نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : النّصر و«اليوم التالي» في غزّة - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025 01:01 صباحاً
نشر في الشروق يوم 20 - 01 - 2025
بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الابادة والتدمير والتهجير والتجويع، ركع الكيان الصهيوني المحتل ذليلا لصفقة تبادل هي بمثابة النّصر التاريخي للمقاومة وللشعب الفلسطيني عموما.
صحيح أن الاحتلال نجح في إبادة أكثر من 46 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وجرح وشرّد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودمّر البنية التحتية من بيوت ومبان ومرافق ومنشآت حكومية وطرق ومدارس ومستشفيات وجامعات ودور عبادة ومعالم أثرية ومصانعَ ومحطّات توليد الكهرباء وشبكات الاتصال وغيرها.
لكنّ الكيان الصهيوني في المقابل فشل في تحقيق أي هدف من الأهداف التي رسمها لحرب الإبادة على قطاع غزة طيلة 15 شهرا، فلا هدف استرجاع الاسرى بالقوة تحقّق ولا القضاء عسكريا على المقاومة تحقّق ولا تغييب المقاومة عن "اليوم التالي" في غزّة تحقّق.
بمنظور التحدّي بين الطرفين، فإن المقاومة هي من انتصرت وهي التي تحدّت الاحتلال بأنّه لن يعيد أسراه إلا بالمفاوضات ووقف الحرب والانسحاب من غزّة، وبالفعل تحقّق ما اشترطته كاملا.
الكيان المحتل وجيشه الجرّار ومن ورائه أمريكا وكبرى الدول الغربية، فشل في تركيع فصائل مقاومة ذات قدرات عسكرية محدودة جدّا وفي مساحة جغرافية ضيّقة جدّا، هذه هي الخلاصة والنتيجة الاستراتيجية لما حدث.
ما كان لا يقبل به رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه المتطرّف المجرم ويعتبرونه هزيمة قاسية، أصبح اليوم أمرا واقعا رغم تهديد ووعيد بن غفير وسموتريتش.
وما وعدت به المقاومة طيلة مرحلة صمودها الاسطوري، أصبح أمرا واقعا وبدأ تنفيذه اول أمس عند مبادلة 3 أسيرات من الاحتلال ب 90 سجينا فلسطينيا في سجون الاحتلال الوحشية التي يمارس بها كل أنواع التعذيب.
النّصر لمن صمد أكثر، ومن قاوم أكثر، ومن تحدى أكثر مهما كانت خسائره باهظة، فكما قال "هو تشي منه"، قائد الثورة الفيتنامية "ليس لدينا ما نخسره سوى قيودنا"، ليس لدى المقاومة والشعب الفلسطيني ما يخسره وهو الذي يرزح تحت القتل والتدمير والتهجير منذ عقود.
عدّاد الفشل الصهيوني وصل الى الرّقم ثلاثة منذ 7 أكتوبر 2023، فبعد الفشل في توقّع "طوفان الاقصى" الذي أسقط اسطورة الاحتلال وكسر هيبته، والفشل في القضاء على المقاومة واسترجاع الأسرى بالقوة، ها هو الآن يفشل حتى في مسألة "اليوم التالي" في غزّة.
أي بالمختصر المفيد، الاحتلال فشل سابقا وحاضرا ومستقبلا، وصور انتشار قوات الشهيد عز الدين القسّام التابعة لحركة "حماس" في تأمين أول دفعة من صفقة التبادل تغني عن كل تعليق.
إضافة الى ذلك، وما إن توقّف إطلاق النار وبدأ تطبيق صفقة التبادل حتى انتشرت قوات الشرطة التابعة للمقاومة في قطاع غزّة لتأمين المساعدات والحياة اليومية للنازحين العائدين الى أماكن سكناهم.
ويبدو أن المقاومة أرادت من هذا الاستعراض للقوة في البقاء والتنظيم والاستمرارية، إيصال رسالة مضمونة الوصول صوتا وصورة للاحتلال، وهي أن النصر لصاحب الأرض والحق وأن المقاومة كانت ومازالت وستظلّ أصلها ثابت وفرعها في السماء البارحة واليوم وغدا.
بدرالدّين السّيّاري
.
0 تعليق