أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الجمعة، فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على القيادة العامة للجيش بالخرطوم لأكثر من عام ونصف، مؤكدة تحقيق انتصارات ميدانية هامة في العاصمة.

وفي بيان رسمي، أفاد الجيش السوداني بإتمام المرحلة الثانية من عملياته العسكرية، موضحاً: "التحمت قواتنا في بحري وأم درمان مع القوات المرابطة في القيادة العامة". وأضاف البيان أن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع نجاح القوات في صد هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وطردهم من مصفاة الخرطوم للبترول ومنشآت التصنيع الحربي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري تأكيده أن فك الحصار عن سلاح الإشارة في بحري يفتح الطريق أمام الربط بين قوات الجيش في بحري والقيادة العامة. كما أوضح المصدر أن هذا الانتصار يساهم في تأمين مدينة أم درمان من القصف المدفعي الذي كان يستهدفها من بحري.

وتأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوعين من استعادة الجيش السيطرة على مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، مما يعزز موقفه في مناطق الشمال والشرق، في حين تواصل قوات الدعم السريع هيمنتها على أجزاء كبيرة من دارفور وجنوب كردفان.

الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أودى بحياة عشرات الآلاف من السودانيين، وشرد أكثر من 12 مليون شخص، مما تسبب في أزمة إنسانية هي الأكبر عالمياً بحسب لجنة الإنقاذ الدولية.

وفي ظل استمرار النزاع، تبقى الخرطوم الكبرى مقسمة بين الطرفين، حيث يتنافس الجيش وقوات الدعم السريع على السيطرة الكاملة عليها، في واحدة من أعنف مراحل الحرب التي دخلت عامها الثاني.