بقايا جثث.. أهل غزة يتمسكون بـ"الدليل الأخير" - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بقايا جثث.. أهل غزة يتمسكون بـ"الدليل الأخير" - اخبارك الان, اليوم السبت 22 فبراير 2025 04:55 مساءً

"فقدت أخي قبل أكثر من عام، لازالت أجهل مصيره ولم أتوقف للحظة عن البحث عنه"، بهذه الكلمات بدأت هالة أبو ختلة سرد مأساة فقدان شقيقها التوأم محمود خلال محاولته العودة من وسط قطاع غزة إلى شماله سيرا على الأقدام مرورا بحاجز نتساريم خلال الحرب على غزة.

انسحاب الجيش الإسرائيلي من المحور مؤخرا، كشف عن عشرات الجثامين مجهولة الهوية، والتي كانت جميعها متحللة وعبارة عن هياكل عظمية لأشخاص قتلوا في ظروف غامضة، الأمر الذي جدد الأمل لدى هالة لمعرفة مصير شقيقها محمود.

مهمة بحث

وقالت هالة، لموقع "سكاي نيوز عربية": "بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم هرعت سيرًا على الأقدام للبحث عن أي دليل يقودني لمصير شقيقي محمود"، مشيرًة إلى أنها صادفت في طريق بحثها العشرات من الجثامين المجهولة والهياكل العظمية.

وأوضحت أنها ورغم مشقة الطريق والصعوبات البالغة والدمار الهائل للمنازل ومختلف المناطق بمحور نتساريم؛ إلا أنها كانت مصرة على معرفة مصير شقيقها سواء قتل برصاص الجيش الإسرائيلي أو أسره.

وأضافت: "منذ أكثر من عام لم أتوقف عن البحث لمعرفة مصير شقيقي وقد أبلغت إسرائيل المؤسسات الحقوقية الدولية أنه غير موجود في سجونها"، مؤكدة أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تعرف مصيره.

وتابعت: "كنت أبحث في نتساريم عن طرف من ملابسه أو هويته الشخصية أو عظامه لو كان أحد ضحايا الحرب في غزة؛ لكنني لم أجد شيئًا وبقي مصير شقيقي محمود مجهولًا"، معبرًة عن أملها أن تصل لأي معلومة عنه.

أوراق وملابس

وفي السياق، قال خالد أبو هربيد، أنه "عثر على رفات نجله سعيد في نتساريم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي"، مبينًا أنه تعرف عليه من ملابسه الشخصية التي كانت مهترئة وأوراق ثبوتية كانت إلى جوار الجثمان".

وأوضح أبو هربيد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مهمة البحث لم تكن سهلة لكنه يشعر بالرضى عن معرفة مصير نجله وتمكنه من دفنه بالشكل الذي يليق به"، لافتًا إلى أن العشرات من العائلات كانت تبحث معه عن مصير أبنائها.

وأضاف "لم أذق طعم الراحة منذ فقدت الاتصال بابني سعيد، وبالرغم من ألم فراقه إلا أنني اليوم أعرف مصيره، ولن أنتظر لسنوات طويلة على أمل عودته في يوم من الأيام"، مؤكدًا أن الأصعب من فقدانه عدم معرفة مصيره.

فصل آخر من المعاناة

وفي فصل آخر من المعاناة، لم تتمكن سهى أبو هاني، من معرفة مصير والدها، الذي فقدت آثاره بعد اتخاذه قرار بالنزوح من شمال القطاع لجنوبه"، مشيرًة إلى أنها وأخوتها الخمسة جابوا مختلف المناطق بنتساريم من أجل ذلك دون جدوى.

وقالت أبو هاني، لموقع "سكاي نيوز عربية": "تقدمت بطلبات متكررة للمؤسسات الدولية والمحلية من أجل الكشف عن مصير والدي لكن جهودي لم تسفر عن أي نتيجة"، مشددًة على ضرورة أن تكشف إسرائيل عن مصير الآلاف من سكان غزة.

وأضافت: "محور نتساريم ابتلع الآلاف من السكان، والذين قتل غالبيتهم على يد قوات الجيش الإسرائيلي، ما يؤكد أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل تعرف مصير أبنائنا المفقودين؛ لكنها تريد لنا أن نعيش في عذاب وألم للأبد".

آلاف المفقودين

ووفق الإحصاءات الرسمية الفلسطينية، فإن الحرب تسببت بفقدان نحو 14 ألفا من الفلسطينيين، والذين لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة، في حين لم تكشف السلطات الإسرائيلية عن مصير أي منهم بالرغم من الطلبات المتكررة من الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية.

وقال الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، رائد النمس، إن "الطواقم الطبية الخاصة بالجمعية انتشلت عشرات الجثامين المتحللة والهياكل العظمية من منطقة محور نتساريم"، لافتًا إلى أن عمليات البحث لا تزال جارية بهذا الشأن.

وأوضح النمس، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الإمكانيات المحدودة لدى الطواقم الفلسطينية تحول دون الوصول إلى جثامين الضحايا"، لافتًا إلى أن بعض الضحايا لم يبقى منهم سوى مقتنياتهم الشخصية التي يمكن لعائلاتهم التعرف عليها.

وزاد "نواصل البحث عن الجثامين والعظام؛ إلا أن التعرف عليها يبقى صعبا للغاية في ظل نقص الإمكانيات، وعدم وجود مختبرات متخصصة بهذا الشأن، خاصة ما يتعلق بتحاليل الحمض النووي"، مبينًا أن آلاف المناشدات تصل للهلال الأحمر للكشف عن المفقودين.

وبين النمس، أن "هذا الملف سيكون الأصعب بين ملفات الحرب، وسيحتاج لسنوات طويلة من أجل التوصل لحلول بشأنه"، مؤكدًا على ضرورة وجود معامل مخبرية وجهات مختصة من أجل متابعة الملف، إلى جانب ضغط على إسرائيل للكشف عن مصير آلاف المفقودين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق