة في طقس دافئ أو يتصرف بشكل مريب.

ويلعب المواطنون دورًا محوريًا في تعزيز الأمن من خلال الوعي الظرفي. نصح فاجيانا الحضور بمراقبة محيطهم والإبلاغ عن أي سلوك مريب للسلطات. وأكد أن "الثقة بالحدس" وملاحظة التفاصيل الصغيرة يمكن أن تسهم في منع وقوع حوادث أمنية. كما تم نشر قائمة بالأشياء المحظورة داخل مواقع الفعاليات، مثل المظلات والحقائب غير الشفافة. وأوضح أن السلطات ستوفر مناطق عازلة لمنع دخول أي شخص يحمل مواد محظورة إلى المناطق الرئيسية.

قدم فاجيانا عدة نصائح للحضور، منها تجنب استخدام الهواتف بشكل مفرط والتركيز على المحيط. وأكد أن الوعي الظرفي ليس مفيدًا فقط خلال الأحداث الكبرى، بل في الحياة اليومية أيضًا. كما نصح بعدم تجاهل أي شعور بعدم الارتياح، والإبلاغ عن أي شيء يبدو غير طبيعي. وأشار إلى أن أجهزة الأمن تعتمد بشكل كبير على تعاون الجمهور لضمان نجاح الإجراءات الوقائية.

ومع استمرار الاستعدادات لحفل التنصيب، تظل التحديات الأمنية قائمة. فهل ستنجح الإجراءات المشددة في ضمان سلامة الحضور؟ وكيف يمكن للجمهور أن يكون شريكًا فعالًا في تعزيز الأمن؟ الإجابات ستكشف عنها الأيام القادمة. وفي النهاية، يبقى التعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين هو المفتاح لمواجهة أي تهديدات محتملة.