يشهد النظام التعليمي في مصر تحولات جذرية تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوفير خيارات متعددة للطلاب،ومن ضمن هذه التغييرات، جاء إعلان مجلس الوزراء عن إطلاق نظام “شهادة البكالوريا المصرية”، والذي سيحل محل نظام الثانوية العامة الحالي،يسعى هذا النظام الجديد، عبر تصريح وزير التربية والتعليم، إلى تنمية المهارات النقدية والفكرية للطلاب وتحفيز التعلم متعدد التخصصات، مما يتيح لهم خيارات تعليمية مرنة ومتنوعة تلبي احتياجاتهم ورغباتهم.

نظام “البكالوريا” الجديد بديل الثانوية العامة

خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، تم تقديم ملامح النظام الجديد “بديل الثانوية العامة” بشكل مفصل، والذي من المقرر أن يُطبق اعتبارًا من العام الدراسي المقبل،يتكون هذا النظام من مرحلتين المرحلة التمهيدية التي تشمل الصف الأول، والمرحلة الرئيسية التي تتضمن الصفين الثاني والثالث،في المرحلة التمهيدية، ستدرس مواد أساسية تشمل اللغة العربية، التاريخ، الرياضيات، العلوم، الفلسفة، بجانب اللغات الأجنبية،وفي المرحلة الرئيسية، سيتاح للطلاب اختيار تخصصات تناسب ميولهم وقدراتهم، مثل الطب والهندسة والأعمال والفنون.

تفاصيل جديدة حول نظام “البكالوريا”

أضاف وزير التربية والتعليم خلال الاجتماع تفاصيل جديدة حول “شهادة البكالوريا”، موضحًا كيف يهدف إلى التواصل مع الطلاب بطرق أكثر مرونة،وفقًا للنظام الجديد، سيكون بإمكان الطلاب إعادة الامتحانات مرتين في العام، مما يساعدهم على الحصول على نتائج أفضل،في الصف الثاني الثانوي، يمكن للطلاب إجراء الامتحانات في شهري مايو ويوليو، بينما يمكنهم في الصف الثالث الثانوي إجراء الامتحانات في شهري يونيو وأغسطس،أيضًا، يحق لهم إعادة امتحان أي مادة في أي عام دراسي لاحق مع دفع رسوم معينة.

سيتم احتساب المجموع النهائي للطلاب بناءً على درجات كافة المواد التي أدوا فيها الامتحانات، بغض النظر عن عدد المحاولات،كما يحتفظ كل طالب بسجل كامل لمحاولاته يتم تسليمه لمكتب التنسيق عند التقديم للجامعات.

دراسة مواد إضافية

كما أشار وزير التربية والتعليم إلى إمكانية دراسة مواد إضافية في أي وقت، مما يساهم في توسيع آفاق الطلاب التعليمية و فرصهم في الالتحاق بالتخصصات المرغوبة،تمتد مدة الدراسة في المرحلة الرئيسية لأقصى حد أربع سنوات، بالإضافة إلى عام دراسي في الصف الأول الثانوي،وقد وافق مجلس الوزراء بشكل مبدئي على تفاصيل هذا النظام، ومن المتوقع أن تُعقد اجتماعات لمناقشة اللمسات النهائية قبل انطلاق الحوار المجتمعي حوله.

تشكل “شهادة البكالوريا” المصرية فصلاً جديداً في تاريخ التعليم في مصر، حيث تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتلبية احتياجات الطلاب المتزايدة في عالم متغير،من خلال هذا النظام، يأمل صانعو القرار في خلق بيئة تعليمية أكثر شمولية ومرونة، تراعي الاختلافات الفردية وتعزز التفكير النقدي والإبداع، من أجل إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المختلفة في المستقبل.