أنا هنا لا أكتب عن صديق تربطني به علاقة أعمق من الأخوة.. بل أكتب عن تاريخٍ مشرف لرجل صنع بصمات لا تُنسى في مسيرة الحركة الكشفية العربية.. إنه الدكتور عبد الله الطريجي الذي جسّد خلال ست سنوات من رئاسته للجنة الكشفية العربية نموذجاً قيادياً استثنائياً تجاوزت إنجازاته حدود التوقعات وخلّدت اسمه في ذاكرة الكشافة العربية والعالمية !
منذ تسلّمه زمام القيادة انطلقت عجلة التطوير بسرعة مذهلة .. استثمر الدكتور عبد الله في الفعاليات التي تحفّز الشغف وتدعم التغيير الإيجابي .. فكانت السنوات الست شاهدة على تنظيم عدد هائل من الأنشطة واللقاءات التي لم تكن مجرد أحداث عابرة .. بل محطات أساسية أثرت الحركة الكشفية في العالم العربي .
لم يدخر الدكتور عبد الله جهداً في تطوير الحركة الكشفية فكانت الفعاليات التي نظّمها من أرقى المستويات .. تنوعت ما بين لقاءات وطنية وعربية وعالمية شملت ورش عمل متخصصة وملتقيات تدريبية ومؤتمرات مبهرة شهدت مشاركة واسعة من كافة الأجيال الكشفية .. هذه الأنشطة لم تقتصر على تطوير الأفراد فقط بل كانت منصات لتعزيز قيم التعاون والإبداع والانتماء لدى الشباب العربي .
ما يميز فترة رئاسة الدكتور عبد الله للجنة الكشفية العربية هو رؤيته الإستراتيجية الشاملة .. حيثعمل على إرساء خطط تنموية بعيدة المدى التي ركزت على تمكين القيادات الشابة وتعزيز الشراكات مع الهيئات الدولية والارتقاء بالمناهج الكشفية لتواكب التطورات العالمية .. كما حرص على استخدام التكنولوجيا الحديثة لربط الأجيال الكشفية في الوطن العربي وتعزيز التواصل بينهم .
الدكتور عبد الله الطريجي لم يكن مجرد قائد بل كان ملهِماً أحدث ثورة حقيقية في العمل الكشفي العربي .. كانت إنجازاته بمثابة إشعاع امتد ليصل إلى المنظمات الكشفية العالمية .. حيث أثبت للعالم أن الكشافة العربية قادرة على تقديم نماذج ناجحة ومتميزة .

باختصار .. سنوات الدكتور عبد الله الست لم تكن مجرد فترة قيادة عابرة بل كانت مرحلة مفصلية غيّرت وجه الكشافة العربية وأرست معايير جديدة للريادة والابتكار عمله وجهوده ستظل نبراساً يُحتذى به لكل من يسعى لتحقيق الأفضل لحركتنا الكشفية !
إن ما قدمه الدكتور عبد الله للكشافة العربية لن يُنسى بسهولة .. لقد ترك إرثًا خالدًا سيبقى حاضراً للأجيال القادمة ودروساً في القيادة والرؤية الإستراتيجية .
الدكتور عبد الله الطريجي ليس فقط قائداً صنع ثورة كشفية بل هو رمزٌ للإنسانية والإبداع والطموح .. سنواته الست كانت أعواماً ذهبية نقلت الكشافة العربية من مجرد حركة شبابية إلى نموذج عالمي يُحتذى به .