نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النائب علاء عابد يكتب: وحدة سوريا.. أمن قومي عربي - اخبارك الان, اليوم السبت 14 ديسمبر 2024 08:52 صباحاً
يعد مصطلح «الأمن القومى العربى» أحد المشتركات الجامعة بين العرب والذى يفترض تعاوناً وثيقاً بين الدول العربية على أساس مواجهتها تحديات خارجية متشابهة وبالتالى فإن عليها أن تتعاون لرد هذه التحديات، وتعزيز التعاون وبناء علاقات سياسية واقتصادية متبادلة ومتوازنة تراعى مصالح الطرفين.
على مر التاريخ، كانت سوريا جزءاً من العمق الاستراتيجى للأمن القومى المصرى.
يعود هذا الترابط إلى الأدوار الحضارية والسياسية المشتركة التى جمعت البلدين منذ العصور القديمة، وبلغت ذروتها فى عهد الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958.
من منظور «الأمن القومى العربى»، تعتبر سوريا حاجزاً مهماً أمام محاولات الهيمنة الأجنبية على المشرق العربى، ومن هنا فإن استقرار سوريا ينعكس إيجاباً على استقرار الإقليم العربى ككل.
ومع اندلاع الحرب السورية، برزت تحدّيات متعددة لمصر، أبرزها انتشار الجماعات الإرهابية مثل «داعش»، وتهديد تلك الجماعات للأمن القومى العربى.
سياسياً، دعت مصر إلى تبنى عملية سياسية شاملة فى سوريا، مؤكدة أن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا تتطلب تكاتف جهود كل أبنائها، كما تواصل مصر متابعتها للتطورات التى تشهدها سوريا الشقيقة، والتى تتطلب تكاتف جهود كل أبنائها لتدشين عملية سياسية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، تحافظ وتدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وشرائحه، وتتبنى مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية، وتنسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، بما يفسح المجال أمام مشاركة كافة السوريين فى رسم المستقبل وإعادة بناء مؤسسات الدولة فى سوريا، وعودتها لاستعادة المكانة التى تستحقها فى النظامين العربى والدولى.
وتحرص مصر دائماً على التواصل مع الأشقاء فى سوريا، لإنجاح العملية السياسية الشاملة التى تحقق طموحات الشعب السورى الشقيق، وتقطع الطريق على أى محاولة لاستغلال الأوضاع الحالية للمساس بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
بعد إذاعة التليفزيون السورى رسمياً، الأحد الماضى، إعلان الفصائل السورية المسلحة أنها حررت دمشق، أكدت مصر دعمها الكامل للدولة السورية والشعب السورى وسيادته ووحدته، ودعت كافة الأطراف السورية بكل توجهاتها إلى الحفاظ على مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى، واستعادة وضع سوريا الإقليمى والدولى.
وواصلت مصر العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السورى، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار.
فى ذات الوقت أدانت مصر دخول قوات إسرائيلية إلى المنطقة الحدودية التى تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن بقية سوريا، للمرة الأولى منذ خمسة عقود، بما يمثل احتلالاً لأراضٍ سورية، ويعد انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وهو ما يخالف القانون الدولى وينتهك وحدة وسلامة الأراضى السورية، وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسئولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.
كما أدانت الاستهداف المتعمّد الذى تشنّه إسرائيل ضد البنية التحتية العسكرية فى سوريا، وقصف وتدمير العديد من المواقع والقواعد والأسلحة والمعدات والأنظمة العسكرية فى مختلف أرجاء سوريا، بالإضافة إلى قيام الجيش الإسرائيلى بتكريس وجوده غير الشرعى وتوسيع نطاق سيطرته فى الأراضى التى احتلها داخل العمق السورى.
وقد رفضت مصر استغلال إسرائيل الانشغال الداخلى فى سوريا وحالة الفراغ التى تشهدها، لتقويض مقدرات الدولة واحتلال الأراضى، وأن هذه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بمثابة إمعان فى الانتهاك الممنهج للقانون الدولى، وإصرار على سياسة الغطرسة فى المنطقة، محذّرة من المخاطر الوخيمة المتوقّعة عن السياسات الإسرائيلية غير المسئولة.
كما طالبت مصر مجلس الأمن والمجتمع الدولى والقوى الفاعلة دولياً بالاضطلاع بمسئوليتها فى وقف هذا التصعيد الإسرائيلى الخطير فى سوريا، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية.
أقولها لكل مصرى غيور على بلده، الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى، قاد مصر بحكمة واقتدار وسط أمواج متلاطمة إقليمياً ودولياً، والذى أدى إلى حماية الأمن القومى، وتحقيق السلامة والأمان للشعب المصرى والحفاظ على أرضه وحدوده.
0 تعليق