كشف النائب في برلمان صنعاء، الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين، أحمد سيف حاشد، عن وثيقة تظهر قيام سلطة صنعاء بتنفيذ حملة في الجامعات اليمنية لتجنيد الطلاب تحت مسمى "حملة طوفان الأقصى للتعبئة والاستنفار". وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الحديث عن احتمالية اندلاع مواجهات جديدة.

الوثيقة، التي صدرت عن جامعة الناصر الخاصة في صنعاء، تضمنت استمارة تحت عنوان "حملة طوفان الأقصى للتعبئة والاستنفار"، تتطلب جمع بيانات مفصلة عن الطلاب، بما في ذلك الأسماء الخماسية، وأماكن السكن، وأرقام البطاقات الشخصية، وغيرها من المعلومات الحساسة.

وأثارت الوثيقة تساؤلات حول أهداف هذه الحملة، حيث علق النائب أحمد سيف حاشد على الاستمارة التي نشرها عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، متسائلاً: "إلى ماذا تهدف هذه الاستمارة؟! هل لإعلان التجنيد الإجباري لحرب جديدة؟! هل لإعلان التعبئة العامة وإعداد محاطب حرب أخرى؟! أم لأمر آخر؟!".

وأضاف حاشد في تعليقه أن هذه الخطوة تثير مخاوف من احتمال استخدام الطلاب كوقود لحرب جديدة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعيشها اليمن منذ سنوات.

وتأتي هذه الحملة في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التصريحات الحادة بين الأطراف المتحاربة، مما يزيد من مخاوف اندلاع مواجهات عسكرية جديدة. كما أثارت الحملة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن قلقهم من تحويل الجامعات إلى مراكز للتجنيد الإجباري، بدلاً من أن تكون مؤسسات تعليمية تهدف إلى بناء المستقبل.

من جانبها، لم تصدر سلطة صنعاء أي تعليق رسمي حول الوثيقة أو أهداف الحملة، مما يترك المجال مفتوحًا للتكهنات حول نواياها الحقيقية.

يذكر أن اليمن تشهد منذ سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد. وتسببت الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.

وتظل هذه الخطوة محل مراقبة من قبل المنظمات الدولية والمحلية، التي قد تثير مخاوف إضافية حول انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال الشباب في الصراعات المسلحة.