أكد الأزهر الشريف في بيان رسمي رفضه القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشددًا على أن فلسطين ليست للبيع، وغزة لن تكون ضحية لمؤامرات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح الأزهر أن هذه المخططات الوهمية التي يروج لها البعض، تعكس جهلًا بتاريخ الشعوب ونضالها من أجل أوطانها، وأن الفلسطينيين ليسوا شعبًا يمكن اقتلاعه أو إخضاعه لمعادلات سياسية قائمة على القوة والاحتلال.

الأزهر: لن تُمرر مخططات القرن الماضي مجددًا

في موقف حاسم، شدد الأزهر على أن السيناريوهات التي سمحت بتمرير خدع القرن الماضي لن تتكرر مجددًا، مشيرًا إلى أن التغيرات الجيوسياسية والوعي الدولي المتزايد بالقضية الفلسطينية سيحولان دون نجاح هذه المحاولات.

وأكد البيان أن غزة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل رمز لصمود الفلسطينيين ونضالهم المستمر ضد الاحتلال، وأن أهلها لن يتركوا أرضهم مهما بلغت التحديات والضغوط.

لماذا ترفض غزة التهجير؟

وفقًا لبيان الأزهر، فإن فكرة “التخلي عن الأرض مقابل الأمن أو التعويضات” لم تعد تلقى قبولًا، ليس فقط لدى الفلسطينيين، بل لدى كافة الشعوب التي تؤمن بحق تقرير المصير.

وأشار البيان إلى أن كل من يراهن على إمكانية فرض التهجير كأمر واقع، لا يدرك معنى أمومة الأرض، ولا يفهم أن الفلسطينيين يعتبرون أرضهم جزءًا من هويتهم وتاريخهم ووجودهم.

ازدواجية المعايير في الغرب

وجه الأزهر انتقادًا حادًا للمجتمع الدولي الذي يرفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان، لكنه يغض الطرف عن حقوق الفلسطينيين، متسائلًا:

“أين أولئك الذين يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان حينما يتعلق الأمر بجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين؟”

وأضاف البيان أن العالم لا يمكنه أن يكون صامتًا إلى الأبد، وأن الشعوب الحرة لن تقبل بازدواجية المعايير في التعامل مع قضية فلسطين.

في ختام بيانه، جدد الأزهر الشريف دعوة الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف قوي وموحد ضد هذه المخططات التي تستهدف الوجود الفلسطيني.

وأكد أن الوقت قد حان لتحرك عربي وإسلامي فاعل يضع حدًا لهذه الممارسات، ويؤكد أن فلسطين ليست قضية هامشية، بل هي قضية جوهرية تمس مستقبل المنطقة برمتها.