لماذا يرى بعض علماء النفس أن الذكاء الاصطناعي قد يكون خطيرًا على الصحة النفسية؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا يرى بعض علماء النفس أن الذكاء الاصطناعي قد يكون خطيرًا على الصحة النفسية؟ - اخبارك الان, اليوم الاثنين 2 سبتمبر 2024 10:05 مساءً

نشهد في الوقت الحالي التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي فقد أصبح أكثر تطورًا من أي وقت مضى، وأقرب إلى التصرف مثل البشر. ربما يكون هذا هو السبب الذي دفع علماء النفس وعلماء الاجتماع إلى استكشاف ظاهرة جديدة تسمى (الحميمية الاصطناعية) artificial intimacy.

فقد بحثت عالمة النفس وعلم الاجتماع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Sherry Turkle في هذا الأمر بعمق، وتحدثت عنه في بودكاست Ted Radio Hour ضمن حلقة بعنوان (كيف تتغير علاقاتنا في عصر الحميمية الاصطناعية) How our relationships are changing in the age of “artificial intimacy”.

قالت عالمة النفس Sherry إنها تركز حاليًا في روبوتات الدردشة العاطفية، وتقدمها وانتشارها بنحو واسع، ويشمل ذلك: روبوتات الدردشة العلاجية التي تُستخدم في تطبيقات العلاج النفسي، ورفاق الذكاء الاصطناعي وهي روبوتات مصممة لتعمل كرفيق لأي شخص، وحتى الصور الرقمية للأشخاص المتوفين.

وتحذر عالمة النفس من المخاطر المحتملة التي قد تشكلها هذه الروبوتات على فهمنا للعلاقات الإنسانية وأهم من ذلك كيف تؤثر في قدرتنا على التعاطف.

ومع أن هذه التقنيات تبدو مفيدة ظاهريًا، فإن Sherry Turkle تشعر بالقلق من آثارها الطويلة المدى على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية. 

الذكاء الاصطناعي والتظاهر بالتعاطف:

هناك قضية رئيسية تحدثت عنها Sherry Turkle خلال البودكاست أطلقت عليها اسم “التظاهر بالتعاطف”. فقد أشارت إلى أن روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي المنتشرة في الوقت الحالي تقدم تفاعلات إيجابية دائمًا، ومع أن هذا ما يحبه جميع المستخدمين، فإنه يختلف جذريًا عن التعاطف البشري الحقيقي. وأشارت إلى أنها تُسمي التعاطف الذي تظهره هذه الروبوتات “التظاهر بالتعاطف”؛ لأن الروبوتات لا تتعاطف في الحقيقة ولا تهتم بالأشخاص.

ووفقًا للعالمة Sherry فإن هذا الاختلاف الشاسع بين التعاطف الحقيقي والتظاهر بالتعاطف يمثل مشكلة، خاصة عندما يفضل المستخدمون تفاعلات الذكاء الاصطناعي معهم على التعاطف البشري الحقيقي.

وخلال المحادثة، تحدثت Sherry عن حالات أفاد فيها بعض الأفراد بأنهم يشعرون بارتباط برفاقهم من روبوتات الذكاء الاصطناعي أكثر من زملائهم في الحياة الواقعية أو أفراد أسرتهم، وترى عالمة النفس أن هذا التفضيل قد يؤدي إلى فهم مشوّه للعلاقات الطبيعية بين البشر.

هناك مجال آخر مثير للقلق وهو تأثير روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي في الأطفال والمراهقين. فقد أعربت عالمة النفس عن قلقها من أن التعرض للحميمية الاصطناعية في عمر مبكر قد يؤثر في تطوير المهارات الاجتماعية المهمة لدى الأطفال والمراهقين. وقد أعطت Sherry مثالًا لأم أجرت مقابلة معها، كانت سعيدة لأن ابنتها يمكنها أن تتحدث عن كل ما تشعر به لروبوت الذكاء الاصطناعي بدلًا من التعبير عنه لأحد الوالدين. وتشير Sherry إلى أن هذا النوع من التفاعل يمكن أن يحرم الطفل من تجارب تعليمية مهمة تساعده في إدارة عواطفه المعقدة وكيفية بناء علاقات حقيقية مع الأشخاص الآخرين.

الصور الرمزية للمتوفَّى:

إن إنشاء صور رمزية رقمية للأفراد المتوفَيْن من أكثر التطبيقات خطورة فيما يتعلق بالحميمية الاصطناعية. قد تبدو فكرة القدرة على الاستمرار بالتفاعل مع أحد الأحباء بعد وفاته مريحة في البداية، لكن Sherry تحذر من آثارها النفسية.

فقد أشارت عالمة النفس إلى أن الاعتماد على الصورة الرمزية لشخص متوفَّى المصممة بالذكاء الاصطناعي، قد يؤثر في طريقة الحزن الطبيعية التي تواجه الأشخاص عند فقدان أحد المقربين؛ مما قد يعوق قدرتهم على قبول الأمر ويعوق التطور والتعلم من تلك التجربة.

ومع أن عالمة النفس لا تدعو إلى حظر هذه التقنيات، وتعترف بأنها قد توفر الراحة في بعض الحالات، فإنها تدعو إلى ضرورة أن يحافظ المستخدمون على وعيهم بهذه التقنيات، إذ يجب عليهم الوعي بأنهم يتفاعلون مع برنامج حاسوبي وليس شخصًا حقيقيًا. واعترفت بأن هذا أصبح صعبًا بسبب تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على محاكاة طريقة الإنسان في التحدث والتعاطف مع الآخرين.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق