إنه اليوم الأول لى على هذه الأرض ، حيث ولدت لأم وأب منفصلين ، كنت الطفل الوحيد بينهما بل والذكر الوحيد ايضا بعد ذلك لسنوات طويلة ، وفى الاسبوع الاول لي فى الحياة تزوجت أمي في حين تزوج أبي أيضا من امرأة اخرى ، لم تتمهل امي فى الانتهاء من الحولين الكاملين لنمو رضيع ، وحملت فورا من زوجها الجديد ، وتركتني لدى زوجة ابي اثناء فترة حملها ، وقد كانت هى الأخرى قد حملت فى نفس توقيت حمل امى ، وكأن الاثنتبن قد قررتا دخول سباقا لتثبت كل واحدة للأخرى أنها الأكثر خصوبة وانوثة من الاخري ، وتهت انا ما بين عناد الاثنتين ، اظنكم لا تصدقون ابدا أن طفلا لم يتعدى عمره عامين يتذكر ما حدث له وكيف كانت كل منهما تلقي اللوم على الاخري فى عدم رعايتي ، وكانت كل منهما تتوقع ان تنجب الولد لزوجها ، فأمى على ثقة انها ستلد ولد لانها انجبتني والاخرى على ثقة لأنها تزوجت من انجب الولد ، وتشاء الظروف ان تنجب كل واحدة فتاة والغريب ان تم تسمية الطفلتين بنفس الاسم "تهانى" وتشاء الحياة بجمالها ان ترعاني جدتى لأمى بمساعدة ورعاية احد اخوات ابي ، ليصبحا هما أبي وامى الحقيقيين وكان لدى جدتي فتاة ريفية تناديها "نوسة " بيضاء وجميلة وطيبة ممتلئة القوام، اعذروني اننى اذكر لكم هذه التفصيلة الغريبة ستعرفون السببت فى وقت لاحق ، كانت "نوسة" تقوم بخدمة بيت جدتى و تقوم برعايتي وتعلمني ولما كبرت علمت انها ارضعتني ايضا ، لانها كانت متزوجة فى سن صغير وأن زوجها قد توفى ولم تكن قد اكملت عامها ال15 ثم جاء بها أهلها إلى جدتى كي تخدمها وكان ابوها يحضر كل شهر من البلد ليأخذ راتب "نوسة " وثمن الطيور والجبن والبيض والسمن البلدى الذى كانت توصى عليه جدتي .

عجيب حقا عام ولادتى ، اذ كانت الدنيا فى حي عابدين تموج بالمظاهرات التى تندلع فجأة وتخفت فجأة لأن رومل "شن "هجوما في 30 أغسطس على الصحراء الغربية.

وفي 3 سبتمبر أوقف البريطانيون وحدات المحور في معركة علم الحلفا جنوب العلمين، بعد حشد الجنود والعتاد وتعزيزات من الدبابات الأمريكية هاجم "مونتغمري" قوات رومل في العلمين في 23 أكتوبر 1942، وبعد عشرة أيام أُجبرت قوات المحور على الانسحاب.

في 3 نوفمبر وصل النص غير المشفر لرسالة هتلر الأصلية المطالبة بالصمود، ورغم تفوق القوات البريطانية، فإن رومل قرر إطاعة أوامر هتلر ولو لبعض الوقت ، وفي 4 نوفمبر لم يعد رومل قادراً على تنفيذ أمر هتلر، فبدأ الانسحاب إلى فوكة في الغرب، وكان قد خسر ما بين عصر 3 نوفمبر، وعصر 4 نوفمبر حوالي 200 دبابة ، وكان رومل قد التقى يوم 4 نوفمبر بالقائد الألماني ألبرت كسلرنج، قائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط وأكد له صواب رأيه بالانسحاب، وفي هذا اليوم أيضاً فقد رومل الاتصال بفون توما قائد الفيلق الأفريقي، وسرى اعتقاده بأنه قتل، لكنه في الواقع قد وقع في الأسر ، في 7 نوفمبر محاولة قوات المحور التوقف في مرسى مطروح ولهذه المنطقة تحديدا وعن علاقتي بحى رومل سيكون لنا مشوار في حكايات الايام التالية.

المهم انه في نفس اليوم تصل رسالة من هتلر تحذر رومل بإحتمال قيام الحلفاء الغربيين بإنزال ما بين طبرق وبنغازي ، وفي 8 نوفمبر وصلت برقية من رومل موجهة إلى هتلر تشير إلى أن مخاوف الإنزال لا أساس لها ، لكنه علم أن الحلفاء قاموا بالإنزال في المغرب والجزائر (عملية الشعلة)، ولذلك قرر رومل أن أفضل ما يفعله في الوقت الحالي هو الانسحاب إلى العقيلة.

المطاردة التي بدأها الجيش الثامن بعد معركة العلمين لقوات المحور من العلمين انتهت تقريباً في مدينة مدنين في تونس .

و في ظل كل ما يحدث علي اطراف مصر كانت شركات الانتاج الفني بمصر تقوم بإنتاج عدد من الأفلام التى لا تنسي وبنشاط ملحوظ رغم أن وقتها لم يكن مر على دخول السينما لمصر 10 سنوات ، وكان نجوم المسرح فى ذلك الوقت يتنافسون فيما بينهم عن من الذى سيتفوق وينتج عمل سينمائي ، فتم انتاج افلام   " أحب الغلط بطولة تحية كاريوكا وحسين صدقي و فؤاد شفيق و منسى فهمي ، أنور وجدي ،اسماعيل ياسين ، فردوس محمد ، أمينة شريف ، بشارة واكيم ، حسشن أتلة ، آمال حسين: مطرب ، عبد الرحمن فوزي ، شفيق نور الدين.

 وفيلم أحلام الشباب فريد الاطرش وتحية كاريوكا  ، و أخيرا تزوجت ، أولاد الفقراء  ، ابن البلد ، ابن الصحراء ، بحبح في بغداد  ، بنت ذوات  ، خفايا الدنيا ، رباب  ، الستات في خطر ، الشريد ، عايدة ، العريس الخامس ، على مسرح الحياة علي بابا والأربعين حرامي ل علي الكسار، ليلى فوزي، محمد عبد المطلب اخراج توجو مزراحى ، لو كنت غني ل بشارة واكيم، إحسان الجزايرلي، عبد الفتاح القصري واخراج هنرى بركات ، ليلة الفرح بطولة المنتجة عزيزة أمير، محمود ذو الفقار واخراج محمد كريم ، ليلى بطولة ليلي مراد وحسين صدقي واخراج توجو مزراحى ، المتهمة ، محطة الأنس ، ممنوع ، نمره 6 ، العمر واحد ، كل هذه الافلام كانت في عام ولادتي وكانت تمر علي دور العرض السينمائي التي اسست في الـ٥ سنوات التي سبقت ولادتي ولحظي السعيد انه كان يجاور بيتي سينما ستراند وسيكون لها دور كبير في حياتي فيما بعد.

وفي نفس عام ولادتى أيضا كان قد صدر للكاتب الكبير توفيق الحكيم  ترجمة باللغة الفرنسية لروايته الخالدة "يوميات نائب فى الارياف " عام 1942 م.
وللروايـة بقية الاســبوع القــادم 
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل