أحمد مستجير.. رمز الشعر والإبداع - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أحمد مستجير.. رمز الشعر والإبداع - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 09:00 مساءً

يُعد الدكتور أحمد مستجير نموذجاً فريداً لشخصية متعدّدة المواهب والإنجازات، فقد جمع بين مكانة العالِم المتمرس، والشاعر مُرهف الحس، والمثقف الموسوعى، والمترجم البارع، امتاز برؤية عميقة شملت مختلف فروع المعرفة، وبأسلوب رصين يُتقن التعبير عن الأفكار بلغة تتّسم بالفصاحة والجمال.

ورغم هذه الصفات الرفيعة، كان متواضعاً تواضع العلماء الحقيقيين، يتحلى برِقَّة المشاعر وحياء فطرى يمنح شخصيته جاذبية خاصة.

وبرز إسهام الدكتور مستجير الأدبى فى كتابه الذى يزاوج بين دقة العلوم الرقمية وروعة العروض الشعرية، حيث قدَّم تحليلاً مبتكراً للشعر العربى.

كما أن إنجازاته العلمية تُوّجت بتجربة استثنائية فى مجال الزراعة، إذ نجح فى تطوير قمح هجين يمكن ريّه بالمياه المالحة، مما يُعد إنجازاً بارزاً لم يلقَ الاهتمام الذى يستحقه على المستوى الرسمى.

وُلد الدكتور مستجير فى ديسمبر 1934 بقرية الصلاحات بمحافظة الدقهلية، برز اهتمامه بعلوم الأحياء خلال دراسته الثانوية، متأثراً بمعلمه «خليل أفندى»، مما دفعه للالتحاق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وهناك تأثر بأستاذه عبدالحليم الطوبجى، الذى وجَّه اهتمامه نحو علم الوراثة، ليُصبح هذا المجال مساره الأكاديمى والمهنى.

شغل «مستجير» مناصب علمية رفيعة، بدءاً من تعيينه مدرساً بكلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1964، إلى ترقيته أستاذاً عام 1974، ثم عميداً للكلية بين عامى 1986 و1995.

كان عضواً بارزاً فى الكثير من الهيئات العلمية والثقافية، منها مجمع اللغة العربية والجمعية المصرية للعلوم الوراثية.

ترك مؤلفات غزيرة تشمل مجالات علمية متعدّدة، أبرزها «التحسين الوراثى للحيوان» و«النواحى التطبيقية فى تحسين الحيوان والدواجن»، كما أبدع فى مجال الترجمة، مُقدّماً للقارئ العربى أعمالاً علمية رائدة مثل «الربيع الصامت» و«لغة الجينات».

إلى جانب ذلك، أثرت أعماله الأدبية الساحة الثقافية، ومنها ديوانه الشعرى «هل ترجع أسراب البط؟»، وكتابه «فى بحور العلم»، ونال درجة البكالوريوس فى الزراعة من جامعة القاهرة عام 1954، ثم الماجستير فى تربية الدواجن عام 1958، واصل مسيرته العلمية فى جامعة إدنبرة، حيث حصل على دبلوم وراثة الحيوان عام 1961، ثم درجة الدكتوراه فى وراثة العشائر عام 1963، ليصبح زميلاً فى الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم.

ورحل «مستجير» فى 17 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 72 عاماً، إثر إصابته بجلطة دماغية عقب مشاهدته مذابح إسرائيل بحق المدنيين فى لبنان، ويُعد إرثه العلمى والأدبى نبراساً يُضىء طريق الأجيال المقبلة، وشهادة على دور المثقف فى خدمة الإنسانية عبر العلم والفكر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق