أطباء يحذرون من خطورة «الوصفات الشعبية» على صحة كبار السن - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

حذر أطباء من خطورة الوصفات العلاجية الشعبية، خصوصاً على كبار السن، نظراً إلى ما تمثله من تهديد حقيقي على حياتهم.

وشددوا على ضرورة الاستشارة قبل استخدام أي وصفة عشبية، لأنه لا توجد أعشاب يمكنها علاج كل هذه الأمراض التي يدعيها مروّجو تلك الوصفات.

ورصدت «الإمارات اليوم» تداول تلك الوصفات بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الأخيرة.

فيما أكد متعاملون أنهم يستخدمون تلك الوصفات بناء على توصيات من آخرين، باعتبارها حلولاً طبيعية وفعّالة لعلاج العديد من الأمراض والمشكلات الصحية.

وتفصيلاً، قالت (م.م - 80 عاماً - تعاني حساسية مزمنة بالجهاز التنفسي) إنها جربت إحدى الوصفات الشعبية المنتشرة بناءً على نصيحة من آخر، اقترح عليها استخدام التنقيط بالحبة السوداء في الأنف كعلاج طبيعي لتحسين حالتها التنفسية، ورغم أن هذه الطريقة تحظى بشعبية كبيرة، إلا أنها تعرضت لارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وتدهور سريع في صحتها بعد استخدامها، ما استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

بينما اشترى (م.أ) نوعاً من الأعشاب الطبيعية عبر الإنترنت «عشب الحلول»، وهو عشب منتشر كملين للمعدة ومنظف للجهاز الهضمي، وعلاج لآلام البطن، وكان مخلوطاً مع ورد وزعتر بري في كيس مغلف كمنتج طبيعي وآمن، وبعد شرائه فوجئ بأن الأعشاب مغشوشة وغير سليمة، وتحتوي على مواد غير معروفة قد تكون ضارة ما دفعه إلى التوقف عن استخدامها.

وحذر أخصائي طب المجتمع والصحة العامة، الدكتور سيف درويش، من المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن الاعتماد على الوصفات الشعبية التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما بالنسبة لكبار السن، مؤكداً أن هذه الوصفات غالباً ما تروج لعلاجات تدعي أنها تشفي من الأمراض بشكل نهائي، ما يمثل خطورة كبيرة، خصوصاً إذا كانت الوصفات تتضمن مكونات غير معروفة أو غير معتمدة طبياً.

وأوضح أن بعض تلك الوصفات تحتوي على مواد قد تكون ضارة بالصحة، مثل الكورتيزون، الذي قد يُخفي الأعراض في المدى القصير، لكنه يؤثر سلباً في الأعضاء الحيوية على المدى الطويل، كما أنها تُسبب مضاعفات صحية خطرة، بما في ذلك حالات التسمم التي قد تهدد الحياة.

وتحدث عن حالات واقعية تعرض فيها مرضى للمخاطر نتيجة الاعتماد على هذه الوصفات، حيث أشار إلى حالة مريض كان يعاني «اللوكيميا» (سرطان الدم)، الذي تناول وصفة تحتوي على العسل، أدت إلى زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وكاد يموت.

كما ذكر حالة أخرى لمريض مصاب بالسكري تناول وصفة تحتوي على «حنظل»، تبين أنها كانت تحتوي على «الجلوكوفاك»، ما أدى إلى انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم وتوقف المريض عن تناول أدويته، ما عرّضه لمضاعفات صحية خطيرة.

وأكد أنه إذا رغب الشخص في استخدام الأعشاب الطبيعية، فيجب عليه التأكد من مصدرها والتأكد من أنها لا تحتوي على مواد ضارة، مشدداً على أهمية استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي نوع من الوصفات أو العلاجات الشعبية، تجنباً للمخاطر المحتملة، مشيراً إلى أن ادعاء البعض بأن منتجاً ما يمكنه علاج جميع الأمراض هو أمر غير منطقي، محذراً من أن ذلك يعد دليلاً على كذب هؤلاء المروجين، فالعلم والطب لا يعترفان بوجود علاج شامل لكل الأمراض.

وأكدت أخصائية طب الأسرة، الدكتورة إيناس عثمان، أن كبار السن يلجؤون إلى الوصفات الشعبية بسبب ارتباطهم بالعادات القديمة، تجنباً للأدوية الكيميائية خوفاً من آثارها الجانبية أو بسبب تجارب سابقة لم تكن ناجحة، أو بسبب تكاليف العلاج، كما يلعب العامل النفسي دوراً في تفضيلهم لهذه العلاجات التي اعتادوا عليها أو جربها آخرون وحققوا بها تحسناً.

وأضافت أن الأعشاب التي يستخدمها كبار السن مثل «الزنجبيل والكركم والصبار وبعض الزيوت» رغم فوائدها المحتملة، فإن الجرعات غير المدروسة قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي أو تقلبات في مستويات السكر بالدم، أو التسبب في ردود فعل تحسسية، ما يجعل بعض هذه الأعشاب تتحول من كونها علاجاً إلى مصدر خطر عند استخدامها بجرعات عشوائية أو مع خلطات غير مدروسة.

وشددت على أهمية استشارة الأطباء قبل استخدام أي وصفة شعبية، مؤكدة ضرورة التوعية العلمية للتمييز بين الوصفات الشعبية المفيدة والضارة، والبحث عن المعلومات من مصادر طبية موثوقة بدلاً من الاعتماد على معلومات متداولة في المجالس أو عبر الإنترنت دون دليل علمي.

كما حذر استشاري أمراض القلب الدكتور خلدون طه من المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الوصفات الشعبية دون استشارة طبية، خصوصاً لكبار السن الذين يعانون أمراضاً مزمنة، حيث إن بعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية الموصوفة، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية، موضحاً أن هناك بعض الأعشاب قد تزيد من سيولة الدم للمرضى الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل «الوارفارين»، كما أن بعض الوصفات قد تحتوي على مكونات تؤثر في وظائف الكبد أو الكلى، واضطرابات في الجهاز الهضمي أو ردود فعل تحسسية غير متوقعة، ما يزيد من احتمالية حدوث تسمم أو تلف في هذه الأعضاء.

وأوضح أن بعض الحالات الطبية تجعل كبار السن أكثر عرضة لمخاطر الوصفات الشعبية، إذ إن مرضى القلب قد يتأثرون بالأعشاب التي ترفع ضغط الدم أو تسبب اضطراباً في ضربات القلب، كما أن مرضى السكري قد يواجهون مشكلات إذا تداخلت الوصفات مع أدوية خفض السكر، ما يؤدي إلى نوبات حادة في مستوى السكر، كما أن مرضى الكلى والكبد هم الأكثر عرضة للخطر أيضاً، حيث يمكن أن تتراكم السموم بسبب تصفية الأعشاب عبر هذه الأعضاء.

مستخدمو وصفات شعبية:

. أغلبها مغشوش، ويحتوي على مواد مجهولة تسببت في تدهور صحتنا، وبعضنا نُقل إلى المستشفى.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق