نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب: اتصال ترامب بالرئيس السيسي كشف وسائل الإعلام الأمريكية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 3 فبراير 2025 12:30 صباحاً
شعرنا من نص خبر الاتصال الهاتفي بأن الحوار بين الرئيسين اتسم بالود والتقدير والاحترام المتبادل، وهو مايعني أن ما وصل الينا عبر وسائل الاعلام الأمريكية ليس بالضرورة أن يكون معبراً عن وجهة النظر الحقيقية للإدارة الامريكية في طريقة التعامل مع مصر كأكبر دولة في الشرق الاوسط وتمثل رمانة الميزان في المنطقة ورقما مهما في معادلة القضية الفلسطينية، وغيرها من قضايا المنطقة.
إن ما دار خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين يمثل رسالة مهمة لوسائل الإعلام الأمريكية التي حاولت الصيد في الماء العكر وتأليب الرئيس الأمريكي وإدارته علي مصر، فجاء الاتصال بما تضمنه من تفاصيل ليكشف مدي الاحترام والتقدير الذي يكنه الرئيس الأمريكي لمصر ورئيسها وشعبها وجيشها.
حتي عندما أعلنت مصر والأردن رفضهما القاطع لتهجير وترحيل أهل غزة إلي خارجها خرج علينا مسؤول أمريكي يطالب مصر والأردن بالبحث عن بدائل، وكأنهم يتخيلون أن مصر والاردن من المسلم به أن تشاركا في هذه المخالفة القانونية الصريحة وخيانة القضية الفلسطينية، ومساعدة الولايات المتحدة واسرائيل في تفريغ غزة من أهلها، وكأن كل البدائل يجب أن تتمحور حول تفريغ غزة من أهلها.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعي تماماً من هي مصر، ومن هو رئيسها، ومن هم المصريون، وكيف يتم التعامل معها ومعه ومعهم.
من الطبيعي أن يفكر الرئيس الأمريكي مع بداية ولايته التي لم تكمل أسبوعها الثاني في كيفية فرض هيمنته وسلطانه علي العالم باستخدام أسلوب التهديد والوعيد، وأن تكون له شَدَّة كما نقول في مثلنا العامي " الغربال الجديد له شَدَّة"، فراح يهدد "بنما" بالاستيلاء علي قناتها، ويهدد الدنمارك بالاستيلاء علي جزيرتها جرينلاند،ويهدد كولومبيا بفرض جمارك أكثر عليها، ويهدد ويهدد ويهدد، لكنه يعلم تماماً أن مصر وشعبها أحفاد الفراعنة لا يمكن أن ترضخ وتقبل بتهجير الشعب الفلسطيني إلي سيناء وتصفية القضية الفلسطينية.
يعلم الرئيس الأمريكي ترامب أن مصر بها رئيس وطني، شريف، لا يهاب الموت، وحمل روحه علي كفه لينقذ هذا الوطن من خونة الأوطان وجماعات الإرهاب والظلام، رئيس عاهد الله والشعب بأن يكون أميناً ومخلصاً في حماية مصر والمصريين من أية مخاطر تهدد وجوده، رئيس يعمل كل ما في استطاعته للحفاظ علي كل حبة رمل من تراب مصر، ويسعي منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية إلي تغيير حياة شعبه للأفضل، وبدأ مشوار التنمية فوراً حتي أصبحت مصر الآن غير مصر عام 2014، وأصبحت حياة المصريين الآن تختلف تماماً عنها في 2014 وما قبلها، رئيس لا يتوقف عن توجيه التحذيرات والنصح للمصريين في كل مناسبة بضرورة وأاهمية أن يكونوا علي وعي وفهم لما يدور من حولهم للحفاظ علي وطنهم.
ويعلم الرئيس الأمريكي أيضاً أن مصر بها جيش هو الأقوي في منطقة الشرق الأوسط، جيش ضحي ومازال يضحي من أجل الحفاظ علي هذا الوطن وصون مقدراته، جيش من نبت هذا الشعب الطيب القوي الجسور، جيش لا يستطيع كائناً من كان أن يهدده، لأنه خير أجناد الأرض، جيش يتلاحم مع الشعب ويتلاحم الشعب معه لأنه من أبناء هذا الشعب، جيش له عقيدة قتالية لم تتغير علي مر التاريخ، جيش لا يعتدي علي أحد، ولكنه يفترس كل من يفكر مجرد التفكير في الاعتداء عليه وعلي شعب مصر، جيش لديه من القدرات الخفية أكثر من المعلنة، وسوف تكون مفاجأة عند الاعلان عنها لمن يجرؤ علي اختبار قدرته، جيش يحب أبناؤه الموت دفاعاً عن أرضه وشعبه أكثر من حب أعدائه للحياة.
ويعلم الرئيس الأمريكي أيضاً حقيقة شعب مصر، الذي قدم للعالم ـ بما فيه الولايات المتحدة نفسها ـ في الثلاثين من يونيو أهم دروس الوطنية في التاريخ الحديث، شعب علَّم ومازال يعلم العالم كيف يكون الانتماء وحب الأوطان، شعب تحمل مع رئيس دولته الكثير من الظروف الاقتصادية الصعبة حتي يعيد بناء وطنه وحتي تحيا مصر شامخة، وعلي استعداد لتحمل ظروف أصعب وأشد قسوة في سبيل الحفاظ علي كل شبر من أرضه، ولكي لا يمس أحد كرامته، شعب لن ينسي ما تعرض له من خيانات ومؤامرات ومكائد ومخططات لإسقاط مصر، ومستعد لتقديم أرواح أبنائه فداء لهذا الوطن، شعب أصبح علي درجة عالية من الوعي والفهم لما يدور من حوله، شعب يعرف جيداً كيف يخطط الأعداء لإسقاط بلده بعد أن نجحوا في إسقاط غيره من بلاد عربية أخري لم تستطع حتي الآن القيام من السقوط.
شعب يعرف فيه الصغير قبل الكبير أهمية الحفاظ علي هذا الوطن بعد أن ذاق مرارة العيش تحت حكم جماعة إرهابية مدعومة من الإدارة أمريكية وأعداء مصر لمدة سنة كاملة، شعب يعرف قيمة الرئيس الذي يحكم مصر الآن، شعب يقدر ويعتز ويحب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنقذه وأنقذ مصر من الانهيار، وأخذ بيده إلي حياة كريمة أفضل، ويسعي ليل نهار للحفاظ علي مصر وشعبها ضد كل المؤامرات، وفي الوقت نفسه يبني ويعمر فيها ويرتقي بها لتستعيد مكانتها اللائقة والمستحقة بين الدول.
ولعل ما شهده العالم كله أمس الأول أمام معبر رفح البري يمثل رسالة مهمة للعالم كله ولأعداء مصر علي وجه الخصوص، الرسالة تقول باختصار إن الشعب المصري يقف صفاً واحداً خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل ما يتخذه من إجراءات، وكل ما يصدر عنه من تصريحات، وكل ما يتخذه من مواقف وطنية تاريخية تمثل العقيدة المصرية الراسخة والسياسة المصرية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ويقف مع الرئيس يداً بيد وجنباً إلي جنب دفاعاً عن هذا الوطن، وللذود عنه ضد أية أطماع أو مخططات ورفضاً لأية حلول تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها، وتفريغ غزة من أهلها.
إن الشعب المصري تجمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي وجيش مصر كيمياء خاصة، وجينات وطنية خالصة، ولغة واحدة وتسري في عروقه دماء الوطنية والانتماء بكل معانيهما،ولا مثيل لكل ذلك علي وجه الأرض، ولعل رسائل الطمأنة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي المصريين مرات عديدة خلال الأشهر القليلة الماضية تفسر قراءة الرئيس للمشهد الحالي قبل حدوثه، واستعداده لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة والمخططات التي تستهدف النيل من مقدرات هذا الوطن، ومحاولات الإيقاع بمصر في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبار مصر هي العقبة أمام إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برفضها استقبال فلسطينيي غزة في سيناء.
لقد أعلنت مصر موقفها الصريح والمباشر فور صدور تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بأنه سوف يتحدث مع الرئيس السيسي عن استقبال مصر والأردن لأعداد من الفلسطينيين في مصر والأردن، فما هي إلا سويعات قليلة حتي صدر بيان وزارة الخارجية المصرية الذي رفض بشكل قاطع اقتراح الرئيس الأمريكي، كما نفت الأردن الشقيقة علي لسان الملك عبد الله الثاني ملك الأردن المقترح نفسه، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الأمريكية فخرج متحدث باسم الرئيس ترامب ليطلب من مصر والأردن تقديم بدائل لمقترح الرئيس الأمريكي الذي تم رفضه.
الإدارة الأمريكية ـ لو قرأت البيان المصري جيداً، لوجدت فيه المقترح البديل والوحيد الصالح للتطبيق وفيه الحل الناجع للقضية الفلسطينية برمتها وانهاء الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لقد تضمن بيان وزارة الخارجية المصرية حلاً وحيداً للقضية الفلسطينية وهو حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا الحل سيضمن الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن الإدارة الأمريكية تبحث عن حلول وبدائل أخري يكون أساسها تهجير أبناء غزة من قطاعهم، بدليل أن الرئيس الأمريكي نفسه أعلن بعدها بيومين أن هناك دولة إقليمية وافقت علي استقبال فلسطينيي غزة مقابل بعض المنح والمزايا الاقتصادية.
لقد أخرجت الإدارة الأمريكية الشعب الفلسطيني من المعادلة تماماً، وكأنه قاصر لا رأي له ولا مشورة، بينما رأي العالم كله تدفق أبناء غزة بعشرات الألوف عائدين إلي منازلهم المدمرة متشبثين بأرضهم بمجرد سماعهم مقترح الرئيس الأمريكي بتهجيرهم، وأعلنوا أنهم سيقيمون فوق أطلال بيوتهم حتي يعيدوا بناءها من جديد أو سيقيموا في خيام بجانبها، وأكدوا أنهم لن يتركوا أرضهم مهما كانت الأسباب والبدائل والحلول.
أعتقد ان هذا المشهد ايضاً تغافلت الإدارة الأمريكية عن رؤيته أو لأنها باختصار تبحث عن حلول مستحيلة، بينما الحل الوحيد والأنجح والأفضل هو ما طرحته مصر وتطرحه منذ قديم الأزل وفي كل المحافل، بأنه لا حل عسكرياً للقضية الفلسطينية، وأن حل الدولتين هو الحل الأفضل للقضية من أساسها، وقد نشرت بعض المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء الأمريكية أن الرئيس الأمريكي ترامب ناقش هذا المقترح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما زار واشنطن والتقي الرئيس الأمريكي.
إن ما تتعرض له مصر من ضغوط لا تتعرض لها أية دولة في العالم، ولكن الشعب المصري علي يقين وثقة في كل ما يتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي من إجراءات لمواجهة هذه الضغوط، وأنه مستعد لهذه الضغوط منذ فترة طويلة ولديه من سيناريوهات التعامل معها ما يناسبها، ولديه ظهير شعبي واصطفاف وطني منحه تفويضاً مفتوحاً للتصرف والتعامل مع الإدارة الأمريكية وغيرها من إدارات واتخاذ كل الإجراءات التي تحافظ علي الأمن القومي المصري الذي هو خط أحمر في مواجهة أية اطماع أو بدائل تهدده، حتي لو أدي ذلك إلي استخدام القوة العسكرية، فنحن لا ننسي ويجب ألا ننسي ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2016 عند الحديث عن الأمن القومي المصري، فقد قال عبارته الشهيرة "قسماً بالله، اللي هيقرب لها ـ يقصد مصرـ لأشيله من فوق وش الأرض".
عاشت مصر كنانة الله في أرضه، وعاش رئيسها الوطني، القوي، الصادق، المخلص، الأمين، وعاش شعبها الحر الأبي الصامد البطل، وعاش جيشها الجسور، القاهر، الكاسر، جيش الرجال، أقوي جيوش المنطقة.
سأعيد وأكرر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته التي ألقاها خلال احتفال عيد الشرطة الثالث والسبعين منذ أيام، فقد قال الرئيس: " اطمئنوا .. ماحدش يقدر يهدد مصر".
إن اجتماع بعض وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة امس بدعوة من مصر قال كل شئ، وعبر عن ضمير كل عربي ومصري وطني مخلص، فمصر تعمل علي إقرار السلام في المنطقة والعالم، وتحب ان تعيش الشعوب في أمان، ولكنها لا تتمني الشر لأحد كما يتمني الغير لها، لذلك يتحد المصريون ويصطفون فور شعورهم بما يهدد وطنهم.
إن دولة بحجم مصر، ورئيس بقوة وشخصية رئيس مصر، وجيش بصلابة وقدرة جيش مصر، وشعب بجينات شعب مصر، عصية علي الكسر، ولكم في دروس التاريخ عبرة يا أولي الألباب.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق