سميرة التوكابري فنانة تجسد اقتران الفن بالمسؤولية الاجتماعية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سميرة التوكابري فنانة تجسد اقتران الفن بالمسؤولية الاجتماعية - اخبارك الان, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 02:25 مساءً

سميرة التوكابري فنانة تجسد اقتران الفن بالمسؤولية الاجتماعية

نشر في باب نات يوم 06 - 02 - 2025

babnet
"فرح" و "النوري" و أم الخير" و "زينة" و "عبقرينو" هي أسماء بعض الدمى التي نجحت في جلب أبصار الزائرين لمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة خلال الدورة السادسة من أيام قرطاج لفنون العرائس.
دمى بألوان زاهية تمزج بين الوردي والأحمر والأزرق وغيرها من الألوان التي تبعث البهجة في نفوس الناظرين، حين يشاهدها المرء من بعيد، يهيأ له أنها لا تختلف عن بقية العرائس المعروضة في مختلف فضاءات المدينة، ولكن بالاقتراب منها يكتشف أنها ذات خصوصية، إذ هي مصنوعة من مواد مستعملة تخلى عنها الإنسان بعد أن استغلها لتلبية حاجة ما.
هي دمى من تصميم الفنانة المختصة في الرسكلة سميرة التوكابري.
بدأ شغف سميرة بالرسكلة منذ نعومة أظافرها، فكانت تحول كل ما يقع بين يديها من أشياء تم إتلافها إلى مجسمات قابلة لإعادة الاستغلال سواء في الديكور أو في أشياء بسيطة كحفظ النقود والأوراق وزرع النباتات، إلى أن اكتشفت أنها تتمتع بموهبة من شأنها أن تساهم في تنمية الذائقة الفنية لدى الأفراد وفي الآن ذاته تدعوهم للمحافظة على الطبيعة من خلال عدم تحويل المواد المستعملة إلى فضلات تُضر بالبيئة.
خلقت سميرة لنفسها عالما أطلقت عليه اسم "عالم الأم والفن" تشاركها فيه عديد الدمى المصنوعة من مواد بلاستيكية مستعملة كالقوارير وأغطيتها والأقمشة الصغيرة التي يتم الاستغناء عنها والعلب الورقية والبلاستيكية الفارغة وحتى النظارات الشمسية والطبية المكسورة وغيرها.
هو عالم تحيط بها فيه عديد الأشياء من "بنات يدها" صنعتهم بكثير من الحب والشغف وهي التي اختارت هذا الفن لأنه يوفر لها متعة لا تضاهى، وفي الآن ذاته يبعث في داخلها إحساسا بالرضا عن النفس لكونها تساهم من خلال الورشات التي تقدمها لفائدة الأطفال في تمرير رسائل ايجابية حول كيفية المحافظة على البيئة وترسيخ ثقافة احترام الفضاءات المشتركة، فضلا عن تعليمهم التعويل على الذات وعدم ربط كل الاحتياجات البشرية بالمادة إذ ترى أنه يمكن للمرء أن يخلق عالمه الخاص بالاعتماد على أشياء بسيطة. ويمكن القول إن سميرة التوكابري تعمل من خلال فنها على صناعة شخصيات عرائسية صديقة للبيئة.
تتعامل سميرة التوكابري مع منتجاتها العرائسية بنظرة فلسفية، إذ اختارت عدم الدخول في عالم التجارة وأن لا تبيع عرائسها وإبداعاتها، فهي ترى أن كل شخص قادر على صناعة أشياء شبيهة بما تقوم به إذا تلقى الإرشاد والتكوين اللازمين، وهو ما تقدمه لفائدة الأطفال وغيرهم من طالبي التكوين في إطار ورشات.
ومن هذا المنطلق تشارك التوكابري سنويا في عديد الملتقيات الفنية من أجل ما وصفته ب"فرض" فن الرسكلة كأحد الفنون التي تخلق المتعة للأفراد وفي الآن ذاته تساهم في الحفاظ على الطبيعة وإعادة استغلال المواد التي يمكن استعمالها لابتكار أشياء مميزة.
وفضلا عن المشاركة في الملتقيات، تحضر سميرة بشكل دوري في أنشطة دور الثقافة ودور الشباب وملتقيات الفنون وتساهم بورشات لفائدة الأطفال في فن الرسكلة. وعادة ما تكون هذه الورشات خاضعة لمحاور محددة على غرار مشاركاتها في اليوم الوطني للباس التقليدي الذي تقدم فيه للأطفال مهارات تتعلق بكيفية صناعة عرائس بملابس تحمل طابعا تقليديا تونسيا منها "زينة" العروسة المعلقة في فضاء العرض الخاص بسميرة والتي تلبس اللباس التقليدي "الملية".
وجدير بالذكر أن هذه الفنانة التونسية اختارت نهجا فنيا خاصا بها، وقد شاركت مؤخرا ضمن فعاليات "مهرجان الخرافة" بالنادي الثقافي الطاهر الحداد، الذي أقيم من 21 إلى 26 ديسمبر 2024، من خلال الإشراف على ورشة بعنوان "رسكل واحكيلي، من الدبوزة للعروسة" وكان الهدف منها تعليم الأطفال تقنيات الرسكلة وفي الآن ذاته إنتاج عروض حكواتية مصغرة تقوم على شخصيات تم إنتاجها في الورشة.
بمقاربة تمزج بين البعد الفني والمسؤولية الاجتماعية، نجحت سميرة التوكابري في اختراق عالم الفن والثقافة فحولت عرائسها المصنوعة من المواد المرسكلة إلى إحدى أهم المواد المعروضة ضمن قسم معرض أيام قرطاج لفنون العرائس، وهو قسم تعرض فيه عديد المكونات المرتبطة بفنون العرائس منها الكتب والدمى والحلي، وذلك طيلة أيام هذه الدورة التي انطلقت يوم 1 فيفري وتتواصل إلى غاية السبت 8 فيفري 2025 .
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F532427073291183%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق