مباشر- أثارت شركة  "ديب سيك"، وهي شركة ناشئة صينية غير معروفة تتمتع بتكنولوجيا بأسعار معقولة تضاهي تلك التي تقدمها شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل "أوبن إي آي"، و"ميتا"، مخاوف المستثمرين بشأن ضرورة ضخ مليارات الدولارات في البحث والتطوير.

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية نموذجها الاستدلالي مفتوح المصدر، R1، في وقت سابق من الشهر. وتتطابق قدرات النموذج تقريبًا مع قدرات النماذج المتقدمة من "أوبن إي آي"،  و"جوجل"، في حين أن تكاليف التدريب أقل بكثير.

وقال مالك أحمد خان، محلل الأسهم في مورنينج ستار: "إن ديناميكيات الأداء/التكلفة المثيرة للإعجاب أثارت مخاوف المستثمرين بشأن ضرورة إنفاق مليارات الدولارات من رأس المال من قبل شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى والمليارات الأخرى التي تخطط لإنفاقها على الذكاء الاصطناعي التوليدي في السنوات القادمة".

وقال في مذكرة بحثية يوم الثلاثاء إن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى قد تحذو حذوها وتكرر بعض تقنيات تدريب الذكاء الاصطناعي التي استفادت منها ديب سيك لخفض تكلفة R1.

ترامب يصف ديب سيك بجرس الإنذار

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأداء القوي لشركة ديب سيك،  بأنه " جرس إنذار" و"أمر إيجابي" لقطاع التكنولوجيا الأمريكي. كما حذر من أنه سيفرض رسومًا جمركية على أشباه الموصلات المصنعة في الخارج ، بما في ذلك الرقائق التي تصنعها شركة TSMC إذا لم تبدأ في إنتاجها في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من عدم قدرة ديب سيك، على الوصول إلى مسرعات الذكاء الاصطناعي الرائدة، مثل أفضل منتجات Hopper وBlackwell من  إنفيديا، فمن المعتقد أن نموذج اللغة الكبيرة (LLM) الخاص بها يساوي نفس قدرات الشركات الكبرى.

قال برايان كوليلو، الاستراتيجي في مورنينج ستار: "تثير ديب سيك مخاوف من أن يتم تطوير أنظمة LLM المستقبلية باستخدام عدد أقل من وحدات معالجة الرسوميات للذكاء الاصطناعي من Nvidia، ونفقات رأسمالية أقل من الشركات الضخمة، وربما تكون هناك حاجة أقل إلى بناء طاقة ضخمة في الولايات المتحدة".

العقوبات الأمريكية لعرقلة تطور الصين

في ديسمبر الماضي، أطلقت الولايات المتحدة حملة إجراءات صارمة هي الثالثة لها خلال ثلاث سنوات على قطاع أشباه الموصلات في الصين وأقرت خطوات منها تقييد الصادرات إلى 140 شركة من بينها ناورا تكنولوجي جروب لتصنيع معدات الرقائق وسط إجراءات أخرى وفق بلومبرج.

شملت الخطوات عرقلة طموحات الصين في مجال تصنيع الرقائق منها شركات بيوتيك إس.إس وسيكارير تكنولوجي وإيه.سي.إم ريسيرش بفرض قيود جديدة على الصادرات.

وكانت هذه آخر الجهود واسعة النطاق التي بذلتها أمريكا لعرقلة وصول الصين أو قدرتها على إنتاج الرقائق.

خسائر الأسهم الأمريكية

فقدت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليون دولار من قيمتها السوقية يوم الاثنين وسط عمليات بيع مدفوعة بنموذج ديب سيك الصيني للذكاء الاصطناعي، وانخفضت أسهم التكنولوجيا، حيث خسرت شركة إنفيديا حوالي 589 مليار دولار من قيمتها السوقية، وفق بيزنس إنسيدر.

وهبطت الأسهم الأميركية يوم الاثنين مع فرار المتداولين من قطاع التكنولوجيا ومحو أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية وسط حالة من الذعر بشأن تطبيق ذكاء اصطناعي جديد من شركة ناشئة صينية.

انخفض مؤشر S&P 500 بنحو 1.5%، في حين انخفض مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بأكثر من 3% بحلول نهاية تعاملات أمس.

مؤسس ديب سيك أصبح بطلا شعبيا

بعد أن تسببته شركته في انهيار الأسهم الأمريكية، أصبح ليانج وينفينج (39 عاما) مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية ديب سيك وجه صناعة التكنولوجيا في الصين وأملها في التغلب على خناق ضوابط التصدير المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة، وفق رويترز اليوم الثلاثاء.

كان ليانغ قد حافظ على مستوى منخفض للغاية من الظهور حتى 20 يناير/كانون الثاني، عندما كان واحدًا من تسعة أفراد طُلب منهم إلقاء خطاب في ندوة مغلقة استضافها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.

أجرى مقابلتين إعلاميتين نادرتين مع مؤسسة Waves الإعلامية الصينية في العام الماضي وفي عام 2023، ولكن بخلاف ذلك ظل بعيدًا عن أعين الجمهور في الغالب.

وفي الندوة، تناقض المظهر الشبابي للألفية مع الأكاديميين ذوي الشعر الرمادي والمسؤولين ورؤساء التكتلات المملوكة للدولة الذين جلسوا حوله، حسبما أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها هيئة الإذاعة الصينية CCTV.

لكن حقيقة أن ليانج تمت دعوته لمشاركة آرائه حول سياسة الحكومة الصينية تسلط الضوء على اعتراف بكين بدور ديب سيك في قلب النظام العالمي للذكاء الاصطناعي، لصالح الصين.