أظهرت تقارير طبية حديثة أن التركيز المفرط على تناول الطعام الصحي قد يتحوّل إلى اضطراب نفسي يُعرف باسم "فقدان الشهية العصبي"، وهو حالة معقدة تؤدي إلى مشكلات خطيرة على الصحة النفسية والجسدية. وعلى الرغم من أهمية اتباع نظام غذائي صحي، إلا أن المبالغة في الاهتمام بجودة الأطعمة ونقائها قد تتسبب في سوء التغذية، فقر الدم، وضعف المناعة، إلى جانب القلق والتوتر الشديدين.

ويشير الخبراء إلى أن هذا الاضطراب يختلف عن اضطرابات الأكل الأخرى، حيث يركّز المصابون به على "جودة الطعام" وليس على كميته أو فقدان الوزن. يعاني الأشخاص المصابون من وسواس قهري تجاه الأطعمة الصحية، مما يدفعهم إلى تجنب الأطعمة التي يعتقدون أنها غير نظيفة أو غير مفيدة، مع التخطيط المهووس للوجبات الغذائية. ومن أبرز الأعراض: الخوف الشديد من الأطعمة غير الصحية، استبعاد مجموعات غذائية كاملة دون مبرر طبي، وفقدان الوزن بسبب التقييد الغذائي المفرط.

ويعزو الأطباء أسباب هذا الاضطراب إلى مجموعة من العوامل، منها: القلق والتوتر المزمن، والعوامل الاجتماعية مثل زيادة المعرفة بالتغذية والوصول إلى الأطعمة النظيفة، بالإضافة إلى السلوكيات القهرية المتعلقة بالطعام. كما أن الأفراد الذين يعانون من مشاكل الوزن أو الوصمة الاجتماعية المرتبطة به يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الهوس.

ويتسبب هذا الاضطراب في تأثيرات صحية خطيرة على المدى الطويل، تشمل سوء التغذية، فقر الدم، اختلال التوازن الهرموني، مشاكل في الجهاز الهضمي، وضعف المناعة، فضلاً عن العزلة الاجتماعية نتيجة الانشغال المفرط بعادات الأكل. ويؤكد الأطباء أهمية التوعية بمخاطر هذا السلوك لتجنب تحوّل النوايا الحسنة تجاه الأكل الصحي إلى مشكلة تهدد الصحة النفسية والجسدية.