أعلنت الحكومة السورية، الأحد، عن بدء أولى الجلسات التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في حمص، في خطوة تهدف إلى تهيئة الأرضية لحل سياسي شامل في سوريا، بعد سنوات من الصراع الذي بلغ ذروته مؤخرًا بسقوط الحكومة السابقة ورحيل الرئيس بشار الأسد.

وقال ماهر علوش، رئيس لجنة الحوار الوطني، إن الجلسات ستشمل لقاءات مكثفة في جميع المحافظات السورية، بهدف جمع مختلف الآراء وتحويلها إلى ورشات عمل خلال المؤتمر، لضمان تمثيل حقيقي لمختلف مكونات الشعب السوري.

وأكد علوش أن المؤتمر لن يعتمد على نسب مئوية مرتبطة بعدد السكان، بل سيركز على تحقيق تمثيل وطني شامل، يتيح لكل الفئات والشرائح المشاركة في صياغة مستقبل البلاد، بعيدًا عن أي تهميش أو إقصاء.

نحو دستور جديد.. هل تضع جلسات الحوار أسس الدولة القادمة؟

بحسب تصريحات رئيس لجنة الحوار الوطني، فإن المؤتمر لا يهدف فقط إلى جمع المقترحات الشعبية، بل يسعى إلى تشخيص مشكلات الدولة السورية بعمق، بهدف وضع أسس واضحة للدستور القادم، الذي من المفترض أن يشكل الإطار القانوني والسياسي للدولة خلال المرحلة الانتقالية.

وشدد علوش على أن دور اللجنة تنظيمي بحت، إذ ستقتصر مهامها على الاستماع إلى وجهات النظر دون فرض توجهات أو إصدار أحكام مسبقة. وقال في كلمته:

"حلمنا هو بناء دولة قوية يشعر فيها كل مواطن بالفخر والكرامة، دولة تستند إلى مبادئ العدالة والحرية والمساواة، وهي القيم التي ضحى السوريون كثيرًا من أجلها."
 

الرئاسة الانتقالية والتحول السياسي.. ماذا بعد سقوط الأسد؟

يأتي انعقاد الجلسات التحضيرية للحوار الوطني بعد إعلان أحمد الشرع، الرئيس السوري خلال الفترة الانتقالية، عن بدء العمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، ستكون مسؤولة عن إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة وصياغة دستور جديد.

وفي خطاب توجه به إلى السوريين بعد توليه الرئاسة، قال الشرع:

"إلى أبناء الشعب السوري الأبي، أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجهاً كلمتي إلى كل السوريين، إلى من يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والمصابين، إلى عائلات الشهداء والمفقودين، إلى الناشطين الثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سوريا الحرة."

وأضاف أن الحكومة المقبلة ستضع الأسس اللازمة لإعادة بناء البلاد، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان عن تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والتي ستعمل على وضع خارطة طريق واضحة للمستقبل.

المعارضة تسيطر على دمشق.. تغيير جذري في المشهد السوري

يشهد الوضع السوري تحولات دراماتيكية، خاصة بعد أن تمكنت المعارضة المسلحة من دخول العاصمة دمشق في 8 ديسمبر الجاري، والسيطرة على المؤسسات الحكومية ومفاصل الدولة، مما أدى إلى الإعلان عن سقوط حكومة بشار الأسد، بعد معارك بدأت من مدينة حلب وامتدت حتى الحدود اللبنانية، حيث سيطرت المعارضة على نقاط الجيش السوري عند المعابر الحدودية.

وفي إطار المرحلة الانتقالية، قررت قيادة المعارضة المسلحة تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة مؤقتة، تكون مسؤولة عن تسيير الأعمال حتى مارس 2025، موعد انتهاء الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.