في خطوة تبرز التصعيد المستمر في الصراع الأوكراني، أرسلت الولايات المتحدة استبيانًا مكونًا من ست نقاط إلى الدول الأوروبية، بهدف تقييم استعداداتها لإرسال قوات إلى أوكرانيا. 
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، مع تصاعد التوترات في المنطقة وأزمة الحرب التي دخلت عامها الثاني، حيث تسعى الولايات المتحدة لتنسيق المواقف مع الحلفاء الأوروبيين.

استطلاع أمريكي حول دعم عسكري لأوكرانيا

بحسب وكالة "رويترز"، طلبت الولايات المتحدة من الدول الأوروبية توضيح مدى استعدادها لإرسال قوات للمشاركة في الحرب في أوكرانيا، إلى جانب الاستفسار عن الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها هذه الدول لكييف. 
وقد شمل الاستبيان أيضًا تساؤلات حول إمكانيات فرض عقوبات اقتصادية أكبر ضد روسيا، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تشديد الضغط على موسكو.

يهدف الاستبيان إلى تحديد حدود الدعم العسكري والاقتصادي الذي يمكن أن تقدمه أوروبا في سياق تعزيز موقف أوكرانيا أمام القوات الروسية. 
وفي وقت تزداد الضغوط الدولية على روسيا، فإن هذه الخطوة تمثل محاولة من الولايات المتحدة لقياس استعداد حلفائها الأوروبيين لتوسيع نطاق الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا.

دور أوروبا في الأمن الأوروبي

في ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيدعو لاجتماع طارئ غدًا الاثنين لمناقشة "الأمن الأوروبي"، في خطوة تعكس القلق الأوروبي المتزايد من تطورات الحرب. 
ولم يكشف عن الدول الأوروبية التي ستشارك في الاجتماع، لكن من المتوقع أن تركز المناقشات على كيفية استجابة أوروبا للأزمة الأوكرانية بشكل جماعي.

يأتي هذا الاجتماع بعد أن اختتم مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي شهد خطابًا لاذعًا من نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، والذي انتقد فيه الاتحاد الأوروبي وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تتجه لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا بدون مشاركة الأوروبيين.

الضمانات الأمنية ووقف إطلاق النار

وشدد بارو على أن فرنسا وأوروبا سيستمران في دعم أوكرانيا طالما لم تتخذ كييف قرارًا بوقف القتال، مؤكدًا أن الأوكرانيين لن يوقفوا الحرب ما لم يحصلوا على ضمانات أمنية قوية. 
وأضاف أن الأوروبيين هم من سيتحملون مسؤولية تقديم هذه الضمانات، في إشارة إلى الدور المحوري الذي قد تلعبه الدول الأوروبية في ضمان استقرار الوضع في أوكرانيا بعد الحرب.

من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن أي مسعى لوقف القتال في أوكرانيا يجب أن يعتمد على ضمانات مستدامة لأوكرانيا من قبل أوروبا، مع تأكيده أن الأوروبيين سيشاركون في المناقشات الرامية إلى إنهاء الصراع.

الآفاق المستقبلية للسلام في أوكرانيا

تظل التوقعات حول مستقبل الصراع في أوكرانيا غير مؤكدة، وسط دعوات دولية للمفاوضات وفرض المزيد من الضغوط على روسيا، إلا أن الدور الأوروبي في هذا الصدد يبدو أساسيًا، لا سيما في ملف الضمانات الأمنية والتمويل لإعادة الإعمار في المستقبل. 
وتظل القضية الأوكرانية محورية في العلاقات بين الغرب وروسيا، في وقت يترقب العالم ما ستؤول إليه هذه الاجتماعات والقرارات المرتقبة.