رافينيا البرازيلي: اللاعب الشامل الذي يقلب موازين برشلونة

كتب في 08/02/2025 - 9:23 م

هاي كورة: لم يكن من السهل على أحد أن يتخيل تحول رافينيا من جناح تقليدي محدود الأدوار إلى لاعب متكامل يؤثر في كل ثكنات الملعب، ولكن هذا البرازيلي قد أثبت نفسه هذا الموسم كأحد أعظم المواهب في كرة القدم العالمية.

في مباراة مثيرة ضد فالنسيا، برز رافينيا بأداء مميز خلال 66 دقيقة من اللعب، حيث لم يقتصر دوره على تقديم تمريرات حاسمة فحسب، بل كان له بصمة واضحة في كل مرحلة من مراحل الهجوم، فقد ساهم في 3 أهداف من أصل 5 سجلها برشلونة، بدءًا من الانطلاق السريع وصناعة الهدف الثالث، مرورًا بلمسة بظهره في الهدف الرابع، وصولاً إلى قيادته للهجمة وصناعة الهدف الخامس.

هذا التنوع في الأداء يؤكد أنه لا يوجد مجال لتصنيفه كلاعب جناح تقليدي، بل هو لاعب شامل يتقن كل تفاصيل اللعب الهجومي، وبالرغم من غياب نجم الهجوم روبرت ليفاندوفسكي، استطاع رافينيا بالتعاون مع فيران توريس أن يخلق حالة من الفوضى في دفاع فالنسيا.

تحركاته الذكية وانتشاره في جميع أنحاء الملعب، خاصة على حافة منطقة الجزاء والجناح الأيسر، جعلت مراقبته مهمة شبه مستحيلة على خصومه، كما أظهر تنوعه في الأداء ضد بنفيكا، حيث شغل مراكز متعددة في خط الهجوم، مما يعكس قدرته على التكيف مع متطلبات كل مباراة.

على صعيد التمرير، سجل رافينيا 28 تمريرة خلال اللقاء، مع تركيز حوالي 40% منها في منطقة العمق، وهذه الشبكة البارعة من التمريرات تضمن تواصلًا فعالاً مع زملائه؛ فقد تبادل الكرة مع فيران وإريك 4 مرات لكل منهما، ومع لامين وفرينكي دي يونغ 3 مرات لكل منهما.

تبرز شراكته الاستثنائية مع بيدري، الذي تلقى منه 117 تمريرة حتى الآن، مما يعكس التناغم الكبير بينهما في بناء الهجمات.

لا تقتصر مساهمات رافينيا على صناعة اللعب فحسب، إذ أظهرت الإحصائيات تحوله إلى لاعب هجومي متكامل، فهو يسدد داخل منطقة الجزاء بمعدل 2.07 تسديدة لكل 90 دقيقة مقارنة بـ1.77 في الموسم السابق، كما أن عدد تسديداته بعد العرضيات ارتفع بشكل ملحوظ (0.30 مقابل 0.17 و0.06 في الموسمين الماضيين).

هذه الأرقام تؤكد أن رافينيا لم يعد مجرد صانع ألعاب، بل أصبح يمتلك القدرة على التسجيل أيضًا، بل وأحيانًا يلعب دور المهاجم الوهمي الذي يضرب دفاع الخصوم من خلف الخط.

مع استمرار الموسم، أصبح أداء رافينيا هو الأبرز في مسيرته، حيث سجل 23 هدفًا حتى الآن وقدّم 13 تمريرة حاسمة، متجاوزًا بذلك إنجازات الموسمين السابقين، وهذا الأداء المذهل يقربه من معادلة الرقم القياسي لرونالدو نازاريو (47 هدفًا) في تاريخ البرازيليين في برشلونة، مما يجعله رمزًا للتطور والتجديد داخل الفريق.

باختصار، لم يعد رافينيا لاعبًا تقليديًا؛ بل أصبح العنصر الشامل الذي يعيد تعريف أدوار الجناح في برشلونة، ويمثل مثالًا حيًا على كيفية اندماج المهارة الفنية مع الذكاء التكتيكي في عالم كرة القدم الحديث.