لماذا لا يجب اتباع سنة الأنبياء بالحروب..! - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا لا يجب اتباع سنة الأنبياء بالحروب..! - اخبارك الان, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 11:08 مساءً

الأنبياء اختصهم الله بالوحي، أي أنهم كانوا منفذين مباشرة للإرادة الإلهية، والإرادة الإلهية حكمت بالعذاب الشامل والإبادة على بعض المجتمعات عبر الكوارث الطبيعية، وأيضاً عبر حروب الأنبياء (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ)، والآية خصصت الحكم بالأنبياء، وأيضاً (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء) {الحشر/‏‏6}، (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ) {التوبة/‏‏14}. ولذا لا يصح اتخاذ حروب الأنبياء سنة، فهي أحكام اختص بها الأنبياء، وهذا رأي الفقيه الباكستاني «جاويد غامدي»، وهذا التفسير لحروب الأنبياء يحل كثيراً من الجدل حول الاقتداء بفعل الأنبياء في الحروب، وعلى سبيل المثال في زمن النبوة كان هناك استرقاق لنساء وذرية الطرف الخاسر، لكن هذا الحكم لم يرد في القرآن رغم تفصيل القرآن في أحكام الحرب، مما قد يدل على أنه من خصوصيات النبوة وليس حكماً عاماً، وهذا المنظور الذي يأخذ بالاعتبار الأسباب الواقعية للأحكام يحل الكثير من المعضلات الفقهية والأحكام المثيرة للجدل، وهو أمر غير محصور بالإسلام، وعلى سبيل المثال رئيس الوزراء الإسرائيلي استشهد بآيات من التوراة تتحدث عن إبادة بني إسرائيل لمجتمعات معينة ليبرر إبادة الفلسطينيين في حربه على غزة، بينما الحقيقة أن تلك القصص المذكورة في التوراة هي محصورة في خصوصيات النبوة ولا يصح الاقتداء بها، فالاقتداء بها ستنتج عنه جرائم الإبادة الجماعية التي حصلت في غزة، بينما الإبادة التي حصلت في أزمنة الأنبياء كانت مستحقة وأمر بها الله بشكل مباشر، ولا يصح تطبيقها من قبل من لا يوحى إليهم، والقوانين الإنسانية الحديثة تجرّم الإبادة الجماعية، وأدانت محكمة العدل الدولية رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه بسبب قيامهما بالإبادة الجماعية بحق أهل غزة، وهذا الأمر مثال على مدى خطأ المنظور المعمم السطحي في فهم النص الديني وعدم تحليله بشكل موضوعي عقلاني يراعي اختلاف الزمان والمكان والحيثيات، وكل من برز في إعمال التفكير العقلاني الموضوعي بالنصوص الدينية هم من خارج المنظومة الدينية والمؤسسات الدينية، وهذا ما منحهم حرية التفكر والتدبر والتأويل، لكن لم يحدثوا فارقاً في السياق الديني العام؛ لأن مشايخ الدين كان لهم موقف مناهض لهم بسبب أنهم من خارج المؤسسة الدينية التقليدية، لكن الإسلام يحتاج لمفكرين عقلانيين أكثر من أي وقت مضى لصياغة خطاب ديني جديد متوافق مع العصر ومتطلباته المختلفة في مقابل الخطاب الديني التقليدي الذي يصر على آراء صاغتها ظروف التاريخ ولم تعد تناسب ظروف الواقع المعاصر، وهذا سبب تنفر الكثير من المسلمين وغيرهم عن الإسلام لأنهم لا يفرقون بين أصل الدين وبين الخطاب الديني الذي صاغه البشر والذي يتصادم مع الواقع المعاصر ولا يتناسب معه، وليس صحيحاً أن المفكر المجتهد بالمجال الديني يجب أن يكون له تخصص أكاديمي بالعلوم الدينية؛ لأن الأصل أن الدين للجميع وليس هناك كهنوت بالإسلام، والعلوم الدينية يمكن اكتسابها كثقافة عامة بشكل لا يقل عن اكتسابها من التعليم الأكاديمي، والمفكر غير المتخصص أكاديمياً في العلوم الدينية لا يكون مقيداً بالخطاب التقليدي للمؤسسة الدينية الذي يمنعه من الاجتهاد في مجال إعمال الفكر العقلاني والواقعي والمعاصر في القضايا الدينية، وهذا ما يمكنه تجديد الخطاب الديني ليتناسب مع متطلبات العصر الراهن، لكن للأسف هناك من يهاجم المفكرين في المجال الديني بدون أن يناقشوا فكرهم، أي أن هناك احتكاراً للمجال الديني لفئة معينة بينما الأصل كما ورد في القرآن أن كل مسلم مأمور بإعمال فكره بالدين حتى يفقه ما يؤمن به.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق