أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه يسعى إلى توفير الغذاء لأكبر عدد ممكن من سكان قطاع غزة بعد إعادة فتح المعابر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأحد.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لوكالة "فرانس برس": "نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن"، في حين بدأت شاحنات الوكالة ومقرّها في روما دخول القطاع.
وأضاف : "نقدّم الدقيق ووجبات جاهزة وسنعمل على كل الجبهات لإعادة تموين المخابز" وتوفير مكمّلات غذائية للأطفال الأكثر تضررًا من سوء التغذية.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى خصوصًا، على زيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعدما تعرض لقصف إسرائيلي مكثّف طوال 15 شهرًا.
وأوضح سكاو أنّ "الاتفاق ينص على دخول 600 شاحنة يوميًا، وأعتقد أن الجزء الأول من هذه المساعدات سيكون إنسانيًا. كل المعابر ستكون مفتوحة".
ودخلت أولى شاحنات برنامج الأغذية العالمي إلى غزة الأحد، عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع ومعبر زيكيم الواقع شماله، بحسب بيان للبرنامج.
وأضاف سكاو : "خططنا لإرسال 150 شاحنة يوميًا خلال 20 يومًا على الأقل، ويمكننا أن نقدم المزيد".
وتابع : "إحدى أولوياتنا الرئيسة" هي توفير الخبز "لعشرات آلاف الأشخاص يوميًا".
وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي يريد أيضًا "إشراك القطاع الخاص في أقرب وقت ممكن".
وأكد البرنامج أنه خزّن قرب قطاع غزة ما يكفي من غذاء غزة لإطعام أكثر من مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر.
من جهة أخرى أعربت منظمة الصحة العالمية الأحد عن استعدادها لزيادة مساعداتها إلى غزة على الفور بشرط حصولها على ضمانات بالوصول إلى جميع السكان الفلسطينيين في كل أنحاء القطاع حيث دُمّرت البنى التحتية الصحية إلى حد كبير أو تضررت.
وقالت المنظمة في بيان إنه "من الضروري إزالة العقبات الأمنية التي تعوق العمليات" وستحتاج منظمة الصحة العالمية إلى ظروف ميدانية تسمح بالوصول المنتظم إلى سكان غزة، وتدفق المساعدات عبر الحدود والطرق السالكة برمتها، ورفع القيود المفروضة على دخول المنتجات الأساسية إلى القطاع". وأكدت أن "التحديات الصحية هائلة".
وقدّرت المنظمة الأسبوع الماضي أن هناك حاجة إلى "أكثر من 10 مليارات دولار" لإعادة تأهيل النظام الصحي في غزة.
وترسم الوكالة صورة قاتمة للوضع الصحي في القطاع الذي تعرض لقصف إسرائيلي مكثّف طوال 15 شهرًا. وقالت منظمة الصحة العالمية إن "الرعاية الصحية المتخصصة شبه غير متوفرة، وعمليات الإجلاء الطبي إلى الخارج بطيئة جدًا. لقد زاد تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير، وازدادت حالات سوء التغذية، وما زال خطر المجاعة قائمًا".
كذلك أعربت المنظمة عن قلقها إزاء "انهيار النظام العام، الذي تفاقم بسبب العصابات المسلحة" التي تهدد بإعاقة وصول المساعدات عن طريق البر.
وذكّرت منظمة الصحة العالمية أيضًا بأن فقط نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى ما زال يعمل جزئيًا.
وقالت المنظمة إنّ "كل المستشفيات تقريبًا تضررت أو دُمرت جزئيًا، و38 % فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل"، مقدّرةً أن ربع المصابين أي نحو 30 ألف جريح يعانون بسبب إصابات تحتاج إلى عناية دائمة.
وأضافت أن نحو 12 ألف شخص بحاجة إلى أن يتم إجلاؤهم فورًا لتلقي العلاج خارج القطاع.
0 تعليق