تحقيق: منى البدوي
المجاملات بين بعض الموظفات قد تتعدى حدودها، لتصل إلى حد إرهاق الجيوب، حيث يبالغ بعضهن في تحديد قيمة المبلغ الذي يتم جمعه من كل موظفة أو الموجودات في القسم نفسه ليُراوح بين 500 و1000 درهم للفرد، كما تزايدت المناسبات التي يتم جمع قيمة الهدية لها لتتعدى حدود الخطوبة وعقد القران والزواج والولادة إلى أعياد الميلاد واستقبال الأحفاد والعمرة، وإن كانت متكررة خلال العام الواحد.
قالت موظفات، إنه يصادف أحياناً خلال الشهر وجود أكثر من 4 أو 5 مناسبات لعدد من الموظفات ما بين أعياد ميلاد وعودة من العمرة وغيرها، وهو ما يتسبب في إرهاق الموظفة مادياً خاصة التي لديها التزامات ومسؤوليات مالية، كما نوهت بعضهن بأنه على الرغم من امتعاضهن فإن الخجل من البوح بالضغط المادي المترتب على تكرار جمع قيمة الهدية بهدف المجاملة، يجعلهن يدفعن بصمت.
تقول ريهام عيد، موظفة، بالفعل كانت المجاملات بين الزملاء في العمل تتسبب في ضغط مادي خاصة في حال وجود عدد كبير من الموظفين، ووجود مناسبات مختلفة ومتنوعة لدى كل فرد، وهو ما استدعى إيجاد آلية محددة تتضمن تحديد مبلغ مالي بسيط يتناسب مع جميع الموظفين، وذلك تجنباً لإحراج الأفراد الذين لا تسمح رواتبهم باقتطاع مبلغ مالي يفوق طاقتهم المادية، وأيضاً اقتصار المجاملة على الأفراد الموجودين بالقسم نفسه.
وتضيف أن الصراحة والتعاون بين الموظفين يسهم في إيجاد حل لهذه الظاهرة التي يجب ألا تخرج عن المعنى والقيمة النفسية والمعنوية المراد تحقيقها من تقديم الهدية والتي من ضمنها زيادة أواصر المحبة والألفة.
مهمة بشرط
تشير سارة سلمان، موظفة، إلى أهمية المجاملات بين الزملاء لما تحققه من تلطيف الأجواء بين الزملاء، خاصة في القسم نفسه، وتسهم في تقوية العلاقات وتقلل من أجواء التوتر بين الزملاء إن كان بينهما منافسة، إلا أن خروجها عن نطاق المعقول يُفقدها قيمتها الرمزية والمعنوية، موضحة أن ذلك ليس فقط على نطاق الموظفات فحسب، وإنما في الحياة العادية أيضاً، حيث إنه ليس من المنطق أن يقوم الفرد بالاقتراض لتقديم هدية تفوق قيمتها إمكاناته المادية.
وتضيف أن تقنين المجاملات، من حيث نوع المناسبة وقيمة الهدية، يعفي الموظف من المعاناة الصامتة الناتجة عن الخجل من البوح بما تتسبب فيه هذه القيمة المادية التي يتم جمعها أحياناً أكثر من مرة بالشهر نتيجة تعدد المناسبات، من ضغوط نفسية واجتماعية ومادية تنغص العيش.
الشعور بالآخرين
تذكر فاطمة الخضري، موظفة، أنه لتجنب المبالغة التي تنجم عنها الضغوط المادية لمجاملة الزملاء تتطلب الوعي والشعور بالآخرين من قبل بعض الموظفات حيث لا بد من الأخذ في الاعتبار الرواتب التي تختلف ما بين موظف وآخر بحسب درجته الوظيفية، حيث إنه «من غير المعقول أن أطالب موظفاً بسيطاً بدفع مبلغ 500 درهم لأكثر من مرة بالشهر، كما يجب أيضاً تحديد المناسبات التي يتم التفاعل معها، حيث إنه ليس من المنطق أن يقوم الزملاء بمجاملة شقيقة زميلتنا أو والدتها وأحفادها أو غيرها من المناسبات الجديدة على مجتمعنا».
وتضيف: ما يجب أن ينتبه إليه جميع الموظفين أن الغلاء المعيشي بات يتطلب الحرص وعدم المبالغة في المصروفات، ومن ضمنها المجاملات الاجتماعية بين الموظفات، خاصة أن المناسبات قد تتعدد خلال الشهر الواحد، وهو ما يجعل الموظف يعيش طوال الشهر تحت الضغط المادي، خاصة الذين لديهم التزامات مادية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق