أكد مختصون أهمية برنامج الزواج الصحي في المملكة العربية السعودية كأحد المبادرات الرائدة لتعزيز الصحة الأسرية وحماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية والمعدية.
وأشاروا في حديثهم بمناسبة اليوم السعودي للزواج الصحي إلى أن البرنامج يُسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال رفع الوعي الصحي وتمكين المقبلين على الزواج من اتخاذ قرارات مستنيرة، تضمن تكوين أسر مستقرة وصحية، مع تعزيز مفهوم المسؤولية الفردية تجاه الصحة العامة.

التزام صحي مستدام

أكدت استشاري علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة حنان الدعيلج أن اليوم السعودي للزواج الصحي يهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الفحص الطبي قبل الزواج، الذي أطلقته وزارة الصحة عام 1425 هـ.

د. حنان الدعيلج

ويُلزم البرنامج الطرفين بإحضار شهادة الفحص قبل إتمام العقد، للكشف عن الأمراض الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، والأمراض المعدية كالتهاب الكبد بنوعيه (B و C) وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وأشارت إلى أن البرنامج يقدّم المشورة الطبية للأزواج لتزويدهم بالمعلومات حول احتمالية انتقال الأمراض وتأثيراتها الصحية والاجتماعية، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مناسبة وتشكيل أسر متوافقة وراثياً، قادرة على العيش بصحة أفضل.

مجتمع صحي

أكد استشاري علم الوراثة والجينات السرطانية د.هاني الأفغاني، أن برنامج الزواج الصحي يسعى للحد من انتقال الأمراض الوراثية والمعدية من خلال الفحص المبكر، بما يضمن توافقًا صحيًا بين الزوجين ويعزز استقرار الأسرة.

د.هاني الأفغاني

وأشار إلى أن البرنامج الوطني للفحص المبكر للمواليد يكشف عن أكثر من 17 مرضًا وراثيًا يمكن علاجها مبكرًا لتجنب المضاعفات.
وشدد على أهمية الالتزام بالفحص الطبي ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف لتحسين جودة الحياة، وأوضح أن تجاوب الشباب السعودي مع نتائج الفحص قبل الزواج بلغ 85%، مما يعكس وعي المجتمع بأهمية الفحص الوقائي.
كما نوه بالدور الحيوي للبرامج الصحية الوطنية في حماية الأسرة والمجتمع، والحد من الأعباء الصحية والاقتصادية.

دور محوري للفحص المبكر

قال استشاري وأستاذ مشارك في علم أمراض الدم الدكتور حسام قنش إن اليوم السعودي للزواج الصحي يهدف لتعزيز الوعي بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج للحد من الأمراض الوراثية والمعدية.
وأوضح أن البرنامج يُسهم في الكشف عن أمراض مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، بالإضافة إلى الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب (الإيدز).

د. حسام قنش

وأكد أن وزارة الصحة توفر مراكز فحص مجانية تقدم استشارات وراثية متخصصة للمقبلين على الزواج، وفق أعلى المعايير الطبية.
وأشار إلى التطور الذي شهدته المملكة في تقنيات الفحص الوراثي، مع تكثيف حملات التوعية لتعزيز ثقافة الفحص المبكر، وجعل الزواج الصحي نهجًا مستدامًا يضمن صحة الأجيال القادمة.

الإرشاد الوراثي ضمان لصحة الأجيال

أوضحت المستشارة في الأمراض الوراثية يارا العسالي، أن اليوم السعودي للزواج الصحي يعزز الوعي بأهمية الفحص الوراثي للحد من انتقال الأمراض الوراثية إلى الأجيال القادمة.

‏‏يارا العسالي

وأشارت إلى أهمية الإرشاد الوراثي في اتخاذ قرارات مستنيرة، لافتة إلى تقنيات متقدمة مثل فحص تسلسل الإكسوم الكامل (WES) وتسلسل الجينوم الكامل (WGS)، التي تساعد في الكشف الدقيق عن الطفرات الوراثية، مضيفة أن فحص الأجنة قبل الزرع يُعد خيارًا متاحًا للأسر الحاملة لطفرات معروفة.
وشددت على ضرورة تعزيز برامج التوعية حول مخاطر زواج الأقارب، الذي يُعد سببًا رئيسيًا لانتشار أمراض مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، ما يسهم في تحسين الصحة العامة وضمان مستقبل صحي للأبناء.

الصحة أساس الاستقرار الأسري

أشارت المتخصصة في التقنية الحيوية والوراثة خلود الربيعي إلى أن الزواج الصحي هو أساس بناء أسرة مستقرة، لا يقتصر على التوافق النفسي والاجتماعي بل يشمل الفحص المبكر للأمراض الوراثية والمعدية، مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا.

خلود الربيعي

وأوضحت أن البرنامج السعودي للزواج الصحي، الذي أطلق عام 2004، يهدف للكشف المبكر عن هذه الأمراض، تقليل انتشارها، وزيادة الوعي الصحي بين المقبلين على الزواج.
وأكدت أهمية الفحوصات الجينية الحديثة، مثل تحليل التسلسل الجيني الكامل (NGS)، في الكشف المبكر عن الطفرات الوراثية.
كما أشارت إلى التطورات العلاجية الجديدة مثل علاج "كاسجفي"، الذي يُعد خطوة متقدمة لعلاج الأمراض الوراثية باستخدام تقنية التحرير الجيني، ما يعزز الصحة العامة.