نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما تتحول مقاعد الأفراح إلى «ساحة معركة» ! - اخبارك الان, اليوم السبت 1 فبراير 2025 11:08 مساءً
الكراسي الأمامية بمدينتي هي ليست مجرد مقاعد للجلوس -سادتي-، بل هي رمز للوجاهة والمكانة الاجتماعية والاعتبار وأهم من ذلك الملاءة المالية والقوة... فالجلوس في الصف الأول يعني أنك «شخصية مهمة» أو أنكِ زوجة شخص مهم أو ابنة خال شخص مهم... لا يهم، المهم أنك مهم، أو على الأقل، تعتقد أنك مهم!
والجلوس بجانب شخص مهم يجعلك بحق الجيرة شخصاً أهم من أولئك المهمين! وجلوسك بين شخصيتين متزوجتين شخصين مهمين يجعلك أهم منهما! والمأساة تطول...
من الناحية الفنية، هذه المقاعد تكون عادةً الأقرب إلى المنصة، مما يجعلها محط أنظار الجميع فيتحول المقعد لسلعة أغلى من الذهب، ومن يجلس عليه هو من شعب الله المختار!
في صغرنا، كانت الكراسي الأمامية لكبيرات السن من أهل الفرح ووجهاء البلد احتراماً للعمر ليس إلا... كانت مقدسة ويقوم الصغير إكراماً لجلوس الكبير... وتختصر على أهل الفرح وكبارهم عمراً، أما اليوم وأنا لا أبالغ بسطوري فالوضع حقاً أصبح مزرياً، وأحياناً مخزياً... وكل من يتصدر المشهد أصبحوا شخصيات مكررة ومعروفة بالوسط الاجتماعي بتنافسها على المكان والصدارة بكرسي وليس إنجازاً! والأغلب يستطيع أن يسرد لك من سيتعارك على الذهب الأسود قبل دخولنا المكان! وإذا تجرأ متطفل لفك هذا العقد المنظوم الصامت بينهم، لقامت الدنيا ولم تقعد...
نصائحي لكيف تتفادى الدراما، ورواد الذهب الأسود:
1. لا تأخذ الأمر بجدية، وتذكر أن الكراسي مجرد كراسي، وهم سيبقون هم ولن يتغيروا.
2. اختر مقعدًا استراتيجيًا، فإذا كنت تريد تجنب النزاع، اجلس في الصف الثاني فستكون قريبًا بما يكفي لرؤية كل شيء، وبعيدًا بما يكفي لتجنب أي شيء!
3. كن لطيفًا، فإذا رأيت شخصًا يتنافس على كرسي معك أو يجلس فوقك (وأنا هنا لا أبالغ) أو يزيحك بتكتيك صامت لطرف الكنبة، دع له المقعد وابتسم وتذكر بأنها الحياة يا صديقي التي تجبرنا على ما لا نطيق..
في النهاية، الكراسي الأمامية ليست أكثر من مقاعد خشبية أو قماشية، لكننا حولناها إلى «عروش» نتنافس عليها بشراسة، ناسين أو متناسين أن الفرح الحقيقي ليس في الجلوس بالصف الأول، بل في الضحك مع الأصدقاء، وخلق ذكريات تدوم طويلاً..
لذا، في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها بمعركة كراسي، كرس تركيزك على الهدف الذي أتيت له وهو التوجيب والفرح، ودع لهم الكراسي وهم في غيهم يعمهون...
0 تعليق