في قمة كروية مثيرة، تمكن الاتحاد من تحقيق فوز عريض على الهلال بنتيجة 4-1 في «جولة التأسيس» الـ(21) من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، في المباراة التي أقيمت مساء السبت على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، في أجواء كرنفالية صاخبة، اكد من خلالها العميد أنه «نمبر ون» في كل شيء، بعدما نجحت كتيبة المدرب الفرنسي رولان بلان، في تقديم أداء أعاد بها النمور زمن السطوة والهيمنة الكروية. انتصار العميد المستحق برباعية، كانت مرشحة إلى ان تكون خماسية أو حتى سداسية، لكن الظروف انقذت الهلال من خسارة تاريخية.

ولم يكن فوز الاتحاد بالأمس مجرد ثلاث نقاط وسع بها الفارق بينه وبين الهلال في صدارة الترتيب، بعدما أصبح رصيده 55 نقطة مقابل 48 نقطة للهلال في المركز الثاني، قحسب، بل كان هذا الانتصار مليء بالدروس المجانية الفنية والإدارية والجماهيرية.

دروس فنية

نجح الفرنسي رولان بلان المدير الفني للاتحاد في قيادة فريقه إلى تحقيق انتصار عريض مستحق بأربعة اهداف، بعدما هيأ لاعبيه للمباراة من خلال تحضير ذهني وبدني مثالي، وانعكس ذلك على تركيز جميع اللاعبين طوال الـ90 دقيقة، وأيضا في قدرة اللاعبين في التحكم في إيقاع المباراة حتى صافرة النهاية، والسيطرة التامة على مجريات اللعب، والتنوع في نقل الكرة والتمرير حتى اطلق الحكم صافرة النهاية.

بدأ الاتحاد المباراة بتركيز عالٍ، حيث بدا أن رولان بلان جهز لاعبيه نفسيًا وبدنيًا لمواجهة الضغط المتوقع من الهلال، فترك للهلال الاستحواذ طوال النصف الساعة الاولى من المباراة، وعمل على تقارب الخطوط وتضييق المساحات، وهذا يكشف أنه قرأ أفكار خيسوس مبكرًا، وأدرك أنه سيبدأ المباراة بضغط متقدم على أمل تسجيل هدف مبكر يربك لاعبيه.

ركز بلان على استغلال المساحات خلف ظهيري الهلال، حيث كانت تحركات الثلاثي كريم بنزيما، وبيرجوين، وموسى ديابي، مع انطلاقات حسام عوار من العمق، فعالة جدًا في استغلال ضعف التغطية الدفاعية للهلال.

صلابة دفاعية وتنظيم تكتيكي محكم

لعب الاتحاد بتنظيم دفاعي محكم، حيث أغلق المساحات أمام هجوم الهلال، خاصة أمام مالكوم، وسالم الدوسري وانطلاقات سافيتش في العمق مما جعل الفريق الأزرق يجد صعوبة في اختراق الدفاع الاتحادي.

ورغم أن الاتحاد استقبل الهدف الاول في المباراة، لكن ردة فعل لاعبيه كانت حاسمة ووقوية، واستطاع الفريق عبر رأسية حسن كادش أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويفتح الطريق أمام رباعية مثيرة.

دروس إدارية

أعطت إدارة الاتحاد دروسًا في التخطيط ودعم الفريق بصفقات نوعية، وبأقل التكاليف، مقارنة بما دفعه المنافسون في صفقاتهم، حيث نجحت الإدارة الرياضية بالاتحاد ومعها إدارةالنادي، في اختيار لاعبين حسب حاجة الفريق ودون أسراف، فكانت تحركات الاتحاد في الميركاتو الصيفي والشتوي بحساب ومدروسة بطريقة رائعة، أسفرت عن تعاقدات أعادة للفريق الاتحادي توازنه الذي فقده في الموسم الماضي.

دروس جماهيرية

تقدم جماهير الاتحاد في كل مباراة كبيرة أو صغيرة، داخل أرضها أو خارجها دروسا في الحب والولاء لناديها، يتحول إلى فنون تمتع العين، وتلهب حماس اللاعبين، وتجعل من مشاهدة كرة القدم داخل الملعب أو خلف الشاشات الفضية تجربة فريدة في المتعة والإبهار.

إن جماهير الاتحاد برابطتها الـ»كورفا جولد» وباقي الجماهير، تقدم نموذجًا في التسويق الرياضي المجاني لدوري روشن، حيث لها في كل مباراة تيفو جديد مليء بالابهار والمتعة، فضلًا عن دورها في شحذ همم اللاعبين، لأنهم لا يتوقفون لحظة عن التشجيع والهتاف من قبل أن تبدأ المباراة بوقت طويل، وطوال المباراة، وحتى بعد نهاية المباراة.

لقد أصبج الاتحاد مدرسة تعطي الدروس المجانية في المتعة الكروية والحنكة الإدارية والإبداع الجماهيري.

حقق الاتحاد انتصارًا تاريخيًا على الهلال بنتيجة 4-1، في مباراة أكدت على التطور الكبير للفريق تحت قيادة رولان بلان، لكن الطريق إلى صعود منصة التتويج واستعادة لقب الدوري مازال طويلًا، وهذا ما يجب أن يعلمه كل الاتحاديين .