أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية شراكة استراتيجية مع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، لتطوير وتنفيذ مشروع «الذكريات الاصطناعية»، الهادف إلى تحسين جودة حياة مرضى الزهايمر وضعف الذاكرة، بالاستفادة من حلول تكنولوجية مبتكرة، تم الكشف عنها للمرة

الأولى ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025.

ويعتمد مشروع «الذكريات الاصطناعية» على إنشاء نماذج رقمية للذكريات الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعمل هذه التقنية على إعادة تشكيل الذكريات المفقودة وتصميم صور ومقاطع فيديو واقعية، تعيد للمرضى تجربة لحظات عايشوها في حياتهم، وأخذت بالتلاشي مع الزمن، إذ يمزج هذا الابتكار بين حلول الذكاء الاصطناعي وعلم النفس، لتعزيز جودة حياة المرضى النفسيين، من خلال استرجاع ذكريات ذات قيمة خاصة لهم.

وأكدت مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، هدى الهاشمي، أن القيادة الرشيدة تؤمن بأهمية تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتوظيف حلوله المبتكرة، وإمكاناته التحويلية في القطاعات الحيوية كافة المرتبطة بجودة حياة المجتمع، وتركز على تشجيع الابتكار التكنولوجي، انطلاقاً من إدراكها العالي لمحورية دور التكنولوجيا في تشكيل مسارات المستقبل.

وقالت الهاشمي إن الشراكة الاستراتيجية بين مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة مرضى الزهايمر، تعكس التزام المركز ترجمة توجهات الحكومة بتطوير ودعم المشاريع المبتكرة الهادفة إلى توسيع مجالات التطبيقات والحلول المعززة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتشمل قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والاقتصاد والمجتمع.

من جانبه، أكد مدير عام المؤسسة، الدكتور يوسف محمد السركال، الحرص على توظيف التكنولوجيا في تقديم حلول فعّالة للتحديات الصحية، لافتاً إلى أن ذلك «يمثل نقلة نوعية في الابتكار التكنولوجي الإنساني».

وأوضح أن المشروع لا يقتصر على كونه ابتكاراً تقنياً، بل يهدف إلى تعزيز جودة حياة كبار السن، من خلال تمكين المرضى من استرجاع ذكرياتهم المفقودة بصورة تفاعلية وواقعية، ما يسهم في تحسين حياتهم اليومية، وتعزيز شعورهم بالاستقرار النفسي.

ويعمل فريق المشروع بالتعاون مع الباحثين والخبراء في مستشفى الأمل للصحة النفسية لتطوير هذه التقنية وفقاً للسياق المحلي لدولة الإمارات، ودراسة فعالية تطبيقها الإكلينيكي على جودة حياة المرضى من كبار السن، لضمان الوصول إلى أفضل النتائج.

ويأتي مشروع «الذكريات الاصطناعية» ضمن 19 مشروعاً مبتكراً عرضتها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ضمن مشاركتها كشريك حصري للخدمات الصحية في النسخة الـ50 من معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025.

يذكر أن الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تأتي ضمن جهود مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي لدعم وإطلاق نماذج أعمال متقدمة، تمكن الجهات الحكومية من اختبار الأفكار بشكل مستمر، وتطويرها بما يضمن تحقيق نتائج ذات أثر واضح وملموس، يمكن تطبيقها على مستوى دولة الإمارات لتواكب الرؤى الحكومية والتطلعات المجتمعية، ما يسهم في تطوير وتطبيق الابتكارات التحولية، وتعزيز الشراكات والتكامل الحكومي المجتمعي الهادف إلى تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمع، بما يرسخ ريادة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً لتقدم وازدهار المجتمعات.