نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجارة سلاح بشار الأسد لدعم حفتر.. مليارات الدولارات في حسابات ماهر وشهادات من داخل المؤسسة العسكرية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 17 فبراير 2025 07:35 مساءً
في واحدة من أخطر القضايا التي شهدتها سوريا خلال السنوات الأخيرة، تتكشف خفايا تجارة الأسلحة داخل أروقة الجيش السوري، حيث جرت عمليات بيع سرية لعتاد عسكري إلى جهات خارجية، وتحدث العميد بسام الطويل، الضابط السابق في الجيش السوري، عن تفاصيل صفقات بيع الأسلحة التي تمت لصالح قوات خليفة حفتر في ليبيا، كاشفًا عن آليات النقل، مصادر التمويل، وانعكاسات هذه العمليات على مستقبل الجيش السوري.
صفقات سلاح بمليارات الدولارات
يؤكد العميد بسام الطويل أن عمليات البيع تمت عبر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، حيث قامت بنقل أسلحة ثقيلة عبر طائرات النقل العسكري، يقول الطويل: "بحسب السجلات العسكرية الخاصة بلواء النقل، تم تنفيذ رحلات جوية إلى بنغازي، وتم بيع ما يقارب 50 دبابة من مخزون الجيش السوري لصالح قوات حفتر، إضافة إلى 16 إلى 18 راجمة صواريخ، وحوالي 280 طنًا من الذخيرة".
شهادات الضباط والطواقم الجوية
عند سؤاله عن الأدلة التي تثبت هذه العمليات، يجيب العميد: "اطلعت على السجلات العسكرية التي توثق هذه الرحلات، كما أن الضباط والطيارين الذين نفذوا تلك العمليات أكدوا لي شخصيًا أن طائرات 'إليوشن 76' التابعة للواء النقل كانت تنقل العتاد إلى ليبيا، وعند عودتها كانت تحمل صناديق خشبية مليئة بالأموال". هذه الأموال، وفقًا لشهادات الضباط، لم تكن تخضع لأي رقابة حكومية، بل كانت تُسلم مباشرةً إلى مسؤولين كبار داخل النظام.
حفتر والسلاح السوري: علاقة مشبوهة
يرى العميد بسام الطويل أن حاجة حفتر للتسلح جاءت بسبب الحظر الدولي المفروض على ليبيا. ويقول: "حفتر كان بحاجة إلى السلاح، وسوريا كانت بحاجة إلى الأموال، فوجد النظام السوري في هذه الصفقة مصدر دخل سريعًا"، كما يشير إلى أن روسيا لم تكن قادرة على تعويض الجيش السوري عن المعدات التي باعها، بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
نقص الإمدادات وتأثيره على الجيش السوري
مع تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، يتزايد القلق بشأن مدى قدرة الجيش السوري على تعويض خسائره في العتاد. يقول العميد: "القوة الجوية السورية تعرضت لضربات كبيرة، وأي عملية إصلاح تحتاج إلى موارد ضخمة غير متوفرة حاليًا". ويرى أن سوريا بحاجة إلى البحث عن مصادر تسليح جديدة، مشيرًا إلى أن "تركيا أو باكستان قد تكونان خيارات محتملة، لكن القيود السياسية تجعل هذه الخيارات صعبة".
الجيش السوري ومستقبل التطوع العسكري
مع استمرار تراجع القدرات العسكرية للجيش، يرى العميد الطويل أن مستقبل الجيش السوري قد يكون في التحول إلى جيش متطوعين بدلًا من نظام الخدمة الإلزامية. يقول: "الجيش المتطوع أكثر احترافية، لأنه يتكون من أفراد لديهم قناعة بالقتال، وليسوا مجبرين على الخدمة".
شهادة من داخل النظام: الفساد والترهيب
عند الحديث عن تجربته الشخصية في الجيش، يكشف العميد الطويل عن تعرضه لضغوطات بسبب رفضه لسياسات الفساد والتسلط. يقول: "خدمتُ في الجيش السوري لأكثر من 34 عامًا، وخرجت بإرادتي بعد تعرضي لحادث صحي خطير، حيث أصبت باحتشاء عضلة قلبية، وتم إعفائي من الخدمة".
ويضيف عن فترة الثمانينات: "كنت ضابطًا حديث التخرج آنذاك، وكنت أشاهد كيف كانت سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد تعامل الضباط بإهانة شديدة. كانوا يضربون الضباط في نقاط التفتيش، وكان الظلم كبيرًا".
تفاؤل حذر بمستقبل سوريا
رغم كل ما شهده، لا يزال العميد بسام الطويل متفائلًا بمستقبل سوريا، لكنه يشير إلى التحديات التي تواجه البلاد. يقول: "لدي تفاؤل كبير بالنصر، لكن القلق لا يزال موجودًا بسبب الأعداء الذين يحيطون بالثورة. علينا أن نتحلى بالصبر ونستمر حتى النهاية".
ختام اللقاء
في نهاية اللقاء، يؤكد العميد الطويل أن التغيير في سوريا قادم، لكنه يحتاج إلى صبر وعمل جاد من جميع الأطراف. "لا يمكن مقارنة شهرٍ واحدٍ من الصعوبات بخمسة عقود من القمع"، يقول العميد، داعيًا إلى استمرار النضال من أجل مستقبل أفضل لسوريا.
كان هذا الحوار محاولة للكشف عن بعض الخفايا التي تدور خلف الكواليس في المؤسسة العسكرية السورية، حيث يتضح أن النظام لا يزال يستخدم موارده العسكرية لتحقيق مكاسب مالية، بغض النظر عن المصالح الوطنية.
0 تعليق