في رسالة مباشرة وواضحة، وجه الصحفي أحمد ماهر، مساء أمس، كلمة قوية إلى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وإلى أبناء محافظة الضالع، عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك.

وجاءت الرسالة في وقت تشهد فيه العاصمة المؤقتة عدن توترات متصاعدة بسبب اتهامات بالظلم والنهب تُوجَّه إلى بعض أبناء الضالع.

محتوى الرسالة:

بدأ ماهر رسالته بتذكير أبناء الضالع بتاريخهم النضالي، قائلاً: "في الماضي، كنتم رمزاً للصمود والنضال ضد الظلم، ووقفنا بعدن إلى جانبكم في مسيرتكم نحو العدالة والحرية!" وأشار إلى تعاطف الشعب الجنوبي مع مظلوميتهم بعد إقصائهم من السلطة عقب حرب 1994، مؤكداً أن قضيتهم كانت محل دعم وتضامن واسع.

لكنه أبدى أسفه لما وصفه بـ"ممارسات بعض أبناء الضالع" في عدن، والتي قال إنها تتناقض مع المبادئ التي ناضلوا من أجلها.

وأضاف: "نشهد مع الأسف بعضاً من أبناء الضالع يمارسون نفس الممارسات التي ناضلتم ضدها، من ظلم ونهب في العاصمة عدن، متناسين المبادئ والقيم التي كانت أساس حركتكم وحركة الجنوبيين في عدن!"

تحذير من عواقب الاستمرار في الظلم:

وحذر ماهر من أن هذه التصرفات لا تؤذي فقط مرتكبيها، بل تنعكس سلباً على سمعة محافظة الضالع بأكملها.

وقال: "إن سمعة الضالع أصبحت اليوم مهددة بسبب تصرفات قلة من أبنائها في عدن!" ودعا إلى وقفة جادة مع النفس ومراجعة حقيقية للمسار الذي يسلكونه، مؤكداً أن الناس لن تصمت إلى الأبد على الظلم.

وتابع: "إننا نظلم في عدن ونصرخ، فهل تسمعون ذلك؟ أي انهيار لسلطتكم في المستقبل لن يجد من يتعاطف معكم إذا استمرت هذه الممارسات!"

نداء إلى اللواء عيدروس الزبيدي:

وفي جزء من رسالته، وجه ماهر كلمة مباشرة إلى اللواء عيدروس الزبيدي، قائلاً: "سيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. ما زال في الوقت متسع لتصحيح المسار، واستعادة الثقة التي منحها لكم الشعب."

وحث الزبيدي على أن يكون قدوة في النزاهة والعدل، وأن لا يسمح لأي شخص مقرب منه بأن يشوه سمعة الضالع وتاريخها.

ختام الرسالة:

واختتم الصحفي أحمد ماهر رسالته بتوجيه نصيحة محبة إلى أبناء الضالع، قائلاً: "عدن وأهلها لا يستحقون منكم كل هذا الظلم والنهب! تريدون الاستثمار، حقكم مثل أي مستثمر حسب الطرق القانونية، بدون استخدام صلاحياتكم لأخذ الأراضي والممتلكات في عدن، فإن الدائرة تدور ولا تدوم لأحد أبداً..." وأكد أن الثقة ما زالت قائمة بالشرفاء من أبناء الضالع لرفض هذه الأعمال.

ردود الفعل المتوقعة:

تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه عدن حالة من الغليان بسبب تصاعد الاتهامات بالفساد والاستيلاء على الأراضي والممتلكات العامة.

ومن المتوقع أن تلقى كلمة أحمد ماهر صدى واسعاً بين نشطاء الجنوب، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد.