الأسوار الحصوية.. ذاكرة خضراء للزراعة القديمة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

رأس الخيمة: حصة سيف

ما زالت الأسوار أو الجدران الحصوية القديمة، التي تفصل سابقاً بين المزارع أو تحدد بها ملكية الأراضي موجودة بكثره في المناطق الزراعية في رأس الخيمة، حيث توجد الأسوار التي أنشئ بعضها قبل آلاف السنين وبعضها الآخر قبل مئات السنين وأنشئت من طين رُصّت عليه الحجارة من الجانبين ليكون سداً منيعاً خاصة لمياه الأمطار التي تحدد مساراتها من خلال تلك الحواجز الرملية الحصوية.
منظر الأسوار الحصوية القديمة التي تختلف مسمياتها في كل منطقة، وما زالت موجودة في أغلب المناطق الزراعية في رأس الخيمة كالحيل وخت والقصيدات والغب وشمل وضاية وصولاً إلى شعم، يسلب الأنظار من جمال تصميمها وثباتها إلى وقتنا الحاضر، خاصة في ضوء اندثار المزارع لقلة الأمطار وملوحة المياه الجوفية، إلا أنها تبقى شاهد عيان على الحياة التي شهدتها المنطقة قبل أكثر من خمسين عاماً على أقل تقدير.
عبدالله لقيوس الشحي، أكد أن السور الذي كان سابقاً يحدد الديرة أو المزارع يسمى باللهجة المحلية «درز» والمخصص للوعوب يسمى «كبس»، وهذه الأسوار مبنية من مئات أو آلاف السنين وربما تعود للآشوريين من 4600 سنة، وسابقاً كان الأهالي يحشدون لها، أي يجتمعون ليصلحوا المتناثر منها ويعيدوه لمكانه.
د. علي المنصوري، صاحب استراحة ضاية السياحية، قال إن «الطيات» مفرد طية، وهي عبارة عن سور قديم يتكون من بند من الرمل رصت الحجارة الصغيرة والمتوسطة من أمامه ومن خلفه، ويكون الجزء الخلفي أو الخارجي من السور أطول من الأمامي، والهدف منه الحفاظ على كميات الأمطار داخل المزرعة أو الوعب، وغالباً ما يستخدم لحماية حدود المزارع والوعوب وارتفاعه لا يتعدى أربع أقدام.
وأوضح المنصوري، أن الطيات القديمة ما زالت موجودة لعصرنا هذا في المزارع القديمة خاصة في ضاية، وقد شيد بعضها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وهي طريقة قديمة للحفاظ على حدود المزارع وللحافظ على كميات المياه داخلها، واشتهر قديماً عدد من الأساتذة البنائين من المواطنين؛ منهم سعيد القطري وعلي عبد الرحمن بن حسن، وسعيد العامري، وعبدالله بن سالم الطنيجي، وجميعهم توفاهم الله.
الحماية من الأمطار
وقال حسن سعيد عبدالله بن مصبح الشحي، 70 عاماً، من أهالي منطقة شعم، نسمي السور الذي ينشأ بين المزارع ويكون بشكل شبه دائري، بالـ«كبس»، وكذلك كانت تنشأ الأسوار بين جانبي السكك، ويكون عرض الكبس متراً وارتفاعه متراً أو مترين حسب قياس مياه الأمطار التي تسقط سنوياً بالمنطقة، وذلك لحماية حدود المزرعة من مياه الأمطار، بحيث يشق للمياه الطريق لحفظ المياه داخل المزرعة والفائض عنها يخرج من خلال منفذ مخصص لها يسمى الـ«مفوض» أو الـ«منسم»، ومدخل المياه يمسى «المشرب» ويحدد اتساعه عبر مواثيق اجتماعية تختلف من مزرعة لأخرى بحسب الاتفاق بين الأهالي، وبعضهم يضع فوق الكبس «زرب القصد»، وهو نوع من أنواع النباتات تسمى «قصد» أو يوضع «السمر» لما فيها من أشواك تمنع دخول الحيوانات، وترفع من ارتفاع الجدار الحاجز.
ويضيف الشحي، أما الطية فتنشأ على النخل عززناها بالطية، وهي عبارة عن حجارة مبنية على هيئة جدار دائري عرضه نصف متر، ويوضع بداخل الطية الطين أو المدر على النخلة المرتفعة لكي تقوى جذورها، وإلى الآن يوجد الكبس والطيات في المناطق الزراعية، وبعض مناطق الوديان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

الكلمات الدلائليه شاهد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق