وجه الصحفي والإعلامي طه المعمري، مالك شركة يمن ديجتال ميديا وشركة يمن لايف، نداءً عاجلاً إلى نقابة الصحفيين اليمنيين والمنظمات الحقوقية والإنسانية، يطالب فيه بالتدخل العاجل لمساندته في مواجهة ما وصفه بـ"الأحكام الجائرة" الصادرة بحقه من قبل جماعة الحوثي.

وقال المعمري في شكواه إنه تفاجأ في 24 سبتمبر 2024 بصدور حكم من قبل جماعة الحوثي يقضي بإعدامه رمياً بالرصاص، بالإضافة إلى تعزيره ومصادرة كافة ممتلكاته الداخلية والخارجية لصالح خزينة الدولة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أصدرت المحكمة الحوثية في 4 فبراير 2025 حكماً جديداً من 204 صفحات، يتضمن اتهامات وصفها بالكيدية والمزورة، مؤكدًا أنها تفتقر لأي دليل حقيقي، وأنه لم يُسمح لمحاميه بالاستئناف على الحكم.

تفاصيل الاتهامات

وفقًا لما ورد في منطوق الحكم الصادر، فإن الاتهامات الموجهة للمعمري تشمل:

1. التخابر مع الاستخبارات السعودية: حيث اتُهم المعمري بالتواصل مع رئيس الاستخبارات العامة السعودية بندر بن سلطان، وتزويده بتقارير ومعلومات مصورة عن القوات اليمنية، بما فيها الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، الأمر الذي اعتبرته المحكمة إضرارًا بالمركز الحربي والسياسي للجمهورية اليمنية.

2. التعاون مع "دول العدوان": حيث زعمت المحكمة أنه جنَّد نفسه للعمل مع وسائل إعلام سعودية وإقليمية، مثل قناة الجزيرة مباشر، العربية، الحدث، سهيل، الغد المشرق، سكاي نيوز، ويمن شباب، وزودهم بمعلومات حول أماكن تدريب قوات التحالف في مأرب، تعز، وعدن، مما اعتبرته المحكمة دعماً لدول التحالف.

ورغم هذه الاتهامات الخطيرة، وجهت المحكمة الحوثية بضرورة استمرار عمل شركتي يمن ديجيتال ميديا ويمن لايف مع كافة القنوات والوكالات الإعلامية المرخص لها داخل اليمن، وهو ما اعتبره المعمري دليلاً على التناقض الواضح في الأحكام القضائية، والتي تهدف، وفق تعبيره، إلى "شرعنة نهب ممتلكاته".

ملاحقة الصحفيين والإعلاميين

لم يقتصر الأمر على الحكم ضد المعمري وحده، بل امتد إلى إصدار قرارات اتهام غيابية ضد عدد من الصحفيين والموظفين العاملين في شركة يمن ديجيتال ميديا، واعتبارهم "فارين من وجه العدالة". وشملت القائمة:

1. فكري محمد راشد المعمري – مهندس محطة في يمن ديجيتال ميديا.
2. غسان علي محمد المعمري – المدير التنفيذي ليمن ديجيتال ميديا.
3. رأفت محمد علوان المعمري – منسق في يمن ديجيتال ميديا.
4. مهيب محمد عبده المريري – مراسل قناة الغد المشرق.
5. عاطف أحمد عبده القحطاني – موظف في قناة الغد المشرق.
6. شهاب محمد عبد اللّٰه سلام – مذيع قناة اليمن اليوم.
7. وسام غالب أحمد راشد – مونتير جرافيكس في يمن ديجيتال ميديا.
8. باهر قايد حميد الشرعي – مصور في يمن ديجيتال ميديا.
9. محمود عبده محمد الحميدي – مراسل قناة الإخبارية.

دعوة للتدخل العاجل

وأكد المعمري أن ممتلكاته قد تم الاستيلاء عليها من قبل المحكمة الحوثية، وتم تأجيرها لإحدى الشركات العاملة في صنعاء، داعياً نقابة الصحفيين إلى إصدار تعليمات للشركات الإعلامية بعدم شراء أو استئجار المعدات والأصول الخاصة بشركته. كما طالب المنظمات الحقوقية باتخاذ موقف واضح تجاه هذه الأحكام التي وصفها بـ"الجائرة وغير القانونية".

وفي ختام رسالته، دعا المعمري كافة الجهات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الأحكام، محذراً من أن السكوت عنها سيفتح الباب أمام المزيد من الانتهاكات ضد الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي في اليمن، قائلاً: "لقد بات من الضرورة بمكان ألا تفلت هذه الجماعة من العقاب".