عاجل

ياسر حمدي يكتب: ترامب.. واللاءات المصرية الثلاث - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر حمدي يكتب: ترامب.. واللاءات المصرية الثلاث - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 29 يناير 2025 03:33 مساءً

لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، اللاءات المصرية الثلاث لاتزال صامدة كالجبال الرواسي في مواجهة المخطط الإسرائيلي الأمريكي «الصهيوني» الاستعماري الخبيث الذي يقضي بتفريغ سكان غزة في سيناء.

فليس كل ما يتمناه ترامب سيدركه، ولا كل ما سيسعى إليه يبلغه، فداخل الولايات المتحدة نفسها، بعد عشر سنوات من انهيار الإتحاد السوفيتي، ظهر علماء وساسة أمريكيون يتحدثون عن «حدود القوة»، وبعدها جربت أمريكا فرض ما تريد في أفغانستان ثم العراق ولم تنجح. 

في النهاية العالم ليس ساحة مفتوحة لعبث ترامب أو استيعاب شطحاته أو نزواته، أو سد نهمه إلى المال والنفوذ والمجد الشخصي الزائف، وعلى الرئيس الأمريكي أن يدرك أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد مجموعة من الأشخاص يبحثون عن مأوى بل هو شعب له تاريخ عريق وأرض مقدسة، وحق أصيل لا يسقط بالتقادم.

ومصر ستظل تدافع عن حقوق الفلسطينيين، ورافضة رفضًا قاطعًا لأي محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي، ولن تقبل بأي شكل من الأشكال بتصفية القضية الفلسطينية، والأهم أنها لم ولن تفرط في شبرًا واحدًا من أرض الفيروز، لأن سيناء وأمنها القومي خطًا أحمر.

بيان الخارجية المصرية برفض مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جملة وتفصيلًا جاء سريعًا وحاسمًا، ويؤكد موقف مصر الثابت من مخطط تصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان غزة، وتوطينهم في بلدان أخرى، وأن القطاع أرض فلسطينية عربية وستظل كذلك، والمحتل الغاصب ومن خلفه يحاولون سلب الأرض بالقتل والتخريب وسفك الدماء البريئة.
والبيان نصًا ليمتنع المزايدون: «تؤكد وزارة الخارجية على تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددةً أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال، وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة».

«وتعرب في هذا السياق عن استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كما تشدد على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلي المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها».

وأنهت وزارة الخارجية بيانها قائلة: «وتدعو وزارة الخارجية المجتمع الدولي في هذا السياق إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧».
بمسؤولية تاريخية عن القضية الفلسطينية، مصر الكبيرة سبقت بالرفض، ولا تزال عند موقفها الرافض، وتحملت الغرم رافضة، ولم ولن تحيد عن موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية.

إن الدولة المصرية الكبيرة خلال العقود الزمنية الماضية تناصر القضية الفلسطينية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتخلى في غمضة عين عن هذا الموقف، وقد ازداد هذا الموقف عظمة خلال العام الماضي عندما تصدت مصر تمامًا لكل هذه المؤامرات ومنعت تصفية القضية، وكذلك منعت التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم.

موقف مصري محترم ويُحترم من الجميع، دعك من شذاذ الآفاق في قنوات رابعة الإخوانية، والمؤلفة قلوبهم إخوانيًّا أو أمريكيًّا أو على كل لون يا باتيستا، ليست لهم قضية، فحسب يكيدون للدولة المصرية، هم أنفسهم مَن ملأوا الدنيا صياحًا «افتحوا الحدود»، لو فتحت مصر وقتئذ الحدود لما بقى فلسطيني واحد في أرضه تحت القصف.

لسان مصر فصيح، قالها الرئيس السيسي حاسمًا في مواجهة كل رسل العناية الأمريكية، وسيقولها باسم الشعب المصري بأعلى صوت ليسمعها العالم بأسره، مصر الأبِيّة لا تقبل الدنِيّة، وتأنف مثل هذه الصفقات المشبوهة، ولا تبرم صفقات على أرضها التي هي عِرضها، وتجوع الحرة، ومصر حرة أبية وقرارها من رأسها، لا تقبل إملاءات أمريكية.

لقد انتفض الشعب المصري ضد تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه خلف قيادته السياسية وداعمًا لدولته، فهي تصريحات لا يمكن أن تسكت عليها شعوب العالم، لأنها مهزلة ومسخرة يقوم بهما ترامب حاليًا، فمَن يستطيع أصلًا أن ينفذ مثل هذه الترهات التي ستكون حتمًا بمثابة العار على الأمة العربية؟ لذلك، فإن الشعب المصري الذي يتمتع بفطنة وكياسة، وتقوده قيادة سياسية رشيدة وحكيمة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوافق على هذه المهزلة، ولا على هذه الرؤية السخيفة.

إن الرؤية المصرية واضحة وصريحة ضد التهجير القسري أو غير القسري أيًا كانت التسمية، فمصر مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن هذا الأساس نعتبر أن تصريحات ترامب بمثابة فقاعات في الهواء، لن تتأثر بها الأمة العربية، ولن يحدث أبدًا أن يتم تنفيذها، سواء من الجانب الفلسطيني نفسه أو من جانب مصر أو الأردن أو غيرهما من الشعوب العربية، لأن هذا معناه تصفية حقيقية للقضية، وهذا لن يحدث أبدًا.

مصر الكبيرة تمارس دورها التاريخي في الحفاظ على القضية الفلسطينية، لا تتبضع دورًا، ولا تسعى إلى دور هو دورها ولو كره الكارهون، ودورها محوري ورئيسي، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، تكاد القضية تكون قدَرية، قدَر مصر وشعبها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق