نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليس الحوثي .. الزعيم الوحيد الذي تحدى ترامب وتوعده بعقوبة مرعبة - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 07:38 مساءً
تلقى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تهديد شديد اللهجة بفرض عقوبات قاسية على الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء التهديد مباشرة عقب تنصيبه رسميا رئيسا لأمريكا، مما أثار غضبه وأفسد عليه فرحته بحفلة التنصيب، كما ان تنفيذ تلك التهديدات ستفسد كل مخططاته التي قال ان هذا العصر سيكون "العصر الذهبي" للشعب الأمريكي حسب وصفه.
لقد صدق ثعلب السياسة الأمريكية، وزير الخارجية الراحل "هنري كيسنجر" حين أطلق عبارته الشهيرة ( أن تكون عدوا لأمريكا فهذه كارثة، لكن الكارثة الكبرى أن تكون صديقا لها ) وهذا ما أثبته الرئيس ترامب، فما ان أعلن فوزه في الانتخابات حتى أخذ يطلق التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور، ليس ضد أعدائه، بل لأقرب حلفائه، إذ هدد بالسيطرة على جزيرة جرينلاند الدنماركية، والاستيلاء على قناة بنما، وكانت الطامة الكبرى حين أعلن انه سيضم كندا لتكون تابعة لأمريكا وتكون الولاية رقم 51، وهذا هو جنون العظمة والغطرسة الذي سيفقد أمريكا كل من تبقى لها من الحلفاء، وهذا ايضا سجعل قادة أوروبا جميعا يدركون إن الوثوق بالبيت الأبيض هو نوع من الانتحار، لكن الشعوب الأوروبية يدركون ان قادتهم الحاليين لاحول لهم ولا قوة، ولا يمكنهم الوقوف في وجه الصلف الأمريكي، إلا انهم يعولون على القادة الذين سيأتي بهم الشعب عبر الانتخابات.
العقلاء في أمريكا يدركون إن ما يفعله "ترامب" سيكون المسمار الأخير في نعش أمريكا لانهاء هيمنتها العالمية، ولكن هؤلاء العقلاء مغيبون ولا يسمح بسماع صوتهم، وهم على قناعة تامة إن ما يفعله "ترامب" شيء جنوني ، فهو يقدم أعظم خدمة لكل أعدائه الذين يسعون لاسقاط أمريكا من عرشها وهز هيبتها، ولعل أكبر مستفيد من البلطجة والغطرسة التي يمارسها ترامب، هو الرئيس الروسي " بوتين " فتصرفات ترامب ستجعل قادة أوروبا يعيدون حساباتهم في الابتعاد عن الحليف الأمريكي الغادر، والتقارب مع بوتين، فروسيا ليست دولة عدوانية، كما انها فعلت كل شيء للتقارب مع الأوروبيين وكان لها الفضل الكبير في انتعاش أوروبا اقتصاديا من خلال بيع مواردها الطبيعية للدول الأوربية بأبخس الأثمان، كما ان روسيا دولة قوية وتستطيع توفير الحماية للقارة الأوروبية بأكملها دون فرض شروطها أو تبتزهم كما تفعل أمريكا، وكل هذه المؤشرات ستدفع القادة الأوروبيين للتقارب مع روسيا وسيشكل هذا الأمر ضربة قاضية تنهي الهيمنة الأمريكية على العالم بصورة دائمة.
كنت أظن- وليس كل الظن إثم- ان أمريكا تمارس بلطجتها وهيمنتها وابتزازها وجبروتها على دول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا والدول الهزيلة في جنوب امريكا، لكن تبين إن قادة دول أوروبا وحلف الناتو أكثر خضوعا وخنوعا لأمريكا، فلم تجروء فرنسا النووية ولا ألمانيا ولا كل قادة أوروبا ان ينطقوا بكلمة واحدة للدفاع عن أحقية الدنمارك في جزيرة جرينلاند بعد اعلان ترامب رغبته في السيطرة عليها والتزم الجميع الصمت المطبق، وبالنسبة لقناة بنما التي قرر ترامب السيطرة عليها فقد نددت بتصريحاته ورفضتها رفضا قاطعا، رغم ان بنما ليس لديها جيش ولا تمتلك سوى رجال شرطة واقسام بوليسية فقط.
