وجد الباحثون أن كمية إنزيم بوليميراز الحمض النووي الريبوزي الثاني (RNAPII)، الموجودة على جينات الهيستون (الجينات المسؤولة عن إنتاج بروتينات الهيستونالهيكلية التي تلعب دورا أساسيا في تنظيم الحمض النووي (DNA) داخل الخلايا)، ترتبط بقوة الورم واحتمالية تكراره. وتشير المستويات المرتفعة من هذا الإنزيم إلى فرط انتشار السرطان،ما قد يساهم في تغيرات كروموسومية تؤدي إلى تطور الأورام.
ويوضح الدكتور يي تشنغ، المعد الأول المشارك والأستاذ المساعد في علم المعلومات الحيوية وعلم الأحياء الحاسوبي في إم دي أندرسون:"تم التغاضي عن دور جينات الهيستون كعامل يحد من معدل تكاثر الخلايا، وبالتالي كمؤشر قوي على فرط تكاثر الخلايا السرطانية".
واعتمدت الدراسة على تقنية CUTAC (الانقسام تحت الكروماتين المستهدف القابل للوصول)، التي تم تطويرها في مختبر الدكتور ستيفن هينيكوف، حيث تتيح دراسة التعبير الجيني بدقة باستخدام عينات مثبتة بالفورمالين ومغموسة بالبارافين (FFPE)، والمستخدمة في تخزين الأنسجة لفترات طويلة.
وأوضح فريق البحث أن CUTACتتيح تحليل عينات الأنسجة المخزنة لفترات طويلة باستخدام طرق حفظ قديمة مثل التثبيت بالفورمالين والغموس بالبارافين، وهو ما يسمى بـ عينات FFPE (التثبيت بالفورمالين والغموس بالبارافين). وهذه الطريقة شائعة في حفظ الأنسجة لأغراض البحث الطبي، حيث يتم الحفاظ على العينة لفترات طويلة.
وتعمل التقنية الجديدة على استهداف التسلسلات المجزأة غير المشفرة حيث يرتبط RNAPII، ما يسمح بقياس نشاط نسخ الجينات مباشرة من الحمض النووي.
وأظهر تحليل عينات سرطانية مختلفة أن التعبير عن جينات الهيستون كان أعلى بشكل ملحوظ في الأورام مقارنة بالأنسجة الطبيعية.
ولاختبار هذه الفرضية، حلل الباحثون 36 عينة من مرضى الورم السحائي باستخدام تقنية CUTAC، ومقارنة البيانات بأكثر من 1300 عينة سريرية متاحة.
وأظهرت النتائج أن RNAPII يمكنه التمييز بدقة بين الأورام والأنسجة الطبيعية، بالإضافة إلى التنبؤ بالتكرار السريع للورم واحتمالية فقدان الكروموسومات.
كما أظهرت الدراسة أن التقنية نفسها قادرة على التنبؤ بعدوانية سرطان الثدي من خلال تحليل عينات FFPE من 13 مريضا مصابا بسرطان الثدي العدواني.
وقال الدكتور ستيفن هينيكوف، الباحث في معهد هوارد هيوز الطبي والمعد المشارك للدراسة: "إن التقنية التي طورناها لفحص عينات الأورام المحفوظة تكشف الآن عن آلية جديدة لعدوانية السرطان. يشير تحديد هذه الآلية إلى أنها قد تصبح اختبارا جديدا لتشخيص السرطانات وربما علاجها".
ويخطط الباحثون لمواصلة اختبار التقنية على عينات FFPE من أنواع مختلفة من السرطان، ما قد يؤدي إلى تحسين استراتيجيات التشخيص المبكر والعلاج الموجّه للأورام السرطانية.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Science.
المصدر: ميديكال إكسبريس
0 تعليق