صراع أمريكي صيني على شريان التجارة العالمي.. ما أهمية قناة بنما؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
في خطوة أمريكية تصعيدية، حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، من أن بلاده ستتحرّك ضد بنما ما لم تُجرِ "تغييرات فورية" لتقليص النفوذ الصيني على قناة بنما.
في المقابل شدّد الرئيس البنمي على عدم وجود تهديد جدّي بغزو أمريكي مقترحًا إجراء محادثات.
وأبلغ روبيو في زيارته الخارجية الأولى بصفته وزيرًا للخارجية، بنما بأن الرئيس دونالد ترامب يعتبر أن بنما انتهكت المعاهدة التي تم بموجبها تسليمها القناة عام 1999.
وأشار روبيو إلى "نفوذ وسيطرة" للصين على القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ ويمر عبرها نحو 40 في المئة من الحاويات الأميركية.
واستجابة للضغوط الأميركية، أمر مولينو بتدقيق في حسابات شركة مقرها هونغ كونغ تسيطر على الموانئ على ضفتي القناة.
لكن "ترامب"، علّق بأن الخطوة غير كافية وإن بنما "خرقت بالكامل" التفاهم الذي تم التوصل إليه عندما أعادت الولايات المتحدة القناة لها أواخر العام 1999.
وأضاف ترامب في إشارة إلى بنما "عرضوا بالفعل القيام بكثير من الأمور.. لكننا نعتقد أنه من المناسب أن نستعيدها".
وكيّ تعرف أهمية هذه القناة الملاحية الاستراتيجية، عليك الرجوع إلى تاريخها الطويل، الذي يمتد لعقود.. وترصد "اليوم" في هذا التقرير أهم المعلومات عن قناة "بنما"..


قناة بنما اليوم


تمثل قناة بنما اليوم رمزاً للتطور الهندسي والنجاح الاستراتيجي. فهي ليست مجرد ممر مائي، بل شريان حيوي يربط بين قارات العالم ويساهم في تحفيز الاقتصاد العالمي. على الرغم من التحديات البيئية والجيوسياسية، تظل القناة عنصراً أساسياً في مشهد التجارة العالمية.


الموقع الجغرافي لقناة بنما


تقع قناة بنما في دولة بنما، التي تُعرف بأنها جزء من أمريكا الوسطى. تربط القناة بين المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، مما يجعلها ممراً استراتيجياً حيوياً للتجارة العالمية. تمتد القناة على طول 77 كيلومتراً من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ.

خريطة توضح أهمية قناة بنما

الأهمية الاستراتيجية لقناة بنما


تتمتع قناة بنما بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ كانت السفن التجارية قبل إنشائها مضطرة للإبحار حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية عبر رأس هورن في تشيلي. هذا المسار كان خطيراً ويضيف نحو 13 ألف كيلومتر إلى الرحلة، ويستغرق من 20 إلى 30 يوماً إضافية حسب الظروف الجوية وسرعة السفن.
مع افتتاح القناة عام 1914، تقلصت المسافة إلى نحو 8 آلاف كيلومتر، وأصبح الوقت المستغرق لعبور القناة يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات. ساهم هذا التغيير في تقليل تكاليف الشحن وتوفير الوقت والجهد، مما جعل القناة عنصراً محورياً في التجارة العالمية.

قناة بنما والتجارة العالمية


تستقبل قناة بنما أكثر من 14 ألف سفينة سنوياً، تحمل بضائع تتجاوز قيمتها 270 مليار دولار أمريكي. ومن بين هذه السفن نجد ناقلات السيارات، وناقلات الغاز الطبيعي، والسفن الحربية، إضافة إلى السفن المحملة بالمنتجات الزراعية مثل الذرة وفول الصويا القادمة من الولايات المتحدة إلى آسيا، والبضائع الإلكترونية والسيارات من آسيا إلى أوروبا والأمريكتين.
حفر قناة بنما

تُعتبر الولايات المتحدة أكبر مستخدم للقناة، حيث تمثل السفن الأمريكية نحو 73% من حركة القناة، وتمر 40% من إجمالي حركة الحاويات الأمريكية عبر القناة سنوياً. رغم صغر حجمها مقارنة بممرات مائية أخرى، حققت القناة إيرادات قياسية بلغت 4 مليارات دولار في عام 2024، بفضل التوسعات التي أُنجزت في عام 2016، والتي سمحت بمرور سفن "نيو باناماكس" العملاقة.

التحديات البيئية وزيادة رسوم العبور


واجهت قناة بنما تحديات بيئية مثل انخفاض مستويات المياه نتيجة التغير المناخي، مما دفع إدارة القناة إلى زيادة رسوم العبور لمواجهة هذه التحديات. وقد أثارت هذه الزيادات انتقادات من بعض الأطراف، بما في ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


الصراع الأمريكي الصيني على قناة بنما


صرح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن "إدارة القناة تعود لبنما وحدها، لا إلى الصين ولا إلى أي جهة أخرى". تعكس هذه التصريحات مخاوف الولايات المتحدة من زيادة النفوذ الصيني في التجارة العالمية والبنية التحتية الاستراتيجية.
رغم أن الصين لا تسيطر على قناة بنما، تدير شركة تابعة لمجموعة "سي كيه هاتشيسون" القابضة، ومقرها هونغ كونغ، ميناءين على مدخلي القناة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وقد تُعتبر القناة ساحة جديدة للتنافس بين الصين والولايات المتحدة في ظل التوترات الاقتصادية بين البلدين.

تربط قناة بنما بين المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي - أ ف ب

التاريخ الطويل لقناة بنما

تعود فكرة إنشاء قناة تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ إلى القرن السادس عشر، عندما اقترح الملك الإسباني كارلوس الخامس هذا المشروع. لم يتحقق الحلم الإسباني بسبب التحديات التقنية آنذاك.
في أواخر القرن التاسع عشر، حاولت فرنسا بقيادة فرديناند ديليسبس بناء القناة، لكنها فشلت بسبب التكاليف الباهظة وتفشي الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء. لاحقاً، اشترت الولايات المتحدة حقوق المشروع من فرنسا مقابل 40 مليون دولار ووقعت معاهدة مع بنما عام 1903 لتطوير القناة.
بدأت الولايات المتحدة العمل على القناة عام 1904، واستمر البناء حتى افتتاح القناة رسمياً في 15 أغسطس 1914. وظلت القناة تحت السيطرة الأمريكية حتى توقيع معاهدات توريخوس-كارتر عام 1977، التي نصت على تسليم القناة تدريجياً لبنما بحلول نهاية عام 1999.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق