نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريون يعودون إلى أحيائهم المدمرة في حمص - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 12:51 صباحاً
وتقول دعاء تركي (30 عاما) في بيتها المتداعي ذي الجدران السوداء في حي الخالدية «البيت محترق، لا نوافذ فيه، لا كهرباء، أزلنا الركام وفرشنا بساطا وجلسنا».
ويطلّ بيتها على شارع اختفت معالمه وحدوده، وعلى جدران ذات ثقوب كبيرة يمكن عبرها رؤية بقايا مبان كانت ذات يوم تضج بسكانها.وتضيف لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما يتردد صدى الأذان من مسجد خالد بن الوليد التاريخي المجاور بين أرجاء الحي المنكوب «رغم كل هذا الدمار نحن سعداء بالعودة. هذا حيّنا وهذه أرضنا».
قبل شهر، عادت دعاء مع زوجها وأطفالها الأربعة إلى البيت الذي يخلو سوى من بضع أوان وُضعت على رفوف خشبية وجهاز تلفزيون لا تصله الكهرباء.
ويبحث زوجها عن عمل «في أي مكان»، بينما تمضي هي نهارها مع العائدات من جاراتها يترقبن من فتحات نوافذهن وثقوب الجدران أن يكون بين المارة القلائل عاملون في مؤسسات إنسانية يمدّون لهن يد العون لتأمين أساسيات الحياة.
وكانت حمص من أوائل المدن التي شاركت في مارس 2011 في الانتفاضة الشعبية ضدّ الأسد الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من نصف قرن.
وكانت أول مدينة شهدت مواجهات مسلّحة، عندما تحوّل قمع السلطات للتظاهرات الشعبية إلى اشتباكات.
وتحوّل حي بابا عمرو حينها معقلا لـ»الجيش السوري الحر» الذي تشكّل من عسكريين منشقّين ومدنيين معارضين حملوا السلاح، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليه في مارس 2012.
وفرضت القوات الحكومية بعد ذلك حصارا خانقا حول أحياء حمص التي تعرّضت بشكل شبه يومي لقصف أدّى إلى دمار واسع ومقتل المئات.
وخلال عامين من الحصار، عُزل سكان هذه الأحياء عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، وأكلوا أعشابا ونباتات وأطعمة مجفّفة، إلى أن أُجلي مقاتلو المعارضة عن المدينة على دفعات بموجب أول اتفاق بين السلطات والمعارضة منذ بداية الحرب في العام 2014، ثم في العام 2017.
ومع المقاتلين، خرج معظم المدنيين، بينما اكتسبت حمص اسم «عاصمة الثورة» بين الناشطين.
وتقول تركي «بقينا محاصرين في حمص سنوات. لا أكل ولا شرب، قصف جوي وبراميل، ثم أخرجتنا الأمم المتحدة إلى المخيمات في الشمال» في مناطق بقيت تحت سيطرة فصائل المعارضة.
وعلى بعد مئات الأمتار، تقول أم حمزة الرفاعي (56 عاما) «ليس في الحي متاجر، نذهب إلى الأحياء المجاورة لشراء أغراضنا»، مضيفة «نلتقي بجيراننا العائدين، نتذكّر بعضنا، أبناؤهم كبروا».
وتعيش الرفاعي مع ابنها البالغ 21 عاما والذي تطوّع في «الجيش الجديد»، وتأمل أن توفّر قريبا مبلغا من المال يتيح لها فتح متجر بقالة كالذي كانت تملكه قبل تدمير الحي.
وعند مدخل المدينة، التقى فريق وكالة فرانس برس قافلة تضمّ 48 عائلة نظمّها ناشطون تجمّعوا تحت اسم «تنسيقية أبناء حمص» وتكفلوا بنفقات النقل.
ويسود التأثر وغالبا الدموع لدى نزول الواصلين من الحافلات.
بينهم عدنان أبو العز (50 عاما) الذي فقد ابنه في قصف مدفعي أثناء الحصار.
ويستذكر بغصّة كيف منعه عناصر نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري آنذاك من نقل ابنه المصاب خارج الحيّ، فمات.
«رفضوا أن أمرّ، كانوا يسخرون مني».
ويضيف «عرفت أن بيتي شبه مدمر، لكنني عائد الى تراب حمص الغالي».
ويروى رجل آخر قدّم نفسه باسم أبو المعتصم لمن حوله أنه اعتُقل في فرع المخابرات الجوية السيء السمعة في المدينة، بتهمة المشاركة في تظاهرة.
ويضيف «حين اقتربت سيارة الأمن إلى جوار الفرع، سألت الله أن تنزل قذيفة علينا وأموت قبل أن أصل إلى أقبيته» بسبب التعذيب الذي كان يتعرض له المعتقلون في سوريا.
ويشير الى أن والده «دفع مبلغا كبيرا من المال لضابط يعرفه، فخرجتُ بعد أيام».
رافق عبد القادر العنجاري (40 عاما) فريق فرانس برس في جولة في شوارع بابا عمرو المقفرة إلا من بعض السكان العائدين وقطط هائمة بين الأنقاض، وصولا إلى المبنى الذي ضمّ «المكتب الإعلامي لبابا عمرو»، ويقيم فيه حاليا أصحابه.
ويقول مهندس الإلكترونيات الذي نشط عام 2011 ضمن مجموعات إعلامية زودت وسائل الإعلام الأجنبية بالأخبار، إن المكتب استقبل «صحافيين من كل العالم. هنا وضعنا أول جهاز إنترنت للتواصل مع العالم الخارجي».
0 تعليق