نشر في باب نات يوم 22 - 02 - 2025

أصدر مركز النشر الجامعي في خطوة تونسية أولى تخوض في أخلاقيات مجال يتطور سريعا وبنسق غير مسبوق في شتى مجالات المعرفة والحياة البشرية، " مؤلفا جماعيا تحت إشراف الجامعية بسمة نهى الشاوش يحمل عنوان "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي".
وقد تضمن الكتاب الوارد في 230 صفحة، والمندرج ضمن سلسلة علوم إنسانية واجتماعية ودينية لمركز النشر الجامعي، أربعة مقالات بحثية تعمقت في التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والاخلاقيات في المعرفة والصحة والقانون
وتناول المقال العلمي الاول اخلاقيات الذكاء الاصطناعي للجامعية بسمة نهى الشاوش، مفهوم الذكاء الاصطناعي ومفهوم الاخلاقيات التي تنظر في " متصورات الخير والشر والصواب والخطأ فتنظمها وتدافع عنها " وتعمقت في مبادئ الانحياز والدقة والوضوح والشفافية والعدل والخصوصية وتحمل المسؤولية والامن والسلامة وخدمة صالح البشرية الواردة في التوصية الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لليونسكو الواردة في بيان ببريطانيا في نوفمبر ، 2021 وخاصة الوصايا المتعلقة بقطاعي التعليم والبحث العلمي.
وتناول المقال الثاني إشكاليات البحث العلمي في زمن الذكاء الاصطناعي من اجل تغيير جذري في التعامل مع المعرفة وهو بقلم الجامعية درة باسي، التي بحثت في التحديات الأخلاقية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي من منظور البحث العلمي، وتأثير خوارزمياته في تغيير علاقة الانسان بالمعرفة ، وذلك باعتباره مجالا بحثيا وظاهرة ثقافية واقتصادية أيضا. وطرحت الباحثة مسائل تعريفية حول اخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والسياقات والاطر العلمية التي اعتبرت فيها الجامعة الإطار الأمثل للبحث في مسالة تلك الاخلاقيات كفضاء للتمحيص والتقييم والنقاش.
كما حللت الذكاء الاصطناعي من منظور ابستيمولوجي وتقييمي، معددة شروط استخدامه الراشد وخاصة في مستوى خطر التحيز المعرفي وتمثيلية المعلومة المتاحة معتمدة على مختلف مراحل دورة حياة المنظومة. وأكدت على دور مؤسسات البحث العلمي في فهمها وتفسيرها وتكوين الباحثين الشبان على ادراك الجوانب المظلمة منها مع التفكير وطرح مواثيق تتماشى مع اخلاقيات البحث العلمي ومع القيم الإنسانية.
وقام الدكتور يوسف زياد الهاشمي المختص في طب الإنعاش، بتحليل معمق للقضايا الأخلاقية والتحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في المجال الصحي ، بتقديم امثلة عن استعمالات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي على غرار التشخيص الطبي باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الاشعة واكتشاف امراض السرطان والقلب والرئة وفي مجال الأبحاث لاكتشاف وتطوير الادوية والأبحاث السريرية التقليدية والأنظمة الجراحية وأجهزة الاستشعار لمراقبة المرضى عن بعد واستشارات الرعاية الصحية عن بعد.
كما قدم التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في ذات المجال بتقديمه علاجا مخصصا لكل مريض بناء على ملفه الجيني وتطوير تقنيات علاجية مبتكرة تعتمد على تعديل الجينات او الخلايا لعلاج الامراض الوراثية والمناعية ، مع التنبؤ بحدوث الامراض قبل ظهورالاعراض بتحليل البيانات البيومترية والوراثية وسيتيح لبعض أنواع الهواتف الذكية والأجهزة إمكانية التشخيص الذاتي للامراض البسيطة وتحسين الرعاية الصحية العقلية والتنبؤ بانتشار الأوبئة.
وعرّج في طرحه، على منابع التحديات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمتعلقة بالتحيز في التقنية وفي البيانات المستخدمة لتدريب الخوارزميات والتصميم المتحيز للخوارزميات والتاثير العلاجي والتحيز غير المباشر .
وقدمت أستاذة القانون وفاء الشاوش نويرة في اخر مقال ورد باللغة الفرنسية بعنوان "قانون ناشئ للذكاء الاصطناعي" لمحة عن التصنيفات المختلفة للمخاطر الواردة بقرار الاتحاد الأوروبي والتي قد تصل عملية التصدي لها الى حظر أنظمة الذكاء الاصطناعي عند تشكيلها خطرا غير مقبول او ضررا، مؤكدة على ضرورة مواصلة الجهود من أجل الحد من تلك المخاطر .
جدير بالذكر أنه تم تقديم هذا المؤلف الجماعي أمس الجمعة بمقر مركز النشر الجامعي ضمن فعاليات النسخة الرابعة من ورشة عرض الإصدارات الجديدة بالمركز.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.