التقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أعضاء مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بحضور الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء التحالف، والسفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف، والمهندسة مارجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعى، وأعضاء مجلس أمناء التحالف.

وفى مستهل الاجتماع، نقل الدكتور مصطفى مدبولى للحضور تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، مؤكداً تقديره للدور المحورى الذى يقوم به التحالف، فى دعم الأسر الأكثر احتياجاً، لافتاً أيضاً إلى أن الحكومة تثمن بدورها جهود التحالف فى العمل التنموى فى شتى المحاور والقطاعات.

ولفت رئيس الوزراء، إلى أنه زار بالأمس 3 صروح طبية أهلية، اعتبرها علامة مميزة فى العمل التنموى والأهلى، حيث اطلع عن قرب على اسهاماتها المضيئة فى أوجه الخدمة الصحية.

وأكد أن هدف هذا الاجتماع هو تعزيز أطر التنسيق بين الحكومة والتحالف للإعلان عن حزمة من المبادرات التى تستهدف دعم الأسر المستحقة، خاصة فى ظل قرب شهر رمضان المُعظم.

من جانبها، عرضت وزيرة التضامن الاجتماعى بشكل تفصيلى أوجه التنسيق القائم مع التحالف الوطنى فيما يخص ملف "التمكين الاقتصادي"، لافتةً إلى أن ذلك التنسيق تكلل بنجاح من خلال توفير العديد من فرص العمل التى ساهمت فى تحسين معيشة الأسر المستحقة.

كما وجهت الدكتورة مايا مرسى الشكر للتحالف الوطنى على الجهد المبذول من خلاله فيما يتعلق بملف تشغيل حضانات الأطفال، مُعربةً كذلك عن الشكر العميق على التنسيق القائم مع الهلال الأحمر المصرى بهدف نفاذ المساعدات الإنسانية ومواد الاغاثة إلى أهالى قطاع غزة.

وخلال الاجتماع، تقدم المهندس/ خالد عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بالشكر إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على عقد هذا اللقاء، بما يعكس الاهتمام بعمل التحالف الوطنى، لافتاً إلى أن هذا اللقاء هو الرابع الذى يتصل بعمل التحالف خلال الفترة القليلة الماضية، حيث بدأ بلقاء رئيس الوزراء مع رئيس مجلس الأمناء لمتابعة عمل التحالف، ثم لقاء ثانٍ مع مجلس الأمناء فى 9 يناير 2025، تلاه حضور رئيس الوزراء لإطلاق إحدى قوفل المساعدات المُتجهة إلى قطاع غزة، يوم الأحد 26 يناير 2025، وأخيراً الدعوة الكريمة لعقد هذا اللقاء الموسع، فى مقر مجلس الوزراء، بحضور جميع مؤسسات أمناء التحالف.

كما تقدم بالشكر إلى الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، وعضو مجلس أمناء التحالف، على دعمها الكامل والمستمر، ودورها الفاعل فى جميع مراحل عمل التحالف.

وأشار رئيس مجلس أمناء التحالف إلى أنه يلمس حرص الدكتور مصطفى مدبولى على أن يُتابع عن قرب المجهودات التى تبذلها جميع مؤسسات التحالف الوطنى، كمظلة غير حكومية، داعمة للجهود الكبيرة التـى تقوم بها الحكومة المصرية فى سبيل تحقيق التنمية، الأمر الذى أشادت به الدوائر العالمية، كنموذج يُحتذى ويُقتدى به، للعمل الأهلى التنموى فى كثير من دول العالم، والذى قطعت فيه مصر شوطاً طويلاً.