الزعيم الوحيد الذي خرج عن صمته وتحدى بلطجة ترامب، كان رئيس الوزراء الكندي "ترودو"والذي أكد انه بلاده التي يرغب ترامب بضمها للولايات المتحدة، لتكون الولاية الواحدة والخمسون أو ان يفرض عليها رسومات جمركية باهظة، تستطيع ان توجه ضربة موجعة لأمريكا وتحرمها من أهم الموارد التي تحتاج إليها في مختلف الصناعات، وقال للصحفيين: “أعلن الرئيس ترامب أنه يريد أن يضمن للولايات المتحدة ‘عصرا ذهبيا’، الأمر الذي سيتطلب المزيد من الصلب والألومنيوم، والمزيد من المعادن الحرجة، وطاقة أكثر موثوقية وبأسعار معقولة، كل هذه الموارد متوفرة في كندا، ونحن مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة لبناء اقتصاد مزدهر وآمن في أمريكا الشمالية”، مؤكدا أن “البديل بالنسبة لهم سيكون شراء المزيد من الموارد من روسيا أو الصين أو فنزويلا” وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة، فكندا سترد في أي حال على قرار الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية.
إن الغرور والغطرسة والاستهزاء بالآخرين وإهانتهم هي طريقة تقود حتما للانهيار والسقوط المروع، واستمرار ترامب بهذه الغطرسة وعدم احترام الاخرين سيكون بداية النهاية للهيمنة الأمريكية، فلن يقبل أحد مثل تلك التصرفات الحمقاء، ولن تقبل اية دولة ان يتم اذلالها واحتقارها بتلك الطريقة الاستفزازية التي تخلوا من اية ديبلوماسية، وسترفض كافة دول العالم ان تسلم لأمريكا كل خيراتها ومواردها، ولعل ما سيشجعهم على هذا الأمر هو أن أمريكا وجيشها العملاق وقوتها الرهيبة لم يكن حائلا دون تلقيها أسواء الهزائم.
فقد تمكنت عدد من الدول الفقيرة التي لا تمتلك شيء، لكنها استطاعت توجيه هزيمة مذلة لأمريكا، والشعب الأمريكي يتذكر جيدا ماذا فعلت بهم أفغانستان الفقيرة، وكيف ان دولة فقيرة مثل الصومال اذلتهم ومرغت انوفهم بالتراب، وكذلك فعلت العراق وفيتنام ،ولم تحقق أمريكا أي نصر منذ الحرب العالمية الثانية، وقادة العالم يدركون تماما إن أمريكا لا تستطيع تحقيق النصر إلا من خلال استغلال الأخرين وجعلهم وقود للحرب، أو تشكل تحالف كبير دون مشاركة اي جندي أمريكي وإذا تحقق نصر فهي تنسب كل شيء لنفسها دون ذكر ما قدمه الأخرون.
ربما يتلقى ترامب النصائح من العقلاء، ولكن غطرسته وغروره تحول دون الاصغاء لتلك النصائح والكلام المنطقي والعقلاني، فيضرب بكل النصائح عرض الحائط ويستمر في جنونه وغطرسته دون ان يحسب حساب لأحد، ولن يدرك قيمة تلك النصائح إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس،وعندها لن تكون هناك فائدة من الندم ، فسيكون الوقت قد فات وتتحول أمريكا إلى احدى دول العالم الثالث كما كان يقول ترامب عن أمريكا في عهد الرئيس السابق بايدن، وربما هو بنفسه من سيدمر أمريكا بتصرفاته الحمقاء ،فكل الأمراض والأسقام يمكن علاجها إلا حماقة ترامب فلا علاج لها.
0 تعليق