تتواصل ردود الفعل الدولية والعربية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها عن نية الولايات المتحدة بفرض سيطرتها على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى. هذا الاقتراح الذي يُعتبر من قبل كثيرين محاولة لتغيير موازين النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تلقى رفضًا واسعًا من العديد من الحكومات والمنظمات الحقوقية.

إدانة واسعة من الفلسطينيين والدول العربية:

فور إعلان ترامب عن خطط بلاده لتهجير الفلسطينيين من غزة، سارعت حركة حماس لإدانة التصريحات، معتبرة إياها "محاولة يائسة لتصفية القضية الفلسطينية". وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، إن الموقف الأمريكي يتماشى مع "اليمين الإسرائيلي المتطرف" في تهجير الشعب الفلسطيني. في السياق ذاته، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية هذا الاقتراح بشدة، مؤكدة على ضرورة حل الدولتين وفقًا للشرعية الدولية.

تصريحات دولية قاسية:

انتقدت دول عديدة اقتراح ترامب بشكل قاطع. في السعودية، أكدت وزارة الخارجية على الموقف الثابت للمملكة في دعم حقوق الفلسطينيين، مشددة على رفض أي محاولات للمساس بأرضهم أو تهجيرهم. كما أدانت تركيا التصريحات بشدة، معتبرة إياها "غير مقبولة"، محذرة من أن أي محاولات لاستبعاد الفلسطينيين من المعادلة ستزيد من تعقيد الصراع. فرنسا أيضًا دخلت على الخط، مؤكدة أن تهجير الفلسطينيين من غزة يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ويهدد استقرار المنطقة.

ردود فعل داخل الولايات المتحدة:

داخل الولايات المتحدة، تصاعدت الانتقادات من قبل شخصيات بارزة من الحزب الديمقراطي، حيث وصف أعضاء في الكونغرس مثل رشيدة طليب وكريس فان هولن الاقتراح بـ "التطهير العرقي"، واعتبروه تهديدًا حقيقيًا للسلام في الشرق الأوسط. وبالمقابل، أيد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التصريحات، مؤكدًا على ضرورة تحرير غزة من حركة حماس.

مواقف دولية إضافية:

العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك إسبانيا والصين وروسيا، أعربت عن رفضها لاقتراح ترامب. الصين حثت على ضرورة العودة إلى حل الدولتين، في حين شددت روسيا على أن تسوية الصراع لا يمكن أن تتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

تأييد الشخصيات لتصريحات ترامب:

على الرغم من أن العديد من الشخصيات السياسية في إسرائيل وأمريكا أيدوا تصريحات ترامب، يبقى الموقف العام عالميًا يرفض هذا الاقتراح، ويؤكد على أن تهجير الفلسطينيين يعد خطوة غير قانونية وغير إنسانية. يبدو أن الصراع في غزة، بما يحمله من أبعاد تاريخية ومعقدة، يحتاج إلى حلول تراعي حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن سلامًا مستدامًا لجميع الأطراف.