توصل باحثون في بريطانيا إلى تقنية حديثة قادرة على التنبؤ بسرطان الأمعاء بدقة تتجاوز 90% بين الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، ما قد يحدث تحولًا كبيرًا في طرق التشخيص المبكر لهذا المرض.

وكشفت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من التهاب الأمعاء الالتهابي، مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، يخضعون حاليًا لفحوصات دورية لرصد الخلايا ما قبل السرطانية، والتي قد تؤدي إلى تطور السرطان في 30% من الحالات خلال عشر سنوات. إلا أن التحليل الجيني لهذه الخلايا باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة، أظهر دقة فائقة في التنبؤ بمن سيصاب بالمرض خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح البروفيسور تريفور غراهام من معهد أبحاث السرطان في لندن أن هذه التقنية تمنح المرضى خيارات أكثر دقة لإدارة مخاطرهم الصحية، حيث أن بعض المصابين يواجهون قرارًا صعبًا بين المراقبة المستمرة أو استئصال الأمعاء كإجراء وقائي. ويأمل الباحثون في تطوير اختبار دم بسيط يستند إلى هذه التقنية، ما يسهل رصد المرضى الأكثر عرضة للخطر دون الحاجة إلى إجراءات جراحية معقدة.

وأشار الدكتور إيان فولكس من مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة إلى أن التقدم في تسلسل الجينوم أصبح يُعيد تشكيل فهمنا للأمراض، حيث توفر التكنولوجيا الحديثة قراءة دقيقة للحمض النووي للأورام، مما يساعد على فهم بداية المرض وتطوره مع الزمن. كما أن هذه التقنية ستساهم في توجيه الموارد الطبية بشكل أكثر كفاءة نحو المرضى الأكثر حاجة للرعاية، بينما تمنح الطمأنينة لمن لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان الأمعاء.