يُعد يوم التأسيس في المملكة العربية السعودية مناسبةً وطنيةً تعكس عراقة الدولة السعودية وامتداد جذورها إلى ما يزيد عن ثلاثة قرون حيث أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ (1727م)، مما مهَّد لبناء كيان قوي قائم على الوحدة والاستقرار.. وتأتي هذه الذكرى كل عام في 22 فبراير احتفاءً بتاريخ المملكة العريق وتقديراً لمنجزات قادتها عبر العصور.

لم تقتصر عظمة المملكة على تاريخها الداخلي فحسب بل امتدت إلى مواقفها المشرفة تجاه القضايا العربية والإسلامية.. ومن أبرز هذه القضايا القضية الفلسطينية التي تظل المملكة داعمةً لها سياسياً وإنسانياً ومتمسكةً بحل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

في الأحداث الأخيرة، كان موقف المملكة العربية السعودية واضحاً وقوياً برفض التهجير القسري لأهل غزة والتأكيد على ضرورة وقف العدوان وحماية المدنيين و لم تكتفِ المملكة بالمواقف الدبلوماسية بل سخّرت جهودها الإنسانية عبر إرسال المساعدات وحشدت الدعم الدولي لوقف الانتهاكات مما جعل صوتها مؤثراً عالمياً وألهم العديد من الدول لاتخاذ مواقف مشابهة.

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تاريخية بل هو تأكيدٌ على أن المملكة بقيادتها وشعبها تواصل مسيرتها في دعم الحق والعدل سواء داخل حدودها أو على مستوى العالم.. وكما كانت في الماضي حاضنةً للقيم والمبادئ الراسخة فهي اليوم نموذجٌ للدولة القوية التي تتمسك بثوابتها الوطنية والعربية والإسلامية وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار.

في هذا اليوم العظيم يعتز السعوديون بتاريخهم ويفتخرون بمواقف وطنهم المشرفة ويجددون العهد بمواصلة مسيرة البناء والتقدم مستلهمين من تاريخهم العريق روح العزيمة والإصرار على تحقيق مستقبلٍ أكثر إشراقاً للأجيال القادمة .

ونحن كخليج وكعرب نفتخر بالمملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال ركيزة استقرار ومنبعاً للعطاء ونموذجاً للريادة في جميع المجالات.. فكل عام والمملكة تواصل إنجازاتها العظيمة ومكانتها الرفيعة ومسيرتها المباركة نحو مستقبل مشرق.

فيصل خزيم العنزي

الكويت