كشف مصدر سياسي يمني عن محاولات حثيثة تبذلها جماعة الحوثي التابعة لإيران لإقناع المملكة العربية السعودية بالتوقيع على خارطة الطريق للحل في اليمن.

وأكد المصدر أن الجماعة أبدت مرونة غير مسبوقة، شملت موافقتها على النسخة المعدلة من الخارطة التي اقترحتها الولايات المتحدة، والتي تضمنت إلغاء بند تسليم الرواتب للعسكريين في قوات الحوثيين.

وبحسب المصدر، جاءت هذه التنازلات الحوثية في ظل تصاعد التهديدات باندلاع معركة عسكرية لتحرير المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الجماعة.

ويعتقد مراقبون أن الحوثيين يسعون بشدة لضمان توقيع الاتفاق كطوق نجاة، لكنهم قد يعمدون إلى التلاعب ببنوده وعدم تنفيذ سوى ما يخدم مصالحهم، كما حدث في اتفاق ستوكهولم عام 2018.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أواخر ديسمبر الماضي عن توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق مبدئي حول خارطة الطريق. وتتضمن الخارطة وقف إطلاق النار الشامل، ودفع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز، وتخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، إضافة إلى التحضير لعملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة.

ويرى المراقبون أن موافقة الحوثيين على النسخة المعدلة تعكس خوفهم من تصعيد عسكري يهدد وجودهم. ومع ذلك، تظل هناك مخاوف من مراوغاتهم المعتادة، حيث دأبت الجماعة على الالتفاف على الاتفاقيات السابقة، كما فعلت في الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم "المشؤوم".