وسط حضور جماهيرى كبير من الجمهور القطري والمقيمين، افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصرى، وسعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثانى، وزير الثقافة القطرى، فعاليات "الأيام الثقافية المصرية فى قطر"، والتى تستمر حتى 31 يناير الجارى، فى "درب الساعي" بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك بحضور السفير عمرو الشربينى، سفير مصر فى قطر، والسفير طارق على فرج الأنصارى، سفير قطر بالقاهرة، والنجم حسين فهمى "ضيف شرف الأسبوع"، وعددا من سفراء الدول العربية والأجنبية، وقيادات وزارة الثقافة. 

وفى كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري: "لحظة مميزة تلك التى تجمعنا اليوم، حيث تلتقى القلوب والعقول لتكون شاهدة على حالة من الفن والإبداع، فى مشهد يعكس أسمى معانى الأخوة. نقف اليوم على أرض قطر الشقيقة، لنشهد معًا افتتاح الأيام الثقافية المصرية فى درب الساعى، هذا الحدث الذى يحمل عبق التاريخ وروح الفن الأصيل، ليكون نافذة مشرقة تطل منها ثقافة مصر العريقة على أشقائنا فى قطر". 

وتابع وزير الثقافة: "نحن اليوم ننسج لوحة استثنائية من التواصل الحضارى والإبداع الإنسانى، ففى هذه الأيام، يمتزج عبق التراث المصرى الذى يشهد على حضارة ضاربة فى عمق التاريخ، مع ليالى الفن الأصيل التى تلامس وجداننا، لتصنع على أرض عاصمة الإبداع، الدوحة، أروع لوحات التآخى والصداقة بين شعبينا". 

وأوضح أن التراث المصرى بما يحمله من رموز وقيم، ليس مجرد ماضٍ نعتز به، بل هو كيانٌ حى نابض فى حاضرنا ومستقبلنا. ومن خلال هذا الحدث، نقدم لكم ملامح غنية من فنوننا الشعبية، وحرفنا التقليدية، وموسيقانا الساحرة، ونجومنا الاستثنائية، ورقصاتنا التراثية التى تحمل معها روح مصر العريقة ورسالتها للسلام والتواصل مع العالم". 

وأضاف: "إن هذه الأيام الثقافية تؤكد عمق العلاقات التاريخية التى تجمع بين مصر وقطر، وترسخ روح الأخوة والتفاهم التى نحرص على تعميقها، متطلعين دائمًا إلى مزيد من التعاون الثقافى والإبداعى بين بلدينا". 

وفى ختام كلمته، توجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم فى تنظيم هذا الحدث المميز، ولكل الحضور الكريم الذين يجسدون بتواجدهم معانى الوحدة والتواصل. ودعا الجميع للاستمتاع بهذه الليالى التى تأخذكم فى رحلة عبر الزمن، لتعيشوا سحر مصر بجميع ألوانها، وتشاركوا معنا فرحة الثقافة التى توحد القلوب وتجمع الشعوب. وتمنى أن تكون هذه الأيام الثقافية تجربة استثنائية تظل خالدة فى الذاكرة، وتُكتب فى سجل العلاقات المشرقة بين مصر وقطر. 

وخلال الافتتاح، تفقد الحضور الأجنحة المشاركة، ومنها معرض الحرف التراثية والتقليدية الذى يعكس ثراء التراث المصرى المتنوع، بالإضافة إلى ورش العمل والعروض الحية للحرف اليدوية التى تسلط الضوء على المهارات الفريدة للحرفيين المصريين. واستمعوا إلى فقرة عزف لأبناء بيت العود المصرى، كما زاروا قاعة عرض الفنون التشكيلية بما تحتويه من أعمال نتاج ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، ولوحات معرض "القاهرة عمارة وعمران"، وبورتريهات النسيج اليدوى، إلى جانب عروض الأراجوز، التنورة، فرقة رضا للفنون الشعبية، وعروض عازفى الربابة فى ساحات درب الساعي. 

واختتمت فعاليات اليوم الأول بحفل فنى أحياه النجم محمد ثروت، الذى شارك بباقة من الأغانى الطربية والوطنية التى رفع الجمهور على أنغامها العلم المصري. ثم تغنى نجوم الفرقة القومية للموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، بقيادة المايسترو أحمد عامر، بباقة من الأغانى الطربية. 

وتتضمن فعاليات الأسبوع الثقافى المصرى فى درب الساعى معارض للفن التشكيلى والخط العربى، بالإضافة إلى ورش تعليم الفنون التراثية المتنوعة، وجلسات حكى مخصصة للأطفال والشباب. 

وابتداءً من الأربعاء 29 يناير، تبدأ الفعاليات يوميًا فى تمام الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت الدوحة، ويتضمن البرنامج أوبريت "الليلة الكبيرة" لفرقة مسرح القاهرة للعرائس، وحفلات فنية تُحييها الفرقة القومية للموسيقى العربية بمشاركة المنشد محمود التهامى، بالإضافة إلى عروض أفلام كلاسيكية من السينما المصرية، وحفل لفريق كورال "روح الشرق"، إلى جانب عروض فرقة رضا للفنون الشعبية. 

كما يشمل البرنامج ندوة ثقافية بعنوان "50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم"، يُقدمها الكاتب الصحفى محمود التميمى، وحفلًا للفنانة المصرية العالمية أميرة سليم، وتُختتم الفعاليات بعرض النسخة المُرممة من فيلم "المومياء" للمخرج الراحل شادى عبد السلام.