كشف استطلاع للرأي أجرته منظمة "داتا فور بروغرس" الأمريكية أن غالبية الأمريكيين يعارضون خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه. وأظهرت نتائج الاستطلاع، الذي شمل عينة من 1200 أمريكي وتم إجراؤه بين 8 و9 فبراير، أن 64% من المشاركين يعارضون هذه الخطة، في مؤشر على رفض واسع لهذا الطرح في الشارع الأمريكي.

وبحسب بيانات الاستطلاع، فقد أوضحت المنظمة للمشاركين أن المقترح يتضمن تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة وإعادة توطينهم في دول مجاورة، وهو ما دفع 47% من المستجيبين إلى رفضه بشكل قاطع، بينما أبدى 17% معارضة جزئية للخطة.
 

الانقسام الحزبي في المواقف تجاه خطة غزة

أظهر الاستطلاع تباينًا في آراء الأمريكيين حول خطة ترامب بناءً على التوجهات الحزبية، حيث كانت المعارضة أكثر وضوحًا بين الديمقراطيين، إذ رفض 85% منهم الطرح بشكل قاطع أو جزئي. كما أبدى 63% من المستقلين رفضهم، بينما بلغت نسبة المعارضين بين الجمهوريين 43%، مما يعكس انقسامًا داخليًا حتى داخل الحزب الذي ينتمي إليه ترامب.

ومن جهة أخرى، رفض 69% من المشاركين إرسال قوات أمريكية إلى الشرق الأوسط، وهو مؤشر على معارضة قوية لأي تدخل عسكري في المنطقة، حتى في ظل التوترات المستمرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
 

ترامب وإسرائيل.. تماهي في الطروحات

في الرابع من فبراير، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض عن خطته لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة بعد تهجير الفلسطينيين، في خطوة أثارت ردود فعل واسعة النطاق.

وفيما لاقى هذا الطرح رفضًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا قاطعًا، فإنه حظي بإشادة كبيرة من المستوى السياسي الإسرائيلي، بمختلف أطيافه، حيث بدأت حكومة الاحتلال إعداد خطة لدفع الفلسطينيين لمغادرة غزة "طواعية"، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لإضفاء شرعية على مخطط التهجير القسري.
 

نتائج استطلاع آخر تعزز الرفض الشعبي

لم يكن استطلاع "داتا فور بروغرس" الوحيد الذي سلط الضوء على موقف الأمريكيين من خطة ترامب، حيث أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" مطلع الأسبوع الجاري أن 47% من الأمريكيين يعتبرون اقتراح ترامب بشأن غزة سيئًا، بينما لم يكن لدى 40% منهم رأي واضح أو محدد، فيما رأى 13% فقط أن الفكرة جيدة.

كما أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من الأمريكيين ليست على دراية كافية بمخطط ترامب، حيث قال 11% إنهم لم يسمعوا به مطلقًا، وذكر 23% أنهم لا يعرفون عنه بما يكفي، فيما صرح 38% بأنهم سمعوا عنه قليلًا، و28% بأنهم مطّلعون جيدًا على تفاصيله.
 

أهداف ترامب.. ضم غزة أم استخدام الملف سياسيًا؟

عند سؤال المشاركين عن الهدف الحقيقي من تصريحات ترامب بشأن غزة، رأى 22% أنه يسعى فعلًا إلى ضمها للولايات المتحدة، بينما اعتقد 28% أن الهدف هو بدء المفاوضات مع دول الشرق الأوسط حول ملفات أخرى. كما رجح 29% أن الأمر يجمع بين الهدفين، في حين رأى 20% أن هناك دوافع أخرى غير معلنة وراء طرح ترامب لهذا المخطط.

رفض أمريكي.. فهل يؤثر على دعم ترامب السياسي؟

تشير هذه الاستطلاعات إلى أن خطة ترامب بخصوص غزة لم تلقَ قبولًا واسعًا بين الأمريكيين، حتى داخل حزبه، مما قد يؤثر على موقفه السياسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة في ظل معارضة قوية لأي تدخل عسكري أمريكي في الشرق الأوسط. وبينما تستمر الإدارة الإسرائيلية في محاولاتها لتمرير مشروع التهجير، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل سيتراجع ترامب تحت وطأة الرفض الشعبي، أم أنه سيمضي قدمًا في استخدام ملف غزة كورقة ضغط سياسي؟