نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المعلم محمد الطويان في ذاكرة تلميذه عبده خال.. - اخبارك الان, اليوم الجمعة 31 يناير 2025 10:23 مساءً
في أعمال عبده خال، كما في حياته، تمتزج الذاكرة بالحكاية، ويغدو الماضي خيطاً ممتداً لا ينقطع عن الحاضر.
في روايته «الموت يمر من هنا» مثلاً، كانت الشخصيات تعيش على تخوم الحياة، بين البقاء والفقد، بين الذكرى والنسيان، وكأنها محكومة بأن تظل شاهدةً على أثر الزمن.
وأشبه بذلك هو واقعه الشخصي، لم يكن المشهد بعيداً، حين استعاد شريط الذكريات إلى لحظة الطفولة، إلى ذلك الفصل الدراسي الذي كان فيه طالباً بين طلاب، وأستاذٌ يقف أمامهم، لكن ليس كمعلمٍ عادي، بل كنجمٍ يبهرهم يضيء شاشتهم الصغيرة، فيجمعهم بين دفتي الكتاب والمسرح، بين خشبة المدرسة وخشبة الحياة.
محمد الطويان، ذلك المعلم الذي لم يكن مجرد ناقلٍ للمعرفة، بل صاحب أثرٍ يتجاوز حدود المنهج، كان في نظر طلابه ومنهم «عبده خال» - الذي أصبح فيما بعد نجماً مضيئاً في سماء الثقافة - شخصيةً تستحق الفخر. وهو الذي كانوا يرونه كل مساءٍ على التلفزيون، فيتحدثون بين أقرانهم بزهو: «هذا أستاذنا». لم يكن مجرد معلم، بل كان رمزاً للقدرة على العيش بأكثر من حياة، في حجرة الدرس، وفي شاشة الإبداع، وفي ذاكرة من عرفوه.
مرت الأعوام، وتقلّبت الأيام، ليجمع القدر عبده خال بأستاذه مجدداً، في لقاء لم يكن محض مصافحة، بل كان امتداداً لذاكرة لم تبهت، حين استحضر صورةً قديمة، محفورةً في أرشيف قلبه قبل ألبومات ذكرياته، تأكيداً أن بعض الأثر لا يزول، وأن المعلم حين يكون ملهماً، يبقى جزءاً من وعي طلابه، مهما تعاقبت الفصول وتبدلت الأدوار.
ناشراً عبر منصة «X» منشوراً قال فيه: «رحم الله أستاذي محمد الطويان، درسني في الصف السادس الابتدائي بمدرسة ابن رشد بالرياض.. ومضت الأيام، ومنذ سنوات قليلة، التقيت به وذكّرته أني أحد طلابه الذين كانوا يشاهدونه على شاشة التلفزيون ونفاخر به أقراننا بجملة تحمل فخرها «هذا أستاذنا».
واليوم، ترجل محمد الطويان عن خشبة الحياة، لكن ملامحه لن تغيب عن ذاكرة عبده خال ومن تتلمذوا على يديه، ولا عن شاشاتٍ عرضت فنه، ولا عن وجدانٍ حمل صوته كأحد الدروس التي لا تمحى.
المعلم محمد الطويان، من نماذج المعلمين الخالدين، الذين لم يكتفوا بتدريس المناهج، بل زرعوا في القلوب وعياً لا يتوقف عن النمو، وأثراً لا ينتهي برحيلهم.
0 تعليق