وأوضح المهندس/ خالد عبد العزيز أن هذا اللقاء سيشهد عرضاً لأبرز مهام عمل وأنشطة مؤسسات التحالف فى مختلف المجالات، منها مجهودات بعض المؤسسات للدعم الخاص بالسلع التموينية والأدوات المدرسية والمفروشات للأسر الأكثر احتياجاً، والتى تقوم بها تلك المؤسسات على مدار العام، ضمن أوجه أنشطتها، وتُضاعف من هذا الإمداد خلال موسم دخول المدارس وسداد المصروفات الدراسية، واحتياجات فترة الشتاء، وكذلك قرب حلول شهر رمضان الكريم، مُؤكداً أن هذا العام سيكون هو الأفضل والأعم والأشمل من حيث العدد الأكبر من الأسر المشمولة، حيث من المخطط الوصول إلى ما يزيد على 5 ملايين أسرة مصرية، مع تنوع تقديم الخدمات من حيث الدعم المادى والغذائى، والاحتياجات اليومية الأخرى، ليصل الدعم إلى أعلى معدلاته مع حلول شهر رمضان المعظم، مع تقديم وجبات الإفطار والسحور وصولاً إلى أصغر القرى وأبعد المناطق، بالتنسيق اللازم والضرورى والمستمر بين مؤسسات التحالف المختلفة.

كما أكد أن مؤسسات التحالف المعنية بالقطاع الطبى والصحة العامة والتى تمتلك رصيداً هائلاً لدى الشعب المصرى وسمعة مرموقة فى الأوساط الطبية العالمية، تقوم بعمل يومى عظيم من حيث تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية، الأمر الذى ساهم بشكل كبير بالتعاون مع الحكومة المصرية فى تحسين مستوى تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، وتخفيف الأعباء المادية عن كاهل عدد كبير من الأسر الأولى بالرعاية.

وأوضح أن هناك نماذج متميزة للتمكين الاقتصادى تقوم به بعض المؤسسات بالشراكة والتعاون بينها، سيصل فى القريب العاجل إلى مُجمعات صناعية كبرى، تقدم انتاجاً وطنياً متميزاً، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصريين، ونماذج ناجحة لريادة الأعمال لتعزيز الأداء الاقتصادى، كما أن هناك آفاقاً مستقبلية للتعاون الدولى مع المؤسسات العالمية الكبرى، بالتعاون مع الحكومة المصرية، ومن خلال مؤسسات المجتمع المدنى الكبرى، التى تهتم بإيجاد فرص عمل تواكب التقدم العلمى والمعرفى والتكنولوجى.

وأضاف المهندس خالد عبد العزيز، أنه سيتم أيضاً تطوير عمل بعض المؤسسات فى القطاع الزراعى، وتقديم الخدمات المتنوعة لصغار المزارعين فى محافظات الجمهورية المختلفة، فى سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتى، لبعض السلع الاستراتيجية فى إطار مبادرات متكاملة، تشمل التمكين الاقتصادى والرعاية الطبية والتدريب المهنى الزراعى واستخدام الأساليب العالمية الحديثة، كما أشار إلى الدعم المجتمعى الكبير، ونموذج المدارس المُجتمعية، ودُور الحضانة، حيث يتم ذلك كله فى إطار قانونى وتنوع للخبرات وحوكمة ورقابة ذاتية ومؤشرات لقياس معدلات الأداء.

وأكد أن العرض الذى سيتم تقديمه خلال الاجتماع يتضمن فكرة مبدئية يتم دراستها حالياً عن مبادرة جديدة للتمكين الاقتصادى المُتكامل يقوم بها التحالف الوطنى وتشارك فيها بأساليب متعددة ومتنوعة جميع المؤسسات لتعكس الهدف الأساسى للتعاون والتكامل والتنسيق الذى رسخته فكرة التحالف الوطنى.

كما أكد الدور الوطنى المحورى الذى قامت به مؤسسات التحالف الوطنى ومازالت وستستمر؛ فى دعم وتقديم المُساعدات للأهالى فى قطاع غزة منذ بداية الأزمة فى أكتوبر عام ۲۰۲۳، وحتى اليوم، بل وتستعد مؤسسات التحالف حالياً لإرسال قافلة مساعدات جديدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وفى ختام حديثه، جدد المهندس خالد عبد العزيز الشكر لرئيس الوزراء على الاهتمام والدعم المُستمر لعمل التحالف الوطنى، مؤكداً الحرص الكامل على العمل جنباً إلى جنب مع جميع المؤسسات التنفيذية لتحقيق التنمية الشاملة التى يستحقها الشعب المصرى.

من جانبها، عرضت السفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، أهم نتائج عمل التحالف الوطنى منذ تدشينه، مشيرة إلى أن إجمالى تكلفة الأنشطة التى قام بها بلغ بنحو 47.3 مليار جنيه خلال السنوات الثلاث الماضية، بمتوسط عدد مستفيدين سنوياً حوالى 40 مليون مستفيد، حيث تم تقديم عدد 124.8 مليون خدمة متنوعة، فضلاً عن تنظيم 9 قوافل بإجمالى 2819 شاحنة لدعم الأشقاء فى فلسطين بمساعدات متنوعة بلغت 57 ألف طن بقيمة 3 مليارات جنيه، وبمشاركة 30 ألف جمعية وما يزيد على 300 ألف متطوع.

كما تناولت خطة التحالف قصيرة الأجل، والتى تستهدف العمل خلال النصف الأول من عام 2025؛ حيث أوضحت فى هذا الصدد أن التحالف الوطنى سيبدأ المرحلة الثانية من حملة " إيد واحدة"، التى بدأها فى يوليو 2024، واستفاد منها خلال المرحلة الأولى أكثر من 3 ملايين مستفيد، حيث تستهدف المرحلة الثانية 7 ملايين أسرة مستفيدة من الفئات الأولى بالرعاية، وذلك من خلال توفير مجموعة متنوعة من الخدمات والمساعدات مثل الملابس، وكراتين المواد الغذائية، وإعادة إعمار المنازل، والوجبات الساخنة، بجانب توزيع إعانات شهرية، وتجهيز عرائس للزواج، فضلاً عن القوافل الطبية، وتوفير منح للمشروعات الصغيرة، وإجراء عمليات جراحية، وغيرها من أوجه المساعدات المختلفة.

  وفى الإطار نفسه، أشارت السفيرة نبيلة مكرم إلى أنه فى إطار سلسلة قوافل "إيد واحدة" الشاملة، التى تم تقديمها فى مختلف المحافظات للقرى الأكثر احتياجاً وبلغت 30 قافلة منذ تأسيس التحالف الوطني؛ ويستهدف التحالف تنفيذ قافلتين من هذه القوافل فى كل محافظة من محافظات الجمهورية بإجمالى 54 قافلة، وذلك بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية، ولذا يجرى حالياً الإعداد للقافلة الأولى فى محافظة شمال سيناء خلال الفترة القريبة المقبلة، باستهداف ما يصل إلى 50 ألف مستفيد، من مختلف الخدمات التى ستقدمها القافلة؛ سواء كانت غذائية، أو طبية، أو غيرها من الخدمات الأخرى.

ولفتت إلى أن مؤسسات التحالف الوطنى تستعد لدعم الأسر الأكثر احتياجاً خلال موسم الشتاء الجارى، وذلك من خلال توفير البطاطين، والملابس الشتوية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية، حيث إنه من المستهدف الوصول إلى 18 مليون مستفيد شهرياً، عبر توزيع أكثر من مليونى بطانية وألحفة وملابس، وأكثر من 3.3 مليون كرتونة مواد غذائية شهرياً فى جميع المحافظات، بجانب توزيع 167 ألف وجبة غذائية ساخنة يومياً بإجمالى 5 ملايين شهرياً، بالإضافة إلى المستهدفات من الإعانات، والمساعدات النقدية، وخدمات الدعم الاجتماعى، والطبى، شهرياً.

وخلال الاجتماع، استعرض السيد/ حاتم متولى، نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف، مُستهدفات التحالف الوطنى لموسم شهر رمضان الكريم، وذلك لتلبية احتياجات المواطنين، وتحقيق التكافل الاجتماعى، وتعزيز مظلة الحماية المجتمعية خلال الشهر المعظم، مُشيراً إلى أن خطة التحالف خلال شهر رمضان تتضمن: توفير أكثر من 11 مليون وجبة إفطار وسحور؛ لضمان حصول الأسر على وجبات غذائية متكاملة طوال الشهر، وكذا توزيع أكثر من 4.5 مليون كرتونة مواد غذائية؛ لتلبية احتياجات الأسر من المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية ومادية تصل إلى 35 ألف أسرة؛ لتلبية احتياجاتهم المتنوعة، وكذا الخدمات المتنوعة الأخرى الطبية، والمجتمعية.

كما وضع التحالف خطة عمل لموسم عيد الأضحى المبارك، تشمل دعم أكثر من مليونى أسرة مستفيدة بتوزيع لحوم الأضاحى، وكذا توزيع الهدايا والعيديات على الأطفال فى المناطق والقرى النائية، بالإضافة إلى توفير وجبات غذائية جاهزة للأسر الفقيرة وكبار السن، فضلا عن تقديم الدعم المادى الاستثنائى لـ 25 ألف أسرة مستفيدة.

أما عن جهود التحالف الوطنى فيما يتعلق بتقديم قوافل دعم فلسطين، فقد أوضح السيد/ حاتم محمد متولى، نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف، أن التحالف الوطنى قام بتنفيذ 8 قوافل مساعدات تتضمن أكثر من 54 ألف طن من المواد الغذائية، وبالتزامن مع وقف إطلاق النار بادر التحالف بتقديم قافلة أخرى جديدة تحمل أكثر من 3240 طناً من المساعدات، كما يجرى الآن إعداد القافلة العاشرة بمستهدفات أكبر مع استمرار القوافل تباعا.

كما سلط الضوء فى الوقت نفسه، على مقترح مبادرة التحالف الجديدة للتمكين الاقتصادى وفرص العمل، والتى تهدف إلى المساهمة فى معالجة البطالة، وتحفير النمو الاقتصادي؛ حيث تركز المبادرة على توفير فرص عمل مستدامة ودعم المشروعات الصغيرة، عبر العديد من التدخلات، من بينها حضانات أعمال الحرف اليدوية والإبداعية والتراثية، وتعزيز برامج وفرص العمل الحر، بجانب تمويل ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فضلاً عن منح القروض الميسرة والدوارة، إضافة إلى برامج التدريب من أجل التوظيف، وبرامج تأهيل خريجى التعليم الفنى، ومسابقات ريادة الأعمال، وغيرها.

وشرح أعضاء مجلس أمناء التحالف المبادرات المختلفة التى يعملون على تنفيذها، والتنسيق الذى يتم مع الحكومة بهدف تكامل الجهود بما يحقق الأهداف التنموية للعمل الأهلى. 

وفى ختام الاجتماع، وجه رئيس الوزراء الشكر مجدداً لأعضاء مجلس أمناء التحالف الوطنى على الجهد المبذول خلال السنوات الماضية.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أؤكد إيمان الحكومة بالدور التنموى الذى تقومون به، وسندعم دوركم، ومستعد لزيارة ودعم أى مشروع يتبع التحالف.

كما أعرب رئيس الوزراء، عن اهتمامه بمبادرات التحالف الوطنى المتميزة، خاصةً ما يتعلق منها بالتمكين الاقتصادى، وتوفير فرص العمل، لافتاً إلى أن هذه المبادرات تتكامل مع ما تقوم به الحكومة من جهود فى هذا الملف المهم، الأمر الذى يسهم فى الترقى الاجتماعى ويدفع نحو خروج المواطنين المستهدفين من دائرة الفقر.