ضمن الجلسات الحوارية لملتقى "صناع الأثر"، الذي تُنظِّمه وزارة الإعلام في الرياض خلال الفترة من 18 - 19 ديسمبر الجاري، أُقيمت جلسة مميزة تحت عنوان "عندما نسافر بالمحتوى".
وفي التفاصيل، شارك في الجلسة نخبةٌ من أبرز صناع المحتوى السياحي، هم: كريم السيد، جو حطاب، عبدالله الجمعة، د. ثواب السبيعي وأنس إسكندر.
وناقش المشاركون خلال الجلسة تجاربهم في صناعة المحتوى، بداية من الدوافع حتى التحديات، مُسلِّطين الضوء على أهمية التفاعل مع الجمهور، ونقل الثقافة والتاريخ من خلال عدساتهم ومنصاتهم.
وبدأ كل من كريم السيد وجو حطاب وعبدالله الجمعة الحديث عن خطواتهم الأولى في صناعة المحتوى السياحي.
وأشار عبدالله الجمعة إلى رحلته الأولى إلى شمال أوروبا، التي كانت نقطة الانطلاق لشغفه بالسفر، وقال: "كنت أرى نفسي مؤثرًا في السفر من خلال رغبتي في مشاركة تجاربي".
ومن جهته، تحدَّث جو حطاب عن استخدامه تويتر في البداية لنشر تجربته، وكيف تطورت محتوياته من مدونات بسيطة إلى وثائقيات سياحية، تنقل عمق الوجهات التي يزورها، مضيفًا: "تعلمتُ على الطريق كيفية إضافة الطابع الوثائقي الذي يجعل المحتوى أكثر قوة وواقعية".
وأكد المشاركون أهمية سرد القصة في إثراء المحتوى السياحي.
وصرح عبدالله الجمعة بأن القصة تُشكِّل قلب التجربة، مشيرًا إلى أن اختيار القصة المناسبة يعتمد بشكل كبير على المنصة والجمهور المستهدف.
وتحدث كريم السيد عن الدوافع العميقة وراء صناعة المحتوى السياحي، مؤكدًا أن الفيديوهات السياحية لها قيمة تفوق الترفيه؛ فهي تُوثِّق التجارب، وتنقلها إلى الجمهور.
وسلَّط عبدالله الجمعة الضوء على التحديات التي يواجهها صُناع المحتوى السياحي، خاصة عند التعامل مع ثقافات مختلفة، مؤكدًا أن البساطة والفكاهة الحل الأمثل لتجاوز هذه التحديات، وقال: "التواصل بروح مرحة يزيل الحواجز الثقافية".
واعتبر جو حطاب التفاعل مع الجمهور ركيزة أساسية في نجاح المحتوى السياحي، مشيرًا إلى أن ردود الفعل الإيجابية تُشجِّعه على تحسين أعماله، مضيفًا: "الفكاهة والضحك هما سر جذب انتباه الجمهور، وجعلهم يشعرون بالارتباط بالمحتوى".
وشدَّد د. ثواب السبيعي على أهمية تضمين التاريخ والثقافة المحلية في المحتوى السياحي؛ وأكد أنه يحرص على نقل قصص واقعية من السعودية للعالم، وقال: "المحتوى السياحي فرصة لتعريف الآخرين بتاريخنا وشخصياتنا المحلية من خلال قصص حقيقية، تلامس القلوب".
واختتم المشاركون النقاش بتأكيد أهمية اختيار الوجهات بعناية.. وأوضح عبدالله الجمعة أن اختيار الوجهة المناسبة يُثري تجربة الجمهور، مع التركيز على الأماكن التي تقدم تجارب فريدة وقابلة للوصول.
وأجمع المشاركون على أن صناعة المحتوى السياحي ليست مجرد رحلة بين الأماكن، بل هي رحلة لنقل الإلهام والتجارب، وبناء جسور من الفهم بين الثقافات المختلفة.
هذه الجلسة عكست إبداعًا وشغفًا، جعلا من المحتوى السياحي أكثر من مجرد صور وفيديوهات، بل لغة حوار، تجمع بين الشعوب.
وتستقطب فعاليات ملتقى "صُنّاع التأثير ImpaQ" في الدرعية أكثر من 30 ألف زائر؛ وهو ما يجعله منصة رائدة لتبادل الخبرات، وتسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجالات التأثير المختلفة.
ويتيح الملتقى فرصًا للمؤثرين الدوليين لاستكشاف معالم السعودية ومشاريعها الرائدة، من خلال جولات سياحية خاصة، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة؛ بهدف إبراز تفرُّد السعودية وجاذبيتها.
ويشتمل الملتقى، الذي يستمر يومين، على أكثر من 40 فعالية متنوعة، تستمر 12 ساعة يوميًّا، من الساعة الـ12 ظهرًا إلى منتصف الليل، وتتناول 14 مجالاً من مجالات التأثير، من بينها الإعلام، والذكاء الاصطناعي، والرياضة، والسياحة، والترفيه، والثقافة.
0 تعليق