نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نص كلمة أبو عبيدة معلنا انتصار المقاومة في معركة طوفان الأقصى (فيديو) - اخبارك الان, اليوم الأحد 19 يناير 2025 08:51 مساءً
ألقى الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة كلمة قبل قليل بمناسبة دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ.
بسم الله الرحمن الرحيم
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.
الحمد لله رب العالمين ، معز المجاهدين وناصر المؤمنين ومذل المستكبرين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين.
وبعد، يا أبناء شعبنا العظيم المبارك في غزة، درة تاج الأحرار، يا أهلنا في القدس المباركة وفي الضفة المحتلة الباسلة، يا أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ويا كل أحرار العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
471 يوما منذ بدء معركة طوفان الأقصى التاريخية التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الصهيوني، هذا الاحتلال الزائل لا محالة بقوة الله. وأقامت مقاومتنا في غزة وشعبها الأبي العظيم الحجة على كل العالم، وقدمت نموذجا فريدا مذهلا في قدرة أصحاب الأرض والحق على الفعل الكبير المؤثر، والصمود العظيم، وصناعة التاريخ، وقهر المحتلين، وإسقاط أوهامهم.
فقدم شعبنا من أجل حريته ومقدساته وأرضه قافلة عظيمة من الشهداء في أعظم موكب بين الأرض والسماء على مدار أكثر من 15 شهرا. فربح البيع يا شهداءنا الأبرار ويا شعبنا الصابر المرابط. وإن هذه التضحيات والدماء العظيمة لها ما بعدها ولن تذهب سدى، ومحال أن تضيع هدرا. وطاب سعيكم أيها المجاهدون والصابرون، إذ بذلتم الغالي والنفيس من الأهل والأحباب والأموال والبيوت، ومن الجهد والتعب والعناء في ظروف مستحيلة قاهرة.
وكنتم بحق، ولا نزكي على الله أحدا، ممن قال فيهم سبحانه: "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين". وتمثلت سنة نبي الله موسى عليه السلام، إذ لما قال الناس: "إنا لمدركون"، قلتم: "كلا إن معي ربي سيهدين". واقتفيتم خطى نبيكم صلى الله عليه وسلم والصديق في الغار، إذ يقول لصاحبه: "لا تحزن إن الله معنا".
فأنزل الله سكينته عليه، وأيده بجنود لم تروها، وجعل الله سبحانه بكم للعالمين بشرى نبيه الكريم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء".
تحية لكم يا أهلنا، يا أبناء شعبنا في غزة، يا تاج أمتنا ومفخرتها وعنوان كرامتها. أيها الصابرون المحتسبون، يا من نهضتم نهضة المعتصم دفاعا عن مسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم، وصنعتم ملحمة تاريخية لم يعهد لها مثيل في العالم، وستسجل كمحطات فارقة وعلامة مضيئة في تاريخ شعبنا وقضيتنا، وكنموذج ملهم لكل أحرار العالم.
لقد أذهل صمودكم وثباتكم العالم بأصدقائه وأعدائه، وأعدتم إلى البشرية سير الأنبياء والصحابة والصالحين. لقد فتحتم في كل بيت لأمتنا وللعالم كتابا مشاهدا في العظمة والفداء، وفي البطولات الأسطورية يغني عن ملايين الكتب. وتصغر أمام كل النياشين والمفاخر والأمجاد.
فسلام عليكم يا أبناء شعبنا بما صبرتم، وسلام عليكم بما ضحيتم، وسلام عليكم بما قدمتم يا أهلنا الكرام.
أبى الله إلا أن يتم نوره علينا، فشرف كل بيت من بيوتنا بالشهداء الأبرار الأطهار، ليكونوا شفعاء لأهلهم، ولبنات مباركة لتحرير الأرض والمقدسات. وحق لكل حجر في المسجد الأقصى المبارك أن يحمل اسم شهيد أو شهيدة من غزة.
وإن هذه الدماء وهذه التضحيات يا أبناء شعبنا ومجاهدينا هي أغلى وأقدس وأعظم عند الله تعالى مما يظنه العباد. "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
يا شعبنا، يا أمتنا، يا كل أحرار العالم، إن معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة بل أبعد من ذلك، وأدخلت معادلات جديدة للصراع مع هذا الكيان المحتل.
وإن الهزة التي تعرض لها الكيان الصهيوني في هذه المعركة، بدءا بسقوط نظرية ردعه، وقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من آلياته عن الخدمة، وإصابة أساسات ما يسمى بأمنه القومي، وتوجيه ضربة كبيرة جدا لاقتصاده، وفرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة من الأرض المحتلة، وفتح جبهات قتال متعددة عليه، وحصاره بحرا، واضطراره للتستر والاختباء والاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، كل هذا مرورا باظهاره ككيان وحشي مجرم، وإساءة وجهه، وفضح من يقف وراءه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة.
كل هذا وغيره الكثير أوصل السواد الأعظم من شعوب العالم إلى قناعة بأن هذا الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار احتلاله لأرضنا سيؤثر على كل المنطقة والعالم، وأن سكوت وتواطؤ قوى الظلم فيما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائم العدو في غزة ستكون له آثار بعيدة المدى، حتى عن غزة، وستكون وبالا على الاحتلال وعلى كل داعميه والمتواطئين معه والمتخاذلين والطغاة، فضلا عن العدو الصهيوني نفسه.
يا شعبنا، يا أمتنا، ويا كل أحرار العالم، إننا اليوم في كتائب الشهيد عز الدين القسام ومع بدء تنفيذ اتفاق صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، نؤكد على ما يلي...
أولا، لقد قاتلنا مع إخواننا في كافة فصائل المقاومة صفا واحدا بكل صلابة وإيمان بفضل الله تعالى منذ أكثر من 15 شهرا في كل مكان من قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه. واستمر مجاهدونا في توجيه الضربات القاتلة للعدو حتى آخر يوم من القتال في كل بقعة من القطاع. وقد شاهد العالم كله ما يشبه الأساطير في معارك شمال قطاع غزة في بيت حانون، ومخيم جبالية، وجباليا البلد، وبيت لاهيا، وفي رفح، حيث قاتل مجاهدون باستبسال عظيم وبأس شديد حتى آخر اللحظات، وكبدوا الاحتلال خسائر فادحة حتى آخر أيام وساعات المواجهة، غير مبالين بطول المعركة ولا الحصار ولا التدمير والعقاب الجماعي الإجرامي، وقدموا نماذج وبطولات فريدة.
وإننا نقاتل منذ بداية هذه المعركة في ظروف تبدو مستحيلة في الحسابات العسكرية، وفي ظل اختلال هائل في موازين القوى، وأمام جيش عصابات مجرم قاتل لا يعترف بأخلاقيات ولا قوانين للحرب، ولا يبالي بحقوق الإنسان ولا مبادئ وقوانين. فكنا أمام مواجهة غير متكافئة لا من حيث القدرات العسكرية ولا من حيث أخلاقيات القتال، بينما واجهنا عدونا بالإيمان وبالحق الأصيل في أرضنا، مع القليل من السلاح المبارك. استعان عدونا المجرم بأقوى قوى العالم المتجبر الظالمة التي أمدته بجسور جوية من القنابل وفتحت له مخازن الذخيرة.
وبينما نوجه ضرباتنا منذ السابع من أكتوبر للجيش الصهيوني، إلا أن العدو واجهنا بقتل عوائلنا وأطفالنا، وتدمير البيوت والأحياء والمرافق المدنية عشوائيا، وارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والتنكيل والانتقام من الأبرياء، شاهدها كل العالم يوم بيوم وساعة بساعة. وبينما ابتدع العدو كل الوسائل والأساليب، بذلنا كل الجهود للحفاظ على أسرى العدو عملا بالبيان، وحفاظا على أهدافنا النبيلة. استمات العدو في محاولة قتلهم على مدار الساعة، ونجح في قتل الكثير منهم.
وأمام هذه المعادلات المختلة، تتضح عظمة هذه المعركة وكيف أنها ستصبح ملحمة تاريخية ملهمة للأجيال والأحرار، وستشكل مدرسة عسكرية جديدة ونموذجا مبتكرا في فنون القتال البطولي والجهاد المقدس من أجل الحرية وطرد المحتلين. وإن قصص البطولة والكرامات العظيمة لمجاهدينا لازالت تتكشف كل يوم بفضل الله تعالى وعونه ما لا يتسع المجال لذكره. كما أن مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى كذلك في تقدم قادة طوفان الأقصى لقوافل الشهداء من رأس هرم القيادة السياسية، القائد الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد الشيخ صالح العاروري، وقائد الحركة في غزة الشهيد يحيى السنوار، الذي باتت شهادته أيقونة عالمية ونموذجا فريدا في هذه المعركة. كما تقدمت قافلة الشهداء ثلة من قيادة حماس وقيادة كتائب القسام في كافة المستويات، وقادة من إخواننا في فصائل المقاومة الذين اختلطت دماؤهم مع دماء المجاهدين ودماء عموم أبناء شعبنا لترسم صورة للبطولة والعطاء عظيمة لشعب يحتضن المقاومة، ومقاومة تفديه بالدماء والأرواح.
ثانيا، إن ما سبق طوفان الأقصى من مسببات ومفجر من عدوان خطير محدق بالمسجد الأقصى، واستباحة للضفة المحتلة، وتنكيل بالأسرى، وحصار لغزة، ومخططات للحرب على شعبنا وتهجيره من قبل الحكومة الصهيونية الفاشية، كل هذا وما يجري اليوم في الضفة من عدوان متواصل، وما يهدد به الاحتلال من تصعيد أيضا لهذا العدوان، وما تتعرض له دول جوار فلسطين من عدوان على أراضيها وانتهاك لسيادتها، وما يصرح به العدو علنا وينشره من خرائط ومخططات لا ترى وجودا لشعوب وأمم ودول كبيرة وذات تاريخ متجذر في هذه الأرض، كل هذا يضع الحقيقة عيانا أمام العالم بأن هذا العدو المجرم هو أصل البلاء في هذه المنطقة، وأن كل الجهود والاستراتيجيات والخطط ينبغي أن تنصب على كيفية تحجيمه ومواجهة غطرسته وكف عدوانه وأنه يجب أن يرحل احتلاله لأرضنا. وبالتالي، فإن كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة، خاصة بعد طوفان الأقصى، سيواجه ويفشل بطوفان الوعي. بالمقابل، فقد حكم العدو على نفسه بالفناء من عقول وقلوب مئات الملايين من أمتنا ومن أحرار العالم الذين يتمنون ويعملون وسيسعون لزواله لا لدمجه. وأمام هذا الواقع، تتعاظم اليوم المسؤولية على أهلنا ومقاومتنا في الضفة المحتلة التي نوجه لها كل التحية والأكبار. ونقدر وقوف أبطال الضفة وقفة عز وشرف رغم كل محاولات الاستهداف والتصفية. وتحية خاصة لجنين، شقيقة الروح لغزة في البطولة والعنفوان. تحية لمقاوميها وأهلها الكرام الشجعان الصامدين المرابطين، والتحية لأهلنا ومجاهدينا في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة العزيزة. وندعوهم إلى الاستعداد للانخراط في مواجهة مخططات العدو الخطيرة القادمة، وتصعيد المواجهة مع المحتل المجرم، والتوحد في سبيل ذلك، ونبذ كل محاولات الفتنة، وتجميل التعاون مع الاحتلال. وهذا عهدنا بشباب الضفة ورجالها المقاومين الأبطال من كل الفصائل الفلسطينية.
ثالثا، إن التوصل لاتفاق لوقف العدوان الصهيوني وحرب الإبادة على شعبنا كان هدفا لنا منذ شهور طويلة، بل منذ بدء هذا العدوان. وما تم التوصل إليه من اتفاق كان ممكنا منذ أكثر من عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو وحكومته الفاشية التي أصرت على استمرار الإبادة وهدفت لتهجير شعبنا وتدمير أكبر قدر ممكن. وإننا كنا على مدار هذه الحرب الأحرص على سرعة إيقافها لحقن دماء أبناء شعبنا وأهلنا، ووقف هذه الإبادة الجماعية. وإننا ومع كل إخواننا في فصائل المقاومة الفلسطينية، نعلن التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار، ونحن جاهزون لتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه من حيث وقف القتال، والالتزام بالجدول الزمني للتبادل، وتأمين أسرى العدو وصولا إلى تسليمهم مقابل أسرى شعبنا الأبطال الأحرار، وذلك في كافة مراحل الصفقة المتفق عليها. مع تأكيدنا على أن كل ذلك مرهون بالالتزام من قبل العدو، وإننا نضع الجميع أمام مسؤولياته بشأن الانتهاكات من قبل الاحتلال للاتفاق التي يمكن أن تعرض العملية للمخاطر من حيث التزامنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل، ومن حيث تأثيرها مباشرة على سلامة وحياة أسرى العدو في كافة مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتاتها. وإننا حريصون على نجاح كافة بنود الاتفاق ومراحله حقنا لدماء شعبنا، وتطلع لتحقيق أهدافه وآماله. وندعو كافة الوسطاء إلى إلزام العدو بذلك.
رابعا، إن شعبنا الذي تعرض للظلم ويعرف مرارته، ومقاومتنا التي نشأت على الكرامة وتعرف ثمنها، لتتقدم بالتحية وعظيم الشكر لمن شاركها في التصدي للظلم والطغيان، والانخراط في معركة طوفان الأقصى. وهنا نخص إخوان الصدق أنصار الله، وشعبنا الشقيق المبارك في يمن الحكمة والإيمان الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبه في العظمة والكبرياء، وفي التحدي والكرامة، وفي النخوة والعزة. ففاجأ عنفهم العالم، وفرضوا معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن وراءه، وشكلوا نموذجا فريدا تاريخيا، كيف أنه متى توفرت الإرادة لمقاومة عدو الأمة، فإن ذلك ممكن ولو من بعد مئات بل آلاف الأميال. فطوبى لليمن، توأم الشام في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما نحيي إخوان المعركة ورفاق السلاح في المقاومة الإسلامية في لبنان، ومن وراءهم شعب لبنان الحر الذي ما كان سندا ورفيقا للمقاومة والثورة الفلسطينية منذ عقود طويلة. وقدم في هذه المعركة أثمانا باهظة من قيادة المقاومة وجنودها وأبناء الشعب اللبناني الشقيق، وجسدوا وحدة الدم والمصير والهدف مع إخوانهم في غزة وفلسطين. كما نحيي الإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران على دعمهم الدائم المستمر، وانخراطهم في هذه المعركة التاريخية بالوعد الصادق، والإسناد المتواصل بكل السبل. وكذلك الإخوة الأحرار في المقاومة العراقية الباسلة، وأحرار الأردن المجاهدين الفدائيين الذين اخترقوا الحدود ووجهوا سلاحهم إلى بوصلة الحق. ونبعث بالتحية لكل شعوب أمتنا العربية والإسلامية التي تظاهرت وناصر معركتنا وقضيتنا، ولا تزال، وأرسلت لنا كل أشكال الدعم المادي والمعنوي. وتلقينا ولا زلنا نتلقى في كتائب القسام ملايين رسائل الدعم والإسناد والتأييد، بل والتحرك للقتال معنا وطلبات الانخراط والتجنيد في أي جهد ممكن مضاد للعدو من كل شعوب أمتنا بلا استثناء، من شعوب الخليج العربي شرقا وحتى شعوب المغرب العربي غربا، ومن كافة شعوب أمتنا الإسلامية من طنجة إلى جاكرتا. كما نحيي كل أحرار العالم الذين تظاهروا بالملايين في الآف الميادين حول العالم، ولا يزالون لأكثر من 15 شهرا، معلنين عن التفافهم حول نموذج البطولة والمقاومة والصمود، ورفضهم لحرب الإبادة الصهيونية الغاشمة، ونصرتهم للقضية الفلسطينية.
ختاما، يا شعبنا يا أهلنا، نحن منكم وأنتم منا. جرحكم جرحنا، وآلامكم آلامنا، وأمكم هي أمنا. وسنبني معا ما هدمه الاحتلال بعون الله تعالى، وسنقف في مواجهة آثار العدوان معا كما وقفنا في مواجهة الإبادة معا. وإن ما اقترفه المجرمون من ظلم وإبادة ستفتح عليهم أبواب الجحيم من الله عز وجل ومن العباد، وستكون عاقبته وخيمة عليهم بلا شك. وفي المقابل، فإن الثمن العظيم والآلام الكبيرة التي أصابتنا ونشعر بها ونتألم منها مع شعبنا، لهي ثمن لنصر عظيم وفتح مبارك واقع لا محالة، وحينه سنعلم وتعلمون أن كل قطرة دم سالت على هذه الأرض هي أثمن من ملء الأرض ذهبًا، إذ كانت ثمنا لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات. يا أهلنا في غزة، هذا وقت التضامن والتكافل والتراحم، وكما قدمنا نموذج البطولة والعظمة في الميدان، سنقدم نموذج الصمود والبناء وانتزاع الحق، وإفشال كل مخططات وأطماع الاحتلال وهزيمته بإرادتنا ووحدتنا بإذن الله تعالى. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق