في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة جوجل عن تحديث لإرشاداتها الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قررت إلغاء الحظر السابق الذي كانت قد فرضته على استخدام هذه التكنولوجيا في الأسلحة والمراقبة. جاء هذا التحديث عبر منشور مدونة نُشر مؤخرًا، بالتزامن مع إصدار تقرير الشركة لعام 2024 حول "الذكاء الاصطناعي المسؤول".

ووفقًا لما كشفته صحيفة واشنطن بوست من خلال مقارنة السياسات السابقة، فإن هذا التحديث يمثل تحولًا كبيرًا عن تعهد جوجل السابق بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات التي قد تؤدي إلى ضرر. فقبل التحديث، كانت الشركة قد تعهدت بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات التالية:

تطوير الأسلحة

المراقبة

التطبيقات التي قد تتسبب في ضرر عام

الاستخدامات التي تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان

لكن مع التحديث الجديد، اختفت هذه القيود من الإرشادات الرسمية للشركة بشكل مفاجئ.

تبرير جوجل: تعزيز القيادة الديمقراطية في الذكاء الاصطناعي

في منشور المدونة، كتب كل من ديميس هسابيس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل، وجيمس مانيكا، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا والمجتمع، أن الشركة "تستثمر بشكل أكبر من أي وقت مضى في أبحاث الذكاء الاصطناعي والمنتجات التي تعود بالنفع على الناس والمجتمع". وأضافوا: "نحن نعمل على تعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي وتحديد المخاطر المحتملة والتعامل معها".

وأشاروا إلى أن "هناك منافسة عالمية على قيادة الذكاء الاصطناعي في ظل بيئة جيوسياسية معقدة"، مؤكدين أن "الديمقراطيات يجب أن تقود تطوير الذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بالقيم الأساسية مثل الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان".

يبدو أن هذا التصريح يهدف إلى تبرير قرار جوجل برفع الحظر عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمراقبة، مُشيرًا إلى أنه يأتي في إطار خدمة الصالح العام. الجدير بالذكر أن جوجل كانت قد أعلنت عن مبادئها الأخلاقية لأول مرة في عام 2018، بعد احتجاجات واسعة من موظفيها ضد مشروع "مافن" (Project Maven)، وهو عقد مع وزارة الدفاع الأمريكية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة عبر الطائرات بدون طيار.

بعد الضغوط الكبيرة من الموظفين، اضطرت جوجل إلى الانسحاب من المشروع، لكن التغيير الأخير في سياستها يظهر استعدادًا متجددًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة، مما قد يثير جدلاً جديدًا بين الموظفين والمستخدمين.

التعاون بين شركات التكنولوجيا والحكومات يتزايد

جوجل ليست الوحيدة التي تتعاون مع الحكومات في تطوير الذكاء الاصطناعي، إذ تعمل شركات أخرى مثل OpenAI وAnthropic أيضًا بشكل وثيق مع السلطات الدفاعية الأمريكية. هذا التغيير يأتي في وقت يتزايد فيه التعاون بين شركات التكنولوجيا ووكالات الأمن القومي، مما يثير تساؤلات حول مدى شفافية هذه الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض أمنية وعسكرية.

كما لوحظ أن جوجل أظهرت مرونة في التكيف مع القرارات السياسية، حيث وافقت مؤخرًا على تحديث خرائطها لتتوافق مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، دون أي اعتراض. وهذا يعكس استعداد جوجل لتعديل سياساتها وفقًا للمتغيرات السياسية، حتى إذا كان ذلك يعني التخلي عن المبادئ التي أعلنت عنها سابقًا.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